كان القطن المصرى يتمتع بشهرة عالمية ويمتاز بالنعومة التى كانت تأهله للاستخدام فى صناعة المنسوجات العالية الجودة، وكذلك من أساسيات الدخل الاقتصادى فى مصر حتى تراجع المساحات المنزرعة به من 3 ملايين فدان خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنور السادات، إلى 131 ألف فدان العام الحالى؛ وذلك بسبب إهمال الحكومة له وعدم تطويره والاعتماد على استيراد الملابس من الخارج بدلاً من تصنيعها، وعزوف الفلاح عن زراعته، فيما وضح عدد من النواب طرقا للمعالجة.
فؤاد حسب الله: عزوف الفلاح عن زراعة القطن بسبب خسارته والحل إنشاء صندوق تدعمه الدولة بـ 500 مليون جنيه
فى البداية، أكد النائب فؤاد حسب الله، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن أحد أسباب تراجع زراعة قطن طويل التيلة بمصر هو عزوف الفلاح عن زراعته بسبب قلة الدخل المادى والأسعار العالمية، وهو ما أثر على الإنتاج، خاصة أن هناك مغازل تعمل على قطن قصير التيلة.
وأضاف حسب الله، من خلال تصريح خاص لموقع "برلمانى"، هناك شبه حرب على القطن المصرى من بعض الدول ولحل مشكلة يجب أن نبدأ بتطوير مصانع فى مصر، التى تعمل على قطن طويل التيلة لأن معظمها لم يطور منذ سنوات طويلة.
وأضاف عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، يجب إنشاء صندوق يطلق عليه اسم "صندوق مواجهة أسعار" خاص بمحصول القطن تدعمه الدولة بمبلغ 500 مليون جنيه فى البداية، على أن يسدد الفلاح 20 جنيهًا على الإنتاج والتاجر يدفع 10 جنيهات، وكذلك شركات الغزل، على أن توضع فى الصندوق مع 500 مليون جنيه، تحسبا حدوث انخفاض فى فرق الأسعار فى أى عام تسحب نقود من الصندوق لحل هذه المشكلة.
تحدث النائب فؤاد حسب الله، عن أهم القضايا التى ستناقش بدور الانعقاد الثانى لمجلس النواب قائلًا: "سنناقش قضية تصدير الموالح وتوسع فى زراعة القمح وتقديم حوافز للفلاحين حتى نصل لمرحلة الاكتفاء الذاتى للقمح".
عضو لجنة الزراعة: المصانع استبدلت القطن المصرى بـ"بواقى القطن" والحل فرض رقابة على بذرة المحصول
أكد النائب محمد سعد تمراز، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن أحد أسباب تراجع زراعة القطن طويل التيلة فى مصر هو لجوء البعض لزراعة القطن ببذرة غير مطابقة للمواصفات، الأمر الذى تسبب فى ضعف الإنتاج وتراجع أسعار القطن بشكل غير عادى وارتفاع أسعار المبيدات، كل هذا جعل المزارع يعزف عن زراعة القطن.
وأضاف "تمراز" من خلال تصريح خاص لموقع "برلمانى"، القطن أصبح إنتاجا محليا ولم يعد يصدر للخارج مثلما كان قديمًا، كما أن شركات الغزل والنسيج أصبحت معطلة وتم الاستغناء عن الكثير من العمال واستبدال القطن المصرى بآخر أقل جودة، وأصبح الفلاح يتجه لزراعة الأرز لزيادة سعره بالأسواق.
وأضاف عضو لجنة الزراعة، أنه فى الماضى كان موسم جمع القطن بمثابة عرس فى بيوت الفلاحين، الآن أصبح أسوأ يوم، ولحل مشكلة تراجع زراعته لابد من فرض الرقابة على المزارعين، وإجبارهم على استخدام بذرة صالحة لزراعة القطن ومبيدات صالحة لأنه يوجد مبيدات تصنع بمصانع "تحت بير السلم"، وكذلك يجب التحكم فى الأسعار ودراسة جدوى لحل أزمة خسارة شركات الغزل والنسيج.
برديس عمران: استيراد الملابس أحد أسباب تراجع زراعة القطن والحل اهتمام الدولة
أكد النائب برديس عمران، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن أحد أسباب تراجع زراعة قطن طويل التيلة هو استيراد الملابس من الخارج وانخفاض سعر القطن، خاصة أن والفلاح يبذل قصارى جهده وينفق أموالا طائلة على زرع المحصول ولا يجد دخلا.
وأشار "عمران" من خلال تصريح خاص لموقع "برلمانى"، إلى أن قطن طويل التيلة يمثل أهمية كبيرة لمصر، ويتم تصديره للخارج وكان يلقب بـ"الذهب الأبيض"، مشددًا على أنه فى الفترة الأخيرة الدولة أهملت زراعته وزراعة المحاصيل الزراعية عامة حتى حدث تراجع فى إنتاج كل المحاصيل الزراعية، وتم اللجوء لاستيراد السكر فى ظل اهتمام الدولة بزراعة القمح مؤخرًا.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن تهميش الدولة للمزارع المصرى أحد أسباب تراجع الزراعة، لذلك لا بد أن تهتم به وتعقد له ندوات وإرشادات زراعية وإطلاعه على المحاصيل الجديدة غير التقليدية، ويجب على الدولة إيجاد بدائل زراعية جديدة لأى محصول خفض إنتاجه بشرط أن يدر دخلاً للفلاح.
وأضاف عضو لجنة الزراعة والرى قائلًا: "سنقدم مذكرة بدور الانعقاد الثانى لمناقشة هذه المشكلة لإيجاد حل لها".