فى الوقت الذى وافقت فيه لجنة الصحة بمجلس النواب على زيادة أسعار الأدوية لتوفير المواد الخام وحل أزمة نقص الأدوية فى السوق المحلية، ظل الأمر متصاعدًا والأزمة قائمة، وواجهت السوق مشكلات مختلفة، منها نقص ألبان الأطفال، ونقص بعض الأدوية والمحاليل الضرورية للمرضى.
وفى تطور أكبر للأزمة، أكد أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية باتحاد الصناعات المصرية، أن مخزون المواد الخام الدوائية فى مصر يكفى فى المتوسط من شهر ونصف الشهر إلى شهرين فقط، وهو ما يهدد بتوقف خطوط إنتاج دوائية كاملة عن العمل، خاصة أن 90% من الدواء المصرى المصنع محليًّا يتم استيراد المواد الخام المستخدمة فى تصنيعه، إضافة للمواد المستخدمة فى تعبئته وتغليفه من الخارج.
1500 صنف علاجى نواقص فى السوق المصرية
فى هذا الإطار، كشف نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية فى تصريحه، عن أن نواقص الأدوية فى السوق الدوائية المصرية وصلت لـ1500 صنف دوائى متنوع، مثل أدوية منع الحمل والسكر والضغط وأمراض أخرى، مشدّدًا على أن من بين هذه الأصناف 120 عقارا دوائيا ليست لها بدائل أخرى فى السوق، ما يستدعى زيارة المريض للطبيب حتى يحدد له دواء آخر، خاصة أن معظم هذه الأدوية تتعلق بالأمراض المزمنة.
خالد هلالى: مخزون الأدوية مهم زى القمح
من جانبه، قال النائب خالد هلالى، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن عدم وجود مخزون كافٍ من المواد الخام للأدوية إلا لمدة 60 يوما فقط، يمثل كارثة حقيقية.
وأضاف "هلالى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن اللجنة وافقت على رفع أسعار الدواء لإبطال حجة توفير المواد الخام، إلا أنه تمّت زيادة الأسعار وما زال النقص قائمًا، والمواطن المصرى البسيط وحده من يدفع ثمن هذا.
وأشار عضو مجلس النواب فى تصريحه، إلى أن المواد الخام من الأدوية تعد مخزونا استراتيجيا مثل القمح، ومن ثمّ يجب العمل على توفير ما يكفى 6 أشهر على الأقل لتأمين احتياجات المواطنين، معتبرا أن وزير الصحة مسؤول عن هذه الكارثة، خاصة أنه أكد فى وقت سابق أنه سيتم ضخ كميات من المحاليل والأدوية وألبان الأطفال فى السوق، وهو ما لم يحدث، الأمر الذى يؤكد أن هناك خللا فى منظومة الأدوية بشكل عام.
ميرفت موسى: ارتفاع الدولار السبب ونحتاج مصانع للمواد الخام
بدورها، قالت الدكتورة ميرفت موسى، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الأزمة التى يواجهها أصحاب مصانع الأدوية سببها الأساسى ارتفاع سعر الدولار فى سوق الصرف المصرية.
وأضافت ميرفت موسى، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن أعضاء غرفة صناعة الأدوية حضروا بعض اجتماعات اللجنة، وطالبوا أعضاءها بمساعدتهم فى توفير حصة دولارية استثنائية لاستيراد المواد الخام، حتى لا نواجه أزمة خلال الفترة المقبلة، موضّحة أنه رغم موافقة اللجنة على رفع أسعار الدواء لمواجهة النقص فى المواد الخام، إلا أن ارتفاع أسعار الدولار مرة أخرى جدّد الأزمة، مشيرة إلى أن مصر فى حاجة لبعض الحلول لمواجهة أزمة نقص المواد الخام، أولها تأسيس مصانع لتصنيع المواد الخام للدواء فى مصر حتى لا نعتمد على الاستيراد، متابعة: "ده مهم حتى لا نبقى تحت رحمة سعر الدولار" .
واعتبرت ميرفت موسى فى تصريحها، أن الحل السريع للأزمة حاليا يتمثل فى توفير الاستثناءات الدولارية لأصحاب الشركات، وكذلك تصنيع أكثر من بديل للصنف الواحد لمواجهة الاحتكار.
حاتم عبد الحميد: الأزمة مفتعلة من أصحاب المصانع
فى السياق ذاته، قال النائب حاتم عبد الحميد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن أزمة نقص المواد الخام للأدوية مفتعلة من قبل أصحاب المصانع والشركات العاملة فى السوق .
وطالب "عبد الحميد" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، بتأسيس هيئة وطنية للأدوية فى مصر تتولى مسؤولية الرقابة على كل المصانع، وتخطط لتأسيس مصانع للمواد الخام للأدوية فى مصر، حتى لا نضطر للاستيراد، مشيرًا إلى أن دولة مثل الأردن بها هيئة وطنية للدواء فى حين أن دولة بحجم مصر لا يوجد بها.
واعتبر عضو مجلس النواب، أن الغرض من تصريحات غرفة صناعة الأدوية بعدم وجود احتياطى كافٍ من مخزون الأدوية هدفه إرهاب الشعب وإشاعة حالة من الخوف والذعر.