الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:36 م

نرصد قائمة القضايا المؤرقة للمجتمع طوال عقود.. أبرزها الفساد رغم تعدد أسلحة مواجهته والنتيجة واحدة.. والبيروقراطية "فوت علينا بكره".. التعليم أزمة كل أسرة و"البطالة" شروخ فى سواعد الأمة

10 أزمات أنهكت مصر

10 أزمات أنهكت مصر 10 أزمات أنهكت مصر
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016 12:00 ص
كتب أحمد براء
عاشت مصر على مدار عقود طويلة، كثيرًا من الأزمات والمشكلات التى أصابت المجتمع بالأرق المتواصل، وأنهكت جَسَد الدولة وأجساد مواطنيها، وتسببت فى تعطيل مسار التنمية وتأخير البلاد عن اللحاق بركب التحديث والتطوير، بل والرجوع عشرات الخطوات إلى الخلف، كلما حاولت مصر أن تخطو للأمام.

كثير من هذه الأزمات تدور حولها النقاشات والحوارات بشكل دائم على جميع المستويات: سواء شعبية، أو سياسية، أو حتى رسمية، وطَرْح حلول وآليات للقضاء عليها، ولكن دون جدوى، وتعاقبت الحكومات حاملة استراتيجيات مختلفة، ولكن تبقى الأوضاع على ما هى عليها.

1– البيروقراطية.. فوت علينا بُكره!


"فوت علينا بكره".. جملة أصبحت أشبه بـ"الإفيه" المُتداول بين المواطنين للتعبير عن العَطَلة التى يعانى منها الشعب فى المصالح الحكومية المختلفة، إذ تُلَخِّص تلك الجملة أزمة البيروقراطية التى أُصيب بها الجهاز الإدارى المصرى على مدار عقود.. ولكن المفاجأة أن المعنى الشائع للمُصْطَلَح معاكس تمامًا لمفهومه الحقيقى، وفقًا لعالِم الاجتماع الألمانى "ماكس فيبر"، إذ إن الموظف البيروقراطى حسب العالِم يظهر ولاءه من خلال التنفيذ الأمين لواجباته الرسمية "يعنى مفيش رشاوى"، ويعتمد تعيينه وتوظيفه على مؤهلاته الفنية "يعنى مفيش وسايط"، ويكون عمله الإدارى وظيفة بدوام كامل "يعنى مفيش تزويغ من الشُغْل"، فهو مسؤول فقط عن التنفيذ المحايد للمهام الموكلة إليه.

IMG_6024

2– التعليم.. أزمة كل أسرة


التعليم أزمة رئيسية فى كل منزل، يشعر رب الأسرة دائمًا بأنها لن تصل إلى النهاية، يكافح الآباء والأمهات بسببها، و"بيبيعوا اللى وراهم واللى قداهم" حتى يحصل أبناؤهم على التعليم الأمثل والشهادة العليا التى يحلمون بها؛ فمنظومة التعليم فى مصر مهترئة بالكامل وتحتاج إلى ثورة حقيقية من الدولة لإصلاحها، بدءًا من المناهج الدراسية وثقافة المعلمين أنفسهم، مرورًا بالأبنية التعليمية ومرافقها، وصولاً للطالب وأهمية تسخير المنظومة كلها من أجله للنهوض به اجتماعيًّا وثقافيًّا وتربويًّا، باعتباره الفرد الفاعل فى المجتمع، وأنه بلا تعليم تثقيفى جيد غير معتمد على "التلقين" فلن تنهض الأمة ولو بعد حين.

IMG_6029

3– البطالة.. شروخٌ فى سواعد الأُمة


البطالة إحدى الأزمات الرئيسية التى يعانى منها الشعب المصرى، إذ تمس أهم فئة فى المجتمع، وهم الشباب، باعتبارهم عَصَب الأُمة وسواعدها، ووفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء؛ فإن معدل البطالة وصل خلال الربع الثانى من 2016 إلى 12.5%، منها 36.1% معدل البطالة بين حملة المؤهلات من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة.

البطالة

لعل أبرز أسباب البطالة هو زيادة عدد الخريجين الطامحين فى الالتحاق بسوق العمل سنويًّا، إضافة إلى ضعف الاستثمارات الأجنبية التى توفر فُرَص العَمَل، ومحاولة القطاع العام الاعتماد على القطاع الخاص والمستثمرين فى توظيف الشباب، نظرًا لاكتفاء الجهاز الإدارى للدولة بملايين الموظفين، فضلاً عن الركود الاقتصادى وبطء النمو.

4– الزيادة السكانية.. لسه قنبلة موقوتة ولّا انفجرت؟!


من الأزمات التى سأم المواطنون من التطرق إليها، لافتقارها الحلول الموضوعية هى الزيادة السكانية، فكم من التقارير والحملات التوعوية التى اتخذت من "القنبلة الموقوتة" وصفًا للأزمة؟!

IMG_6030

أرقام وإحصائيات ومقارنات بين مصر ودول العالم فى معدلات النمو السكانى، وأحاديث وحوارات وتهديدات بالمخاطر ولكن دون جدوى، ومع وصول تعداد السكان لـ91 مليون نسمة تقريبًا فى يونيو الماضى، وفقًا للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فهل تكون القنبلة الموقوتة قد انفجرت؟ أم تنتظر كسر حاجز الـ100 مليون؟

5– الفساد.. تعددت أسلحة المواجهة والنتيجة واحدة!


إذا بحثت ربما لن تجد حكومة مصرية واحدة طوال العقود الماضية إلا وحملت أجندتها استراتيجية عملية لمكافحة "الفساد" والقضاء عليه، ورغم ذلك ترتفع وتيرة وتزداد أنيابه حدّة، ليُعَد السرطان الأكبر المستشرى فى جسد الدولة، والذى أصبح وصوله للمعدلات العالمية حلمًا يراود المجتمع، فلا دولة تخلو من الفساد، هذه حقيقة، ولكن بمعدلات تسمح للدول بتحقيق التنمية، وليس بأن يكون الأساس الذى تتمحور حوله جميع قضايا المجتمع، ومن ثمّ تغوص الدولة فى مستنقع الفساد الذى يربط أذرعها ويمنعها حتى من محاولة اللحاق بالركب العالمى.

الفساد

6– "الفهلوة".. فن إدارة الحياة فى مصر


"فَهْلَوى" فى المعجم تعنى الماهر، والبارع، والشاطر، والقادر على التَكَيُّف السريع مع متغيرات المجتمع، وللفهلوى المصرى طابع خاص يميزه عن أى مواطن فى العالم، إذ يعى كيفية إصلاح أى أداة، أى جهاز، وأى حاجة "بايظة"، ويعلم بواطن الأمور وظواهرها، خبير سياسى عند اندلاع الأزمات السياسية، ومحلل اقتصادى عندما تمر البلاد بأزمة اقتصادية، وفقيه دينى عندما يتحدث عن الأديان السماوية، وتولى تدريب جميع الفِرَق الكروية المصرية وغير المصرية، ووَضَعَ الحلول الجذرية العاجلة الناجزة لجميع المشكلات المستعصية على الحكومات المتعاقبة، فكل مصرى بداخله "فهلوى" يظهر وقت الحاجة.

مستشفيات

7– العشوائيات.. وما أدراك ما العشوائيات


العشوائيات بيئة خصبة لأوجه الجريمة المتعددة من تجارة المخدرات، والدعارة، وممارسة البلطجة، بل وحتى الإرهاب، فسكانها فقراء طحنهم الفساد، وهؤلاء هم أكثر فئة فى المجتمع عُرْضَة للتأثر بكل ما هو سلبى، ويسهل استقطابهم واستغلال احتياجهم فى الدفع بهم لتنفيذ أى فعل خارج على القانون، سواء الاتجار فى السموم والمخدرات، أو الدعارة والأعمال المنافية للآداب، أو المخططات الإرهابية التى تستهدف الدولة ومنشآتها.

العشوائيات

8– القطاع الطبى.. المريض يدخل المستشفى يخرج ميّت!


أمراض والعلاج بالطوابير، مستشفيات لا تصلح حتى كمبانٍ خاوية تسكنها الوحوش الضالة، بهذه المفردات يتحرك القطاع الطبى فى مصر من سيئ لأسوأ، المريض يزداد مرضًا، وصاحب الحالة الحرجة فى عداد الأموات، يدخل ذو العلّة أى مستشفى حكومى ليفترش الأرض لعدم توفر سرير، ينتظر دوره فى الحصول على العلاج، و"يا صابت يا خابت"، واقع مرير ملّ المواطن من الاستغاثة من براثنه التى لا ترحم، فالقائمون على القطاع فى مصر يعملون بمبدأ "الأعمار بيد الله"!

بالصور إهمال جثيم ب المستشفى الميرى بالاسكندرية 8-2014 (1)

9– التحرش.. النساء المغلوبات على أمرهن


"نساء مصر خط أحمر".. جملة دائمة التردّد عندما يشتعل الرأى العام بقضايا التحرش الجنسى والعنف ضد المرأة، بل تتحول فى بعض الأحيان لهتاف قوى لمواجهة الظاهرة، ورغم بشاعة الفعل، إلا أن هناك كثيرين من الأفراد يخلقون المبررات للمتحرشين! وأول ما ينطقون به حال فتح النقاش عن القضية "طيب كانت لابسة إيه؟.. تلاقيها لابسها محزق!" ولكن يبادر الأسوياء دومًا بالإجابة بنفس الرد القاطع كل مرة: "والمنتقبات كمان بيتحرشوا بيهم"، فالمتحرش مريضٌ نفسى فى الأساس، ليست له أعذار، والتحرش مرض مجتمعى يحتاج التكاتف لاقتلاعه من جذوره.

التحرش

10– أطفال الشوارع وعمّالهم.. المستقبل فى أيديهم


مستقبل مصر مرهون بأطفالها، ولكن كيف يأمل المواطن فى غدٍ مزهر، وأطفال المجتمع مُهَدَّدون، إما بعدم توفر مأوى إنسانى لهم أو باستغلالهم واستنزاف طاقتهم الغضة وطفولتهم البريئة فى العمالة منذ الصِغَر؟!

اطفال الشوارع

فى أول حصر رسمى لوزارة التضامن الاجتماعى، بمشاركة منظمات المجتمع المدنى، بلغ عدد الأطفال "بلا مأوى" 16 ألف طفل، إلا أن صورة الواقع المحيط تؤكد أن نتائج الحصر أقل كثيرًا من الأعداد الحقيقية، والتى تتحدث عنها منظمات المجتمع المدنى، وتصل بها إلى مستوى المليون طفل.

فى العام 2014 وضعت وزارة التضامن استراتيجية متكاملة لمشروع تحت مُسَمَّى "أطفال بلا مأوى" تقوم على 3 محاور أساسية: الأول حصر الأطفال والشريحة التى سيشملها المشروع، والثانى تقييم مؤسسات الأحداث على مستوى الجمهورية، والثالث تحديد الاحتياجات لتنفيذ المشروع.

وفى السياق نفسه، قال بيتر فان جوى، مدير مكتب منظمة العمل الدولية فى مصر، إن عدد عمالة الأطفال فى مصر يصل إلى مليون ونصف المليون طفل تقريبًا.

وقالت كريستين هوفمان، خبيرة تنمية المهارات بمنظمة العمل الدولية، إن المنظمة تتعاون مع مصر لمكافحة عمالة الأطفال من خلال معالجة أسباب الظاهرة، وأولها انخفاض دخل الأسرة، إذ تعمل مع الآباء والأطفال لتحسين مستوى معيشتهم وزيادة دخلهم، ما يجعلهم يستغنون عن إرسال أطفالهم إلى العمل.


print