"إن رؤية مصر للحل فى سوريا كانت ولا تزال تقوم على ركيزتين أساسيتين: أولهما الحفاظ على كيان ووحدة الدولة السورية والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، أما الثانية فهى دعم التطلعات المشروعة للشعب السورى فى إعادة بناء دولته عبر التوصل لصيغة حل سياسى تكون مرضية لجميع السوريين ومعبرة عنهم وتوفر البيئة المناسبة لجهود إعادة الإعمار.
وإن مصر حريصة على التواصل مع كل أطراف الأزمة السورية وملتزمة بالعمل مع كل أشقائنا فى المنطقة وشركائنا فى المجتمع الدولى لتقديم كل دعم ممكن للحل السياسى المنشود فى سوريا، ولا مجال لإضاعة الوقت فكل يوم يمر يعنى أن مزيدًا من الدماء ستراق، وأن معاناة جديدة ستضاف إلى حياة الأبرياء السوريين".
الفقرات السابقة تتضمن جزءًا من خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام مجلس الأمن، الذى قدم من خلاله طرحًا لحل القضية السورية، مبديًا استعداد مصر للتعاون فى إجراء مفاوضات لحل القضية السورية، وهو ما فتح الباب حول التساؤل ما إذا كان من الممكن أن تقود مصر مفاوضات حل القضية السورية.
العرابى: الطرح المصرى الأكثر واقعية وجرأة
السفير محمد العرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ووزير خارجية مصر الأسبق، قال إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى عن سوريا، أمام اجتماع مجلس الأمن بشان الأزمة السورية الراهنة، فرضت دور مصر على القضية السورية التى أصبحت مجالا للحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، وخلق الرئيس من خلالها مسارًا جديدًا للحل السياسى.
وأضاف "العرابى" – فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الخميس - أن الرئيس السيسى وضع فى كلمته محددين رئيسيين للتعامل مع الأزمة السورية، اﻷول يتمثل فى ضرورة أن يكون الحل سياسيًّا وأنه لا مجال لغير ذلك، والثانى أن المجموعات إرهابية ليس لها مكان فى هذا الحل.
وتابع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب تصريحه بالقول: "الطرح المصرى هو الأكثر واقعية وجرأة فيما يخص القضية، ويجب أن يتبناه المجتمع الدولى، وللأسف المسألة السورية ما زالت مرشحة لأن تستمر لفترة مقبلة، والرئيس أكد على عنصر الوقت الذى لا يلتفت إليه أحد، بمن فيهم مبعوث اﻷمم المتحدة".
طارق رضوان: مصر لديها القدرة على لعب دور محورى فى المفاوضات
فى حين قال طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن الأزمة السورية أمام مجلس الأمن، فتح بابًا جديدًا للوصول لحلول.
وأضاف رضوان لـ"برلمانى" أن الرئيس السيسى قدم طرحًا ووضع حلولًا محددة لحل الأزمة السورية يتمثل أهمها فى إجراء المفاوضات بين كل الأطراف خلال أقرب فرصة.
واعتبر عضو مجلس النواب، أن طرح الرئيس السيسى بشأن مساعدة مصر فى هذه المفاوضات، يشير إلى إمكانية أن تلعب مصر دورًا رئيسيًا فى هذه المفاوضات معتمدة على علاقتها الجيدة بكل الأطراف، وفقًا لما أشار إليه الرئيس السيسى فى خطابه.
وأشار رضوان، إلى أن عامل الوقت الذى حذر منه الرئيس السيسى فى خطابه مهم وخطير، لافتًا إلى أن السرعة فى إجراء هذه المفاوضات واتخاذ خطوات مختلفة لحل الأزمة قد يكون السبيل الوحيد لإيقاف نزيف الدم السورى.
أنيسة حسونة: الموقف المصرى ملتزم بالثوابت العربية والقومية
وقالت الدكتورة أنيسة حسونة، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى مجلس الأمن بشأن الوضع فى سوريا كلمات واضحة محددة وصارمة تعبر عن الموقف المصرى الملتزم بالثوابت القومية والعربية وتؤكد حتمية حضور الدور المصرى فى أية سيناريوهات محتملة للحل.
وأضافت أنيسة حسونة لـ"برلمانى" أن الرئيس أشار إلى استعداد ورغبة "مصر" للمشاركة الإيجابية الفاعلة فى المفاوضات التى يجب أن تعقد فى أسرع وقت حماية لمستقبل الشعب السورى وكيان الدولة السورية الشقيقة.
وتابعت "نحن جميعا لا ننسى أن مصر باعتبارات التاريخ والجغرافيا هى الدولة التى طالما اصطفت بجانب الأشقاء العرب للحفاظ على وحدة وتماسك الدول القومية العربية".
وأكدت أن حديث الرئيس دليل على أن مصر ضد أية مخططات للتقسيم أو التفتيت أو محاولات ترمى للقضاء على المؤسسات الدستورية لأية دولة عربية، وضد أى تدخل خارجى يمكن أن يؤدى لا قدر الله إلى انهيارها.