السبت، 23 نوفمبر 2024 05:21 ص

وزارة التضامن تدشن مشروع أطفال بلا مأوى بتكلفة 164 مليون جنيه فى 10 محافظات.. تطوير البنية التحية وزيادة استيعاب 6 مؤسسات رعاية ودعم قدرات 21 أخرى.. و"تضامن البرلمان" تطالب بخطة طويلة

13 ألف جنيه لكل طفل شارع.. والنواب ينتقدون

13 ألف جنيه لكل طفل شارع.. والنواب ينتقدون 13 ألف جنيه لكل طفل شارع.. والنواب ينتقدون
الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016 11:00 م
كتبت إيمان على
تستعد وزارة التضامن الاجتماعى لإطلاق التدريب الخاص بفرق الشارع التى يبلغ عددها 17 فرقة، استعدادًا لإطلاق مشروع "أطفال بلا مأوى"، الذى تنفذه الوزارة بالمشاركة مع صندوق "تحيا مصر"، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، إذ قررت الوزارة بدء تدريب الفرق يوم 20 سبتمبر الجارى، عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، وبدء العمل فى 23 من الشهر نفسه.

هبة هجرس (2)

وينطلق المشروع فور انتهاء تدريب فرق الشارع، ويتكلف 164 مليون جنيه، يتحمل صندوق تحيا مصر 114 مليونًا منها، بالتنسيق مع 27 جمعية أهلية، وتتحمل وزارة التضامن 50 مليون جنيه، وفى هذا الإطار قالت الوزارة إن المحافظات العشر تم اختيارها بناء على إحصائيات وافية حول انتشار الظاهرة فيها، إذ تضم هذه المحافظات 80% من إجمالى الأطفال بلا مأوى على مستوى الجمهورية، ويصل عدد الأطفال المستهدفين فى المشروع إلى 12772 طفلاً، من إجمالى 16019 طفلًا، وفقا لتقرير المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لعام 2014، ما يعنى أن متوسط نصيب الطفل من تكلفة المشروع هى 13 ألف جنيه.

رئيس لجنة التضامن يكشف عن تعذيب وانتهاكات اطفال دار الايتام (7)


10 محافظات فى مشروع "أطفال بلا مأوى".. والهدف حماية 80% من الصغار


يتم تنفيذ المشروع الجديد فى 10 محافظات، تعدّ الأعلى كثافة من حيث تجمع أطفال الشوارع والأطفال بلا مأوى فى مصر، طبقا لحصر المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، وهى: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والمنيا، والشرقية، والإسكندرية، وأسيوط، والسويس، وبنى سويف والمنوفية، وأبرز أهداف المشروع حماية 80% من أطفال الشوارع عبر تقديم خدمات الإعاشة والتأهيل لهم، ودمج 60% من أطفال الشارع الموجودين فى أسر ودور رعاية اجتماعية، وتطوير البنية التحية وزيادة القدرات الاستيعابية لـ6 مؤسسات للرعاية الاجتماعية، وذلك بالتنسيق المباشر بين صندوق تحيا مصر والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إضافة إلى تشكيل 17 فرقة عمل بالشارع، تعمل من خلال الوحدات الاجتماعية المتنقلة، وتطوير قدرات 21 مؤسسة للرعاية الاجتماعية، من خلال سد العجز فى الجهاز الوظيفى وبناء قدراته، وتطوير البرامج والأنشطة المتعلقة بتأهيل الأطفال، وتقديم الفحص الطبى الشامل والعلاج المجانى لفيروس سى للأطفال بلا مأوى.
كما يشمل المشروع إنشاء مرصد لمتابعة الظاهرة وقياس التغيرات القائمة فيها، وعمل نظام متكامل للإحالة، يحقق الفاعلية الكاملة بالتنسيق مع خط نجدة الطفل "16000" بالمجلس القومى للطفولة والأمومة، وإنشاء وحدة تشغيل أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن الاجتماعى.

مارجريت عازر

مارجريت عازر: مشروع أطفال بلأ ماوى سيعالج انتشار الظاهرة ويقضى عليها


فى هذا الإطار، اعتبرت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن المشروع حال تنفيذه حسب الخطة الموضوعة له، سيكون آلية عملية وإيجابية لحل جزء كبير من مشكلات أطفال الشوارع، عبر توفير أماكن إقامة ورعاية حقيقية لهم، وهذا الجهد أهم من وجود تشريع للتعامل مع المشكلة، ولكن وسط كل هذه التطلعات والأهداف النبيلة الأهم التطبيق الفعلى للخطة.

وأشارت مارجريت عازر، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إلى أن المشروع لن يعالج أسباب الظاهرة، مثل القضاء على الفقر والعشوائيات، ولكن سيتسبب فى علاج ما هو قائم حاليًا، مؤكّدة أن المجتمع فى حاجة ملحّة لبث مفاهيم جديدة للعمل الاجتماعى والقيم الأسرية، وإنهاء مقولات "الأولاد عزوة وربنا اللى بيبعت"، المفاهيم دى لازم تتلاشى".

وأوضحت وكيل لجنة حقوق الإنسان فى تصريحها، أن مشروع وزارة التضامن الاجتماعى سيكون أمام تحدٍّ قوة لإقناع الطفل بتأهيله وضمّه لـ"دار رعاية"، متابعة: "لازم الطفل يفهم إنه بيقبض فلوس بالمرمطة، ومن غير كرامة، وإن المشروع ده هيكون بيئة جيدة لإقناعه بآدميته وبإنه إنسان طبيعى".


وزارة التضامن

هبة هجرس: المشروع خطوة جيدة.. والقصة مش أكل ونوم لكن تأهيل وتعليم


بدورها، أكدت النائبة هبة هجرس، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة، أن المشروع خطوة جيدة، ولكن لا بد من أن تسبقه دراسة تفصيلية متأنية، تضع خطة تنفيذ تمتد من 5 إلى 15 عامًا، لتنشئة الطفل تنشئة سليمة، كما أن على القائمين بالمشروع إدراك أن تأهيلهم لأطفال الشوارع ليس بالعبور بهم من مرحلة "أطفال" إلى مرحلة "شباب"، ولكن بتحويلهم إلى جيش من العمالة الماهرة والعناصر المفيدة للمجتمع والدولة.

وأشارت وكيل لجنة التضامن فى تصريح لـ"برلمانى"، إلى أنه لا بد من توفير خدمات تعليمية لمن فاتهم سن المدرسة، وليس فقط تأهيلهم، بل تعليمهم أيضًا، خاصة أنه سيتم تأهيله عبر أعمال خفيفة تتناسب مع سنهم كأفطال، ولذلك يجب تدريبهم جيّدًا حتى يكونوا مهنيين ماهرين، موضّحة أن أطفال بلا مأوى هم أطفال مصر، جزء من جيش الدولة، لذلك لا بد من رسم خطة واضحة لتنشئتهم ليكونوا عمالة ماهرة مدربة على أعلى مستوى للاستفادة منهم فى مشروعات مهمة، متابعة: "القصة مش أكل وشرب وبيات، لازم يكون فيه خطة تدريب قصيرة المدى وطويلة المدى، وكمان سعة دور الرعاية القائمة هل هى كافية لاستقبالهم أم نحن بحاجة لإعادة النظر فى إنشاء مبانٍ جديدة ووضع تأمين لتشغيل الأطفال؟".

ولفتت النائبة هبة هجرس فى تصريحه، أن القائمين على المشروع ستكون أمامهم مهمة صعبة فى إقناع الأطفال للتعامل مع دور الرعاية والتأهيل النفسى على أعلى مستوى، "لأنهم أقلموا أنفسهم على إمكانياتهم مقابل عدم تقييد حريتهم، والسؤال الأهم الذى يجب أن يقف فريق التأهيل النفسى والصحى للإجابة عنه هو كيفية إقناع الأطفال بأن إقامتهم فى دور الرعاية هى المستقبل".

كارولين ماهر: العبرة بالتطبيق ولازم نستعين بنماذج الدول الأخرى


فى السياق ذاته، قالت النائبة كارولين ماهر، عضو لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة، إنه لا بد من عدم صرف التكلفة المحددة للمشروع على فائدة وقتية، متابعة: "الأطفال دول كل يوم محتاجين أكل وعلاج، والأفضل الاهتمام أكثر ببناء دور رعاية اجتماعية لهم وعدم الاكتفاء بالوحدات المتنقلة".

وأوضحت كارولين ماهر، أن العبرة بالتطبيق وما سيخرج به المشروع من نتائج تفيد أطفال الشوارع، موضّحة أن الدولة بحاجة للاستعانة بنماذج ناجحة من الخارج فى حماية أطفال الشوارع، ووضع تشريعات تحميهم أكثر، مختتمة تصريحها بالقول: "فيه أطفال ملهمش شهادة ميلاد، إحنا محتاجين قانون يحمى حقوقهم، ويوفر لهؤلاء الأطفال الحماية النفسية وإقناعهم بأنهم أطفال لهم وجود".



print