البحث عن ذهب مصر الضائع!

تنتظر لجنة الصناعة بالبرلمان برئاسة محمد زكى السويدى، الموافقة على إجراء جولة ميدانية خارجية لعدد من مناجم الذهب لاستكشاف أهم المشكلات التى تعانى منها، عقب تقديم طلب إلى رئيس المجلس الدكتور على عبد العال من أجل استكشاف أهم مشكلاتها.



ويأتى طلب لجنة الصناعة لإجراء جولة ميدانية فى محاولة لاستكشاف أوضاع هذا الكنز المدفون، الذى لا يزال فى انتظار من يستخرجه حتى الآن..، بل إن المناجم بها العديد من المشاكل التى تنتظر من يحلها وفقًا لتصريحات العاملين فى المجال، وبناءً على هذا يرصد "برلمانى" أهم المعلومات عنها.

أهم مناطق استخراج الذهب

تُعد الصحراء الشرقية هى المنطقة الرئيسية لاستخراج الذهب فى مصر، وتتمثل فى جبل السكرى ومنطقة حمش ووادى العلاقى.. بينما تدور الأحاديث عن أن عدد المناجم التى تمتلكها مصر هى 120 منجما تقع أيضًا فى الصحراء الشرقية.

فيما يعد منجم السكرى من أشهر المناجم المتواجدة فى الوقت الحالى والذى تم اكتشافه عام 1995، فيما تم بدء العمل فيه عام 2009، حيث يقع فى منطقة جبل السكرى الواقعة فى الصحراء الشرقية 30 كيلو متر جنوبى مرسى علم، وتديره شركة مشتركة بين هيئة الثروة المعدنية وسنتامين مصر، الّتى يملكها الجيولوجى المصرى سامى الراجحى ومركزها أستراليا.

ويقول الجيولوجى المصرى سامى الراجحى، مؤسس منجم السكرى فى حوار صحفى سابق له فى 6 فبراير الماضى أن الإنتاج فى تزايد مستمر، حيث بدأنا بـ100 ألف أوقية ثم العام التالى بـأكثر من 200 ألف ثم العام التالى أكثر من 300 ألف والعام الماضى 2015 تخطى الـ400 ألف وقية ونستهدف الوصول لأكثر من 600 ألف أوقية ذهب فى فى 2016.

وأضاف مؤسس منجم السكرى :"لدينا احتياطى حاليا يكفينا لـ25 عام لإستخراج 500 ألف أوقية فى العام الواحد ونحن نقوم بعمل استكشاف للمنطقة المحيطة باستمرار وأتوقع أن يعمل أحفاد أحفادى فيه، الذهب له بصمة مثل الإنسان ونستطيع التعرف على مصدره وأى منجم استخرج منه حتى بعد تنقيته".

السكرى ليس وحيدًا

فيما كشف الراجحى فى تصريح صحفى آخر، أن المنجم أحد أكبر 10 مناجم فى العالم، نظرا لما يحويه من ثروة ضخمة، مؤكدًا أن حجم وثروة منجم السكرى يؤكد أن مصر لديها مناجم كبرى أخرى لم تكتشف بعد.

ليس السكرى فقط من أهم مناطق إنتاج الذهب بل أن هناك أيضًا منطقة حمش التى تعتبر من المناطق الحيوية فى إنتاج الذهب حيث أن شركة "حمش" لإنتاج الذهب أنتجت أول سبيكة تجريبية من المنجم الذى يقع على بعد ١٠٠ كم غرب مدينة مرسى علم بالصحراء الشرقية بالقرب من محمية وادى الجمال – حماطة عام 2007، إلا أن عمليات الإنتاج من المنجم لا تتم بشكل منتظم رغم أنه كان من المفترض إنتاج 15 ألف أوقية عام 2010، وهو ما لم يحدث حيث بلغ إنتاج الشركة حتى فبراير 2010 نحو 65 كيلو جراما فقط مما يمثل إخلالا واضحا ببنود الاتفاقية.

ويُشار إلى أن فى السنوات الماضية كان العمل فى المنجم توقف أكثر من مرة إلى أن تم استئنافه فى يناير الماضى، وذلك بسبب وجود خلافات بين هيئة الثروة المعدنية والشركة التى تتولى مسئوليتها.

وهناك أيضًا عدد من الأماكن الأخرى مثل منطقة حلايب وشلاتين تحتوى على صخور مليئة بالذهب تعادل منجم السكرى، وأيضًا منطقة المثلث الذهبى التى تقع بمحافظة البحر الأحمر ما بين سفاجا والقصير على مساحة 250 ألف متر.

سعد بدراوى : الحديث عن تهريب الذهب يحتاج إلى دراسة

بالنسبة لأعضاء البرلمان، قال النائب محمد سعد بدراوى، وكيل لجنة الصناعة بالبرلمان فى تصريح لـ"برلمانى"، أن اللجنة كانت قد فتحت ملف الثروة المعدنية، وترغب فى إجراء جولة ميدانية للتعرف على الأزمات على أرض الواقع، مضيفًا أن الأعضاء فى انتظار تحديد المواعيد من قبل رئيس البرلمان.

وأكد وكيل لجنة الصناعة أن الجولة هدفها استكشاف مشكلات المناجم فى مصر، والتعرف على أسباب توقف العمل فى بعضها، مؤكدًا أن الحديث عن وجود تهريب لهذه الثروات يحتاج إلى دراسة أيضًا.

النائب عزت المحلاوى :"العمالة.. ونقص سيارات الدفع الرباعى أهم المشاكل"

فيما قال النائب عزت المحلاوى، عضو لجنة الصناعة بالبرلمان، أنه سيركز خلال زيارته للمناجم المفترض عقدها خلال الفترة القادمة على عدة أمور على رأسها مشاكل العمالة، وعدم التأمين عليها، وكذلك عدم وجود سيارات دفع رباعى لازمة من أجل المساعدة فى عمليات التنقيب.

وأوضح عضو لجنة الصناعة بالبرلمان فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الجولة الميدانية هدفها التعرف على مشاكل التنقيب، واحتياجات العاملين فى المناجم، وكذلك التعرف على حقيقة انتشار عمليات التهريب.

ولفت المحلاوى إلى أن الثروة المعدنية بشكل عام، والذهب بشكل خاص من أهم الملفات التى يمكن أن تدر دخلا كبيرا للدولة فى حالة الاهتمام بها، وحل مشاكلها خلال الفترة القادمة.