جثث ودموع وآلام على شواطئ رشيد

سادت حالة من الحزن مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، أثناء استمرار قوات الإنقاذ النهرى انتشال جثث ضحايا الهجرة غير الشرعية، حيث توافد ذووهم من محافظات مصر المختلفة للتعرف على الجثث، والحصول عى تصاريح للدفن وسط حالات من الصراخ للأهالى بالتزامن مع عمليات خروج الجثث.

ويرصد " برلمانى" أبرز الصور التى توضح حجم الحزن والمأساة فى وجوه أهالى ضحايا غرق المركب

وفى هذا السياق، أكد وهدان السيد، المتحدث الرسمى لمحافظة البحيرة، فى آخر تصريح له حول أزمة غرق مركب رشيد منذ ساعة أنه تم انتشال 100 جثث جديدة من ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية، التى غرقت بالبحر المتوسط، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 165 غريقًا.

فيما تواصل قوات الإنقاذ البحرى ، اليوم الجمعة، جهودها لانتشال جثث ضحايا مركب الهجرة غير الشرعية، الغارق قبالة سواحل رشيد بالبحر المتوسط.

الحناوى: القضية ليست وليدة اليوم بل مافيا تعمل من سنوات عديدة

ومن جانبه أكد النائب محمد الحناوى، عضو مجلس النواب عن محافظة البحيرة، أن المحافظة تشهد حالة من الحزن أثناء انتشال الجثث، لافتًا إلى أن أغلب الوفيات من محافظات دمياط وكفر الشيخ والشرقية.

وأضاف الحناوى فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن تلك الحادثة ليس الأولى من نوعها والمفروض أن تقوم قوات الأمن بفرض مزيد من الرقابة لأن تلك القضية ليست وليدة اليوم، حيث إنها مافيا تعمل من سنوات عديدة ويجب تضافر الجهود لمواجهة تلك الظاهرة.

سعد الجمال عن غرق المهاجرين غير الشرعيين بالبحيرة: "تكرار مؤسف ومفجع"

بدوره قال اللواء سعد الجمال، رئيس ائتلاف دعم مصر، إنه فى تكرار مؤسف ومفجع تابعنا حادث غرق أحد قوارب الصيد المكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين أمام سواحل رشيد بمحافظة البحيرة، ومصرع وإصابة المئات من ركابه من مصريين وعرب وأفارقة.

وأضاف فى بيان اليوم: "المشهد المروع يدل على أن كل ما سبق اتخاذه من إجراءات لم يكن كافيا أو ملائما لوقف هذا النزيف من الدماء وسقوط القتلى من الشباب، والنساء بل والأطفال، لجذب هؤلاء الشباب الذين تكبدوا وأسرهم الآلاف من الجنيهات تحت وهم الهجرة وتجميعهم فى مثل تلك المشروعات مع عدم إغفال دور التوعية والتوجيه.

وتابع: "كما يتطلب إعادة النظر فى التشريعات التى تواجه هذه الظاهرة بتغليظ العقوبات على كل الأطراف المشاركة فيها من تجار الأرواح".

وأشار "الجمال": إلى أنه فى غياب تام لدراسة أبحاث موضعية أمنية واقتصادية واجتماعية لمواجهة هذه الظاهرة المقيتة، فإن الأمر يتطلب تدخلا حكوميا لضبط سماسرة الهجرة، وأصحاب القوارب البالية منعدمى الضمير، الذين يتاجرون فى أرواح المواطنين وغيرهم من البشر من أى جنسيات، كما يتطلب مزيدا من الرقابة على المتسللين من غير المصريين إلى داخل البلاد، لاسيما فى مناطق تجميع راغبى الهجرة غير الشرعية كما يتطلب تفعيل دور الصناعات الصغيرة .

كما وجه رئيس ائتلاف دعم مصر العزاء إلى أهالى الضحايا المتوفين فى هذا الحادث، موضحا أننا نأمل أن يكون عبرة للجميع وعظة لذوى الألباب.

طارق الخولى: أحمل الحكومة المسؤولية والشباب هاجروا بحثا عن مصدر رزق

وفى نفس الإطار قال طارق الخولى، عضو مجلس النواب، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن ما يحدث فى رشيد بالبحيرة شىء مأساوى، ومؤثر وحالة تدمى القلوب لمن تعرضوا لهذا المأساة، وأعزى أهالى الضحايا، متابعًا أن تلك المشكلة معقدة ولها أكثر من جانب، خاصة أنه لابد من تحديد الجهة المنوط بها هذا الملف، ولا يمكن أن يتنازع فيه أكثر من جهة مثل الخارجية، واللجنة التنسيقية لمكافحة الهجرة غير الشرعية التابعة لمجلس الوزراء، واللجنة التنسيقية لمكافحة الإتجار بالبشر التابعة لوزارة العدل، ووزارة القوى العاملة، والهجرة، وجميع تلك الجهات غير قادرة على أن تفعل دورها فى مواجهة الظاهرة.


وتابع الخولى لدى تحفظ شديد على عدم الاضطلاع بالدور الرقابى فى هذا الشأن، ولابد من توحيد الجهة لأن تعدد الجهات يرهق الدولة والموازنة العامة، مشددا على أن معالجة الملف ليس بالشكل القانونى وإنما لابد من تضافر الجهود فى الحكومة لمواجتها وأرى أن الحكومة غير قادرة على حل هذا الملف، الذى يحتاج إلى معالجة اقتصادية لأن الناس تعرض نفسها للموت سعيا لإيجاد مصدر رزق، وأحمل الحكومة المسؤولية الكاملة لعدم قدرتها على توفير فرص عمل ومن ثم يتعرض هؤلاء الشباب للغرق.