كتب أحمد براء
دأب النائب خالد يوسف، القيادى بتكتل "25– 30"، على توجيه النَقْد الدائم لمشروع قانون الضريبة على القيمة المضافة الذى تقدمت به حكومة المهندس شريف إسماعيل للبرلمان، مُطْلِقًا التصريحات النارية تجاه الحكومة، ومعربًا عن رفضه الصريح للقانون فى أحاديثٍ صحفية وإعلامية مختلفة، متبنيًا وجهة نظر التكتل المنتمى إليه تجاه الضريبة.
وأعلن يوسف خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج الفضائية، رفضه قانون القيمة المضافة، قائلاً إنه يجب أن يدفع من كل من اغتنى فاتورة الإصلاح الاقتصادى وقتما كان الشعب حسب وصفه "بيزحف على بطنه علشان ياكل"، موضّحًا: "الشعب افتقر على مدار 30 سنة فقر ماحصلّوش فى عمره كله، أثناء ما كانت فئة الـ5% بتغتنى غنى فاحش.. الفئة دى المفروض تدفع ضريبة الإصلاح دلوقتى".
وقال يوسف خلال المداخلة: "فاتورة الإصلاح الاقتصادى مش هحمّلها لكل الناس، بما فيهم الـ20 مليون اللى تحت خط الفقر اللى دخلهم أقل من 300 جنيه فى الشهر، أو الـ40 مليون اللى أقل من 1000 جنيه.. الإصلاح الاقتصادى مش إنك تفرض ضرايب جديدة، ولكن بهيكلة الجهاز المؤسسى للدولة.. وممكن الحكومة تلم فلوس حالاً من الأغنياء".
وطالب خالد يوسف، فى تصريحٍاتٍ أخرى، باستهداف الأغنياء، والاتجاه إلى تطبيق القوانين الضريبية المباشرة على الدخل والأرباح الرأسمالية، بدلاً من فرض القيمة المضافة على الجميع، وقال إن ضريبة القيمة المضافة لا تصلح لأنه لا يوجد نظام فواتير معتمد، ولا توجد رؤية فى السياسيات المالية، أو النقدية، وأوضح: "ماتجيش على أفقر شعب وتفرض ضرائب فى وقت عمال تزود الكهرباء والمياه.. هو مش لاقى وأنت مش موفر له حياة كريمة.. هيجيب منين.. اعمل ضرائب بس على الأغنياء".
وأثار انسحاب أعضاء التكتل من الجلسة العامة للبرلمان أمس الأحد الجدل تحت القبة، إذ رفض نواب "25– 30" أثناء مناقشة مواد القانون؛ التصويت عليه بطريقة "رفع الأيدى" مطالبين بالتصويت "الإلكترونى"، ولم يكتفوا بذلك بل عقدوا مؤتمرًا صحفيًا لإعلان موقفهم من القانون عقب الانسحاب، ليقرر الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس إحالتهم للجنة القيم.
وأشار نواب التكتل فى مؤتمرهم الصحفى إلى أنهم يدرسون عدم حضور جلسات مناقشة القانون، بل سيبحثون أيضًا تقديم طلبات بسحب القانون من المناقشة، ليؤكد النائب خالد عبد العزيز شعبان، عضو التكتل، خلال المؤتمر: "قانون الضريبة على القيمة المضافة يعود بنا إلى عصور المماليك.. كل القوانين التى قدمتها الحكومة للبرلمان خلال الفترة الماضية كانت لتحصيل ضرائب من الناس.. اللى عايز يتنفس بعد كده هيدفع ضرايب، واللى هيموت هيدفع ضرايب على موته".
وأوضح أحمد الشرقاوى، عضو "25– 30" أن التكتل يرفض القانون برمّته، بسبب معدلات التضخم وزيادة الأسعار فى الأسواق التى وصفها بـ"غير المنضبطة"، لافتًا إلى أن القانون ضربة مباشرة إضافية للمواطن، ولا شكّ سيؤثر تأثيرًا سلبيًّا على الاقتصاد، ما ينتج عنه تقليص مباشر لحجم الاستثمارات.
ورغم أهمية الجلسة التى انسحب منها أعضاء تكتل "25– 30" المعنية بمناقشة مواد قانون ضريبة القيمة المضافة الذى يرفضونه، إلا أن خالد يوسف لم يحضرها من الأساس، وآثر الغياب عن أعين النواب ووسائل الإعلام، فى موقفٍ يتنافى تمامًا مع تصريحاته النارية الرافضة للقانون التى اعتاد الخروج بها، ورغم قرار الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب بإحالة أعضاء التكتل للجنة القيم على خلفية انسحابهم من الجلسة العامة، إلا أن خالد يوسف لم يدلِ بتصريحٍ واحد عن هذا الشأن.
لماذا غاب خالد يوسف عن أهم جلسة لمناقشة مواد قانون ضريبة القيمة المضافة، وهى الجلسة التى قرر الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة إحالة القانون لها لمناقشة مواده؟، إذا غاب خالد يوسف عن الجلسات النهائية قبل إقرار القانون.. فمتى يحضر؟، لماذا غاب النائب عن تسجيل موقفه الرسمى من القانون تحت القبة بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات؟.. هل هناك فعاليات أو أحداث أهم من مناقشة قانون أعلن خالد يوسف رفضه وبقوة؟.. هل غاب لظروفٍ خاصة دفعته لعدم الحضور؟ أم أن هناك ثمة اتفاق ما مع الحكومة؟.