أصدر النائب خالد أبو طالب، عضو مجلس النواب بدائرة المرج بمحافظة القاهرة، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومى بيانا مطولا عن أداء البرلمان خلال دور الانعقاد الأول، مؤكدا أن بيانه يعد مصارحة ومكاشفة لأبناء الشعب المصرى، وليس أبناء دائرته فقط عن ظروف العمل البرلمانى وما حدث خلال دور الانعقاد الأول، حيث كشف فيه الكثير من الأمور من وجهة نظره حول أداء الحكومة، ودور جماعة الإخوان فى المشهد الحالى، وكذلك دور المرشحين السابقين ومحاولتهم تشويه البرلمان.
البيان المطول من النائب خالد أبو طالب، تحدث عن الكثير من القوانين التى أصدرها البرلمان، وعلى رأسها قانون القيمة المضافة، حيث رأى أن البرلمان يقف فى موقف الخصم مع النواب.
وجاء فى بيان "أبو طالب": "بادئ ذى بدء فإنه يلزم التنويه إلى أن هذا البيان ليس تنصلاً من المسؤولية، فضلاً عن أنه ليس إلقاء لتبعات هذه المسؤولية على عاتق الآخرين، وأن هذا البيان هو بمثابة مصارحة ومكاشفة لأبناء الشعب المصرى عن ظروف العمل البرلمانى القاسية وغير الملائمة التى أعانى منها من ضمن بعض أعضاء مجلس النواب الذين حملوا على كاهلهم مسؤولية تمثيل هذا الشعب العظيم".
وتابع "أبو طالب"، لقد كانت الانتخابات البرلمانية التى أسفرت عن انعقاد مجلس النواب الحالى هى الاستحقاق الأخير من استحقاقات ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق التى أعلن عنها فى حينه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وكم كانت الآمال معقودة على أنه وبتمام حصول هذه الاستحقاقات سوف تبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ المشرق للدولة المصرية العظيمة الضاربة فى أعماق التاريخ، والتى كانت فجرًا للإنسانية وعلمت الدنيا كل ما تعلم وقادت العالم فى عصور ظلامه.
خالد أبو طالب: المجلس يعمل فى واقع أسود وعراقيل مريرة
وأوضح "أبو طالب" أن الآمال معقودة على هذا المجلس فى أن تبدأ عجلة الدولة المصرية فى الاندفاع نحو انتشال هذه الدولة من مستنقع الهاوية الذى سقطت فيه لعقود طوال، ولكن الرياح لا يمكن أن تأتى دائمًا بما تشتهى السفن، فلقد اصطدمنا بواقع أسود وعراقيل مريرة لا نكاد نخطو إحداها حتى نصطدم بأخرى، وكأن شجرة الحنظل تأبى أن تجف أو تموت.
وأضاف: لقد واجهنا أعداء وقفوا لنا بالمرصاد عاقدين لواء الخصومة ضد أى مشروع أو خطوة واحدة نحو مستقبل أفضل لأبناء هذه الأمة، فلقد حارب المغيبين من أبناء هذا الشعب كل فكرة وليدة لنهضة هذه الأمة وقتلوها فى مهدها بأن تحالفوا مع الجهلة والحاقدين على إحباط كل عمل جاد ومهاجمة كل إنجاز وليد، وفضلاً عن أولئك وهؤلاء من المغيبين والجهال، كان هناك فريقى أكثر خطورة وأشد ضراوة فى حربهما على سعى النواب الدءوب نحو إعلاء راية هذا الوطن مدفوعين بالأحقاد الدفينة والأطماع الشخصية كل منهم كان يغنى على ليلاه ويسعى حثيثًا نحو تحقيق مراده ومبتغاه.
خالد أبو طالب: فلول الإخوان يحاولون إفشال النظام بالتعاون مع مرشحين سابقين
وحول جماعة الإخوان ودورها فى المشهد قال "أبو طالب" إن فلول كتائب الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم أصحاب الميول الإخوانية كان لديهم رهان، ولا يزال على إفشال كل نظام غير نظامهم، ورسم الخطط لإعادة دولة أشياعهم، ثم يليهم أو بالأحرى يقف إلى جوارهم ويوازيهم نفر من المرشحين السابقين لمجلس النواب الذين ضاقت بهم الأسباب بعد أن خسروا جولتى الانتخاب، فثارت ثورتهم وقامت قيامتهم فأخذوا يخططون فى الخفاء لإفشال المجلس المنتخب وإحباط عمله وتكونت فى داخل الدوائر الانتخابية تحالفات من هذه الزمرة ممن أذهبت عقولهم رغبة اعتلاء المقاعد النيابية لتحقيق مآربهم الشخصية، واستتروا خلف شباب مغيب وشعارات براقة من قبيل "الرقابة على أعمال مجلس النواب" و "تقييم أداء البرلمان" وغيرها من شعارات السم المدسوس فى العسل، لينالوا بذلك من كل عمل جاد ويعملوا على تحقيق أغراضهم الشخصية بهدم مؤسسات الدولة ومن بينها مجلسها النيابى المنتخب فى انتخابات حرة ونزيهة.
وعلى الصعيد الأمنى قال "أبو طالب" لا نستطيع أن ننسى دور بعض أمناء الشرطة فى الاعتداء بالضرب على أفراد الطاقم الطبى بمستشفى المطرية، وواقعة التعدى على إحدى النائبات بقسم شرطة مدينة نصر، وافتعال الأزمات مع المحامين، هذا فضلاً عن القبض العشوائى وحالات التلفيق التى يمارسها بعض ضباط وأفراد الشرطة تجاه المواطنين، وعلاوة على ذلك وفى مجال الإعلام الهادف والفن الرفيع فلقد امتلأت شاشات الفضائيات فى عصر هذه الحكومة الفريدة من نوعها بمشاهد العُرى والابتذال والتحريض على العنف من أشباه الأسطورة والإعلانات الجنسية، وإعلانات جلب الحبيب ورد المطلقة والشيخ المغربى القادر على فك السحر والعمل.
وعلى الصعيد الدولى قال "أبو طالب" إنجازات هذه الحكومة فاقت كل وصف فلقد استطاعت إثيوبيا فى عهد هذه الحكومة أن تنتهى من إقامة سد النهضة، وأن تبدأ فى احتجاز المياه خلفه خصمًا من حصة الشعب المصرى التى لا تكفى أصلاً لسد حاجاته المائية وتحقيق طموحاته التنموية.
عضو لجنة الدفاع: مجلس النواب خاصم نوابه والشعب المصرى
وفى تقييمه لأداء البرلمان قال "أبو طالب": "وقف مجلس النواب موقف الخصم من نوابه ومن الشعب المصرى حين أحال المعارضين من نوابه إلى لجنة القيم، وقف موقف الخصم من نوابه حين ضرب بمبدأ سيادة القانون عرض الحائط ورفض تطبيق القانون بشأن الأحكام القضائية الصادرة فى حق المجلس، وقف موقف الخصم من الشعب حين قبل قانون الخدمة المدنية وحين وافق على فرض عشرة جنيهات لصالح صندوق الرعاية الصحية للقضاة، وكأنهم لا يتقاضون رواتب كافية"، مضيفًا: "وقف هذا المجلس ذاته موقف الخصم من الشعب حين أقر قانون ضريبة القيمة المضافة وحين أقر 341 قانونًا خلال 15 يومًا هى باكورة إنتاج هذا المجلس الجهبذ".
واستكمالا لبيانه حول أداء البرلمان، أوضح "أبوطالب" أنه لم يبقِ فى هذه الظروف العصيبة من يحمل مهامه بجدية واقتدار سوى عبد الفتاح السيسى ( رئيس الجمهورية )، الذى حمل على كاهله ملفات خطيرة تنؤ بحملها العصبة أولىّ القوة ابتداءً بالإرهاب الأسود فى سيناء ومرورًا بالحرب التى تقودها بعض الدول والتنظيمات الدولية على الدولة المصرية، فضلاً عن التواترات الدولية والإقليمية التى يشهدها العالم بصفة عامة والشرق الأوسط بصفة خاصة والدول المجاورة لنا على وجه الخصوص، وغيرها من الملفات الوعرة المحفوفة بالمخاطر، ولكنه لن يستطيع أن ينجز هذه الملفات وأن يحقق الآمال المعقودة عليه ما لم تكن خلفه حكومة قوية قادرة على تحقيق المطلوب منها وبرلمان يستند إلى ظهير شعبى يكفل له القوة والصمود، وإننا إزاء هذا الوضع القاتم شديد القتامة لا يسعنا إلا طرح الأمر على الشعب المصرى مصدر السلطات وصاحب الحق الأصيل مستلهمين منه العون والمشورة.
الحكومة تأخذ النصيب الأكبر من بيان خالد أبو طالب
يرى "أبو طالب" أن الحكومة هى الخصم الأكبر الذى كان يفترض به أن يكون الحليف الأول وهو الحكومة القائمة التى نشرف بأننا كنا من ضمن الرافضين لبيانها وبرنامجها حال عرضه على مجلس النواب لما اعتراه من قصور، مضيفًا: "نعم أقولها وبملء فمى لقد صنعت هذه الحكومة من نفسها خصمًا للنواب ومن ورائهم الشعب المصرى العظيم بسياستها الفاشلة وأسلوبها المتخبط المفتقد إلى رؤية استراتيجية بعيدة النظر".
وتابع لقد تقدم كثير من النواب بطلبات للحكومة متضمنة مشروعات تنموية وخدمية لأبناء دوائرهم الانتخابية، وحصلوا على موافقات السادة الوزراء المعنيين، غير أننا فوجئنا بأن الكثير من النواب السابقين فى مجالس نيابية سابقة حصلوا على ذات الموافقات من حكومات سابقة، وأن هذه الحكومة لا تختلف كثيرًا عن سابقيها الذين قامت ثورتين كبيرتين لمحو أثرها من التاريخ، مشددًا على أن التغافل والإهمال وقصر النظر وعدم تقدير المواطن حق قدره والقرارات المتخبطة غير المدروسة والفساد المالى والإدارى والوظيفى والمحاباة والكيل بمكاييل مختلفة كانت ولا تزال هى شعارات الحكومات المتعاقبة فى مصر ولا حياة لمن تنادى.
الحكومة مسؤولة عن ارتفاع الأسعار وأكل المصريين للقطط والكلاب
أكد "أبوطالب" أن إنجازات الحكومة القائمة التى سدت كل أبواب التعاون مع نواب الشعب فى سبيل تحقيق مصالح الوطن والمواطنين كثيرة ولا تحصى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يعانيه المواطنين من ارتفاع أسعار اللحوم إلى الحد الذى دفع أحد الأشخاص إلى ذبح الحمير وبيع لحومها للمواطنين علانيةً، وكأن الشدة المستنصرية التى أكل فيها المصريون لحوم القطط والكلاب قد بعثت من جديد، هذا فضلاً عن عدم توافر أنابيب البوتاجاز وارتفاع أسعارها الذى وصل إلى 90 جنيهًا فى بعض المناطق، علاوة على اختفاء الكثير من المقررات التموينية واختفاء لبن الأطفال، ونقص الأدوية الذى بلغت معه الأدوية المختفية من السوق ما يناهز الألف صنف، ناهيك عن أزمة الأرز، وأزمة السكر، وأزمة ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء والمياه، وارتفاع أسعار الضرائب وفرض ضرائب ورسوم إضافية على المواطنين الفقراء.
وتابع بالقول: "ليس هذا فحسب وإنما حاصرت الحكومة هذا المواطن الفقير من ناحية أخرى بأن أصدرت له قانون الخدمة المدنية ليحد من دخله فوق محدوديته ويلقى على عاتقه بالمزيد من الهموم والأعباء".
تسريب امتحانات الثانوية العامة.. مشهد من مشاهد أداء الحكومة
ولمن أراد المزيد من الإنجازات فلينظر إلى تسريب امتحانات الثانوية العامة الذى ينم عن تأمين محكم للامتحانات، فضلاً عن تدهور المستوى التعليمى فى المدارس الحكومية وارتفاع أسعار التعليم الخاص، وانفصال واقع المدارس الدولية عن الواقع المصرى وأسعارها الفلكية، وفشل الحكومة فى تحقيق أى قدر من النجاح بشأن ظاهرة الدروس الخصوصية التى قصمت ظهر الأسرة المصرية سواء بزيادة مرتبات المدرسين أسوة بالقضاة وهم ليسوا أقل منهم شأنًا أو بتحسين المنظومة التعليمية.
صوامع القمح.. خالد حنفى فاكر نفسه وزير تموين سويسرا أو الدنمارك
والفساد الذى ظهر جليًا فى قضية صوامع القمح، والاستهتار الذى تعامل به وزير التموين المقال مع مشاعر الشعب المصرى بالعيش الرغيد فى الفنادق الفارهة، وكأنه وزير تموين دولة سويسرا أو الدنمارك، وفى ذات السياق فإن الإنصاف يقتضى أن نذكر للحكومة دورها فى منظومة بطاقات التموين الفاشلة التى عجز كثير من أبناء هذا الشعب من مستحقيها عن الحصول عليها، ونجح كثير من التجار فى سلب مستحقى الدعم حقوقهم بطريق السرقة والتلاعب، وما بقى من إنجازات الحكومة أعظم وأكبر فهذه الحكومة صاحبة الفضل فى تحقيق أعلى سعر للدولار أمام الجنيه فى التاريخ.
وليس ببعيد عن هذا الإنجاز فشل الحكومة فى إدارة أزمة الطائرة الروسية، وأزمة الطالب الإيطالى"ريجينى" الذى أحاط الغموض مقتله فى مصر ما تسبب فى توتر العلاقة مع إيطاليا، وكذلك انتهاك حقوق المصريين بالخارج والاعتداء عليهم وليس أدل على ذلك مما حدث فى الكويت والأردن والسودان وغيرهم من البلدان، وإضافة إلى ذلك فإن ما أثارته اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية وتوقيت الإعلان عن هذه الاتفاقية من لغط كبير وصل إلى ساحات التقاضى بين نفر من أبناء الشعب وبين الحكومة فيما عرف باسم قضية تيران وصنافير، هو ما يجب أن يوضع موضع الاعتبار عند تقييم هذه الحكومة، ويكفينا ذلك فى إظهار فشل هذه الحكومة وتقييم أدائها، ولننتقل إلى خصم جديد لأعضاء مجلس النواب بل وللشعب المصرى وهو مجلس النواب ذاته.
وأردف "أبو طالب" قائلا: "كما أسلفنا فى مقدمة هذا البيان فإن هدفنا من هذا الحديث هو المصارحة والمكاشفة وليس التنصل من المسؤولية أو التخلى عنها، فإن وجد الشعب فينا الجدارة فى تحمل هذه الأمانة حملناها، وإن ارتأى غير ذلك وضعناها".
واختتم "أبو طالب" بيانه بالآية القرانية:" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ".