عاش ائتلاف "دعم مصر" أغلب فترة دور الانعقاد الأول بمجلس النواب، حالة من التخبط الداخلى، لعدم وقود قيادة مُحددة للكيان البرلمانى، إثر وفاة اللواء سامح سيف اليزل، وتَوَلِّى اللواء سعد الجمال رئاسة ائتلاف الأغلبية بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيسًا جديدًا، وأعضاء مكتب سياسى، ومسؤولى الاتصال.
ووسط استعداد أعضاء مجلس النواب والتكتلات البرلمانية لدور الانعقاد الثانى – المقرر بدء أولى جلساته فى السادس من أكتوبر المُقْبِل– فهل يمكن أن يتخذ الائتلاف خطوة إنشاء حزب سياسى يُعَبِّر عن رؤية الكيان وتوجّهاته؟، وما هو الموقف القانونى لهذه المسألة حال ترجمتها إلى إجراءات على أرض الواقع؟
المتحدث باسم "دعم مصر": "تحول الائتلاف لحزب سياسى فكرة صعبة وماتتعملش فى يوم وليلة"
النائب علاء عبد المنعم، المتحدث باسم ائتلاف "دعم مصر"، قال إنه خلال دور الانعقاد الثانى لمجلس النواب؛ سيكون للائتلاف رئيس مُنْتَخَب، ومكتب سياسى مُنْتَخَب، ومسؤولو اتصال مُنْتَخَبين.
وعن إمكانية تحول الائتلاف إلى حزب سياسى، أشار عبد المنعم، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى" إلى صعوبة تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، إذ أن الائتلاف يتكون فى الأساس من عدة أحزاب رسمية قائمة، مثل مستقبل وطن، وحماة الوطن، والمؤتمر، بالإضافة إلى نواب مستقلين، فكل تلك الأحزاب مُدْرَجَة تحت مظلة "دعم مصر".
وأضاف عبد المنعم: "علشان يتحول دعم مصر من ائتلاف لحزب؛ لابد أن تندمج هذه الأحزاب فى الحزب الجديد، وهذا أمر يتطلب موافقة الجمعيات العمومية لتلك الأحزاب، ويتطلب أيضًا لجنة شؤون الأحزاب.. هناك احتياجات لوجستية مطلوبة للأحزاب السياسية، مثل إنشاء مقرات فى جميع المحافظات، والشؤون المالية، والجهاز الإدارى للكيان، وكل الكلام ده عايز وقت، فمش فى يوم وليلة نعمل حزب، ومن يتحدث عن ضرورة تحوّل دعم مصر من ائتلاف لحزب غير مدرك لطبيعة الائتلاف.
محمد أبو حامد: تكوين "دعم مصر" حزب سياسى أمر وارد ولكن بعد اكتمال تطوير الائتلاف
وأشار النائب محمد أبو حامد، عضو ائتلاف "دعم مصر"، إلى أنه من المقرر أن يُحَسِّن الائتلاف من أدائه خلال دور الانعقاد الثانى للبرلمان المقرر بدء أولى جلساته فى السادس من أكتوبر المُقْبِل، وأن يكون أكثر تنظيمًا وتطورًا وقوة تحت القبة.
وأوضح أبو حامد، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "كل فترة تتوقف فيها الجلسات العامة للبرلمان؛ بناخد خطوة فى تنظيم الائتلاف من الداخل، والتواصل بإيجابية أكثر، وغالبًا هنبدأ إجراء انتخابات رئاسة الائتلاف عقب إجازة العيد، ووارد جدًا تُفْرِز قيادات جديدة، لها فلسفة ومنطق".
وعن فكرة تحوّل "دعم مصر" من ائتلاف برلمانى، لحزب سياسى، قال أبو حامد: "الائتلاف مازال يتطور يومًا بعد يوم، وبعد ما نشعر إن الائتلاف اكتمل تطويره تنظيميًا وفنيًا، من الممكن أن يكون هناك مجالاً للحديث عن فكرة تحوّله لحزب سياسى، كل شىء وارد، ولكن الحديث عن هذه المسألة بالتفصيل خلال الوقت الحالى؛ أمر سابق لأوانه".
هاشم ربيع: "دعم مصر" مُفكك وبلا قيادة وتحويله من ائتلاف لحزب شبه مستحيل
من جانبه؛ أوضح الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فكرة تحول ائتلاف "دعم مصر" خلال دور الانعقاد الثانى لمجلس النواب، من كيان برلمانى لحزب سياسى صعبة وشبه مستحيلة، لأن الائتلاف مُكَوَّن من أكثر من حزب يتبنى اتجاهات سياسية متعددة.
وأضاف "ربيع"، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "ائتلاف دعم مصر مُفَكَّك، وليس له قيادة واضحة، ويفتقر لوجود تماسك لكتلة تحت قبة البرلمان من الممكن أن تتفق على مواقف معينة، وبالتالى التصويت عليها داخل اللجان النوعية وساحة مجلس النواب بما يتوافق مع الرؤية العامة للائتلاف".
وتابع "ربيع": "يمكن تبقى فيه ضغوط حكومية على ائتلاف دعم مصر، أنه يتخذ مواقف معينة.. فالأغلبية بتصوّت فعلاً لبعض مشروعات القوانين المُقَدَّمة من الحكومة، مثل موافقتهم فى آخر وقت على قوانين الخدمة المدنية، والضريبة على القيمة المضافة، وبناء وترميم الكنائس".
واستطرد ربيع: "الائتلاف مُهَلَّهَل، ولكن يوجد خيط رفيع بيمنعه من أنه يكون مترهلا أو معاديا للحكومة.. فساعة العداء للحكومة بيتجه لاتجاه عكسى مؤيد بعض الشىء".
شوقى السيد: لا يمكن لـ"دعم مصر" تغيير صفته حال تشكيله حزبًا سياسيًا وإلا تسقط العضوية
الدكتور شوقى السيد، أستاذ القانون الدستورى، قال إنه يمكن لائتلاف "دعم مصر" تشكيل حزب سياسى، وفقًا لقانون الأحزاب السياسية، ولكن مسألة تمثيله فى مجلس النواب على أنه حزب فهذه قضية أخرى.
وأضاف السيد، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "أعضاء دعم مصر منضمون لكيان برلمانى وليس حزب سياسى، فلو أراد الائتلاف تشكيل حزب سياسى له ذلك، ولكن أعضاء الائتلاف وقتها سيمثلون أى كيان تحت القبة؟".
وأوضح الفقيه القانونى: "ائتلاف دعم مصر حتى لو تحوّل لحزب سياسى، لا يمكنه تغيير الصفة التى خاض على أساسها انتخابات مجلس النواب واِنْتُخِبَ وفقًا لذلك، وفى حالة ذلك تسقط العضوية، ولو شَكَّلَ حزبًا سياسيًا، فلن تكون له أية علاقة بالائتلاف، أو العمل البرلمانى بشكل عام".