قطاع السياحة واحد من أهم القطاعات الحيوية والذى تعتمد عليه الدولة فى توفير العملة الصعبة، وقبل الثورة وتحديدًا فى عام 2010 حقق قطاع السياحة أرباحًا طائلة بلغت ما يقرب من 12.5 مليار دولار، ليحتل المركز الثانى فى توفير العملة الصعبة بعد حوالات المصريين العاملين فى الخارج، إلا أن القطاع مر بكبوات عديدة، منذ ثورة يناير وحتى الآن، وعلى الرغم من أن السنوات الخمس التى مر بها القطاع منذ الثورة وحتى الآن، شهدت انتعاشًا فى فترات منها، إلا أنها سرعان ما عادت مجددًا لحالة الركود.
وضعت وزارة السياحة برنامجًا عاجلًا لإنقاذ قطاع السياحة، وتم مناقشة تلك الخطة فى اجتماعات لجنة السياحة بالبرلمان، وعلى الرغم من أن الخطة حازت على رضا النواب، إلا أن انشغال المجلس خلال الفترات الماضية، بمناقشة العديد من القوانين والملفات الهامة، حال دون متابعة جدية من لجنة السياحة تنفيذها، تحدث عدد من نواب اللجنة لـ"برلمانى"، وحددوا عدة خطوط عريضة لمواجهة أزمات قطاع السياحة فى مصر وكيفية انتشاله من حالة الركود التى يعانى منها.
إيفيلين متى تضع روشتة لعلاج قطاع السياحة وتطالب بعقد دورات تدريبية للعاملين
فى البداية طالبت النائبة إيفيلين متى، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، بضرورة وضع أفكار جديدة لانتشال قطاع السياحة فى مصر من حالة الركود الشديدة التى يعانى منها، فضلًا عن الاطلاع على تجارب دول العالم التى على الرغم من عدم تمتعها بما تتمتع به مصر من مزارات سياحية، إلا أنها استطاعت أن تنهض بالسياحة، وعلى رأس تلك الدول ماليزيا ودول شرق آسيا، وإيطاليا ودبى.
وتابعت "متى"، أسلوب دول شرق آسيا فى إدارة الملف السياحة، واستثمار مواردهم بشكل جيد بما يتيح لهم جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، جعل لهم ميزة تنافسية عالية وأصبحوا من الدول المهمة سياحيًا، مشيرةً إلى أنه على الرغم من تمتع مصر بالعديد من الأماكن السياحية النادرة، إلا أنه غير مسلط الضوء عليها كـ"وادى الرمال البيضاء، ووادى الجمال"، وتعتمد السياحة فقط على شواطئ شرم الشيخ والغردقة.
وأضافت "متى"، أن من أهم عوامل عودة النشاط السياحى لمصر، هو ضمان عنصر الأمن والأمان وإرسال تلك الرسالة إلى مختلف دول العالم، بأن مصر واحدة من أكثر الدول أمنًا فى العالم، وذلك من خلال التليفزيون والسينما وبرامج التوك شو، فضلًا عن حل مشكلات المطارات المصرية وتأمينها بشكل جيد، لأن هذا يعتبر الجزء الأهم فى المنظومة السياحية التى تعتمد فى المقام الأول على الأمن والنقل.
وطالبت "متى"، بضرورة عقد دورات تدريبية للعاملين فى المجال السياحة، لتدريبهم على كيفية التعامل مع السائحين، لأن البعض يسيئ إلى سمعة مصر نتيجة التعامل الخاطئ مع السائحين، من خلال محاولات ابتزازهم واستغلالهم مالياً ومادياً ومعنوياً، مشيراً إلى أن العمالة السياحية المدربة فى مصر تركت قطاع السياحة واتجهت للعمل على سيارات "أوبر وكريم"، والبعض منهم اتجه لفتح مقاهى أو محال موبايلات.
وأكدت "متى" أن الوزارات المعنية بمتابعة الأنشطة السياحة فى مصر مقصرة، ولا تملك حلول عملية لمشكلات السياحة، ولم يسع القائمون عليها للتفكير خارج الصندوق، ولا يوجد لديهم النية لتطوير أنفسهم من أجل تطوير ذلك القطاع الحيوى الهام.
محمد عبده: خسائر مصر للطيران بلغت 560% وملف السياحة يحتاج الرؤية والخيال
ومن جانبه قال النائب محمد عبده، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، إن هناك العديد من التحديات التى تواجه مصر على المستوى الداخلى والخارجى، فخارجيًا مصر مستهدفة من عدة دول تهدف إلى تركيعها، وتلك الدول تعلم جيدًا أهمية السياحة بالنسبة لمصر، فالسياحة كانت تدر دخلًا بالعملة الصعبة يصل إلى ما يقرب من 12.5 مليار دولار سنويًا، تقلص الآن ولم يعد يتخطى 3 مليارات دولار.
وتابع "عبده"، حوادث الإرهاب فى سيناء وشرم الشيخ أدت إلى هبوط معدلات السياحة، فضلًا عن ضعف الإجراءات الأمنية فى المطارات، ولن تقبل دولة محترمة من دول العالم تشجيع مواطنيها على زيارة مصر إلا إذا شعرت أن معدلات الأمان فى المطارات عالية وتتماشى مع المعدلات العالمية.
وأكد "عبده"، أن القائمين على قطاع السياحة فى مصر ليسوا على المستوى اللائق، ولابد أن يتولى ملف السياحة فى مصر أناس لديهم رؤية وخيال، ويجب أن يتم القضاء على الفساد المستشرى فى قطاع السياحة، وعلى سبيل المثال فشركة مصر للطيران بلغت خسائرها فى سنتين ما يقرب من 10 مليارات جنيه، فى الوقت الذى يبلغ فيه رأس مال الشركة 1.8 مليار جنيه، وهو ما يعنى أن نسبة الخسارة بلغت 560%.
أشرف إسكندر: عودة السياحة لما قبل الثورة يحتاج 4 سنوات ونستهدف من 6 لـ7 مليارات سنويًا
فيما قال النائب أشرف إسكندر، عضو لجنة السياحة بالبرلمان، إن هناك بشرة أمل بعودة السياحة مرة أخرى إلى مصر، خاصة بعد زيارة وفد روسى إلى مصر فى الأيام السابقة، والتى تفقدوا خلالها مدينة شرم الشيخ، وكانت لهم تصريحات مرضية عن تحسن الظروف السياحية فى مصر، خاصة أنهم زاروا خلال جولتهم الفنادق والطرق وأمن المطارات وعبروا عن سعادتهم وتفاؤلهم بمستقبل مصر السياحى، ووعدوا بعودة السياحة الروسية إلى مصر مع بداية الموسم مطلع شهر أكتوبر، مشيرًا إلى أن السوق السياحى الروسى يعد من أهم الأسواق السياحية التى تعتمد عليها مصر.
وتابع "إسكندر" البنية السياحية متوفرة ونستطيع تطويرها، وتحقيق إيرادات عالية من القطاع السياحى قد تصل إلى 6 و7 مليارات سنويًا، إلا أن العودة للأرقام التى كانت تحققها مصر فى عام 2010 وما قبل ذلك لن نستطيع تحقيقها فى الفترة الحالية، وتحتاج إلى 3 أو 4 سنوات، موضحًا أن السياحة تعنى استقرار، ومطالبًا بضرورة فتح أسواق جديدة وليس الاعتماد على أسواق بعينها، كما كان يحدث فى الماضى، من خلال الاعتماد على سوق السياحة الروسية والألمانية والإنجليزية، وحينما يحدث مشكلة فى أى من الأسواق تتضرر السياحة بشكل كبير.
وأضاف "إسكندر"، أن السياحة حساسة للغاية، قد تصل إلى قمة الهرم وتحدث أزمة بسيطة فتتأثر السياحة بشكل كبير، والسياحة ستعود فى مصر بالتدريج، وعلى الأجهزة الأمنية والمخابراتية أن تعمل للحفاظ على الاستقرار الداخلى والخارجى من أجل توفير المناخ المناسب لعودة السياحة، وكشف عن أن برنامج وزارة السياحة الذى تم عرضه فى البرلمان مرضى، واللجنة ستناقش مع الوزارة فى القريب العاجل نتائج أعمال الوزارة لذلك البرنامج وما انتهت إليه.