قال أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن الدولة إذا قررت الاستجابة لدعوات التخلص من مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فإن ذلك يعد انتحارا واضحا.
وردا على مطالبة عدد كبير من أعضاء اللجنة بعودة منصب وزير الإعلام وعودة الوزارة فى تشكيل الحكومة، قال "هيكل": "بالنسبة لفكرة عودة وزارة الإعلام، اختصاصات وزير الإعلام محددة بالقانون رقم 13 لسنة 1990، ولو جبت وزير الإعلام هتفضل حالة الإعلام زى ما هى، والكلام عن سيطرته على اتحاد الإذاعة والتليفزيون، يبقى بنتكلم عن شىء قديم لا يتناسب مع حالة التطور فى الإعلام التى فرضت نفسها، فالإعلام أصبح يوجه الرأى العام وتعاظمت قيمة الإعلام مع زيادة قيمة التكنولوجيا بهذا الشكل".
وتابع خلال اجتماع لجنة الإعلام بالبرلمان اليوم: "الدستور لم يمنع أن يكون هناك وزير للإعلام، والدستور نص على 3 وزارات فقط وردت فى الدستور منها الدفاع والخارجية، وليس معنى ذلك ألا تصدر وزارات غير التى ذكرت فى الدستور، وأنا شخصيا ضد التسرع فى عودة منصب وزير الإعلام قبل تطوير الإعلام الرسمى وإصلاحه، وعودة وزارة الإعلام ليست الحل، إحنا محتاجين وزير إعلام بمفهوم سياسى"، ويؤكد: الاتحاد مديون بـ23 مليار جنيه.
هيكل: "العداء لماسبيرو بدأ فى 2011 لإن الشعب كان فى وادى وهو فى وادى تانى"
وقال رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب "إن حالة العداء لماسبيرو نشأت من 2011 حينما سقط الإعلام الرسمى للدولة، أثناء أحداث ثورة 25 يناير، فكانت الدنيا ماشية فى اتجاه والتليفزيون ماشى في اتجاه تانى خالص، وحتى الآن لم يعتذر للشعب المصرى".
وتابع "هيكل" خلال اجتماع لجنة الإعلام اليوم: "الإعلام وظيفته ليست ترفيهية ويجب ألا يقدم معلومات مضللة وحرية الرأى والتعبير ليست مطلقة للإعلامى أو الصحفى، والإعلام الرسمى للدولة متمثلا فى اتحاد التليفزيون كان لم يواكب التطور التكنولوجى ورغم ذلك هو ليس فقير تكنولوجيا ولكنه أغنى من أى قنوات فضائية قائمة، ففى إحدى المرات سألت عن جهاز حديث وفوجئت أنه موجود فى الاتحاد داخل المخازن منذ أربعة سنوات، يعنى انت بتصرف ولا تستفيد".
وقال رئيس لجنة الإعلام: "إن الإعلام يقاس بقوة تأثيره وليس بعدد العاملين فى الاتحاد، وقوة تأثيره لا يمكن تظهر فى ظل هذا العدد، وأرفض الإسراع فى الإطاحة برئيس قطاع الأخبار قبل انتهاء التحقيقات فهو أمر يبدو سياسيا، والتطوير فى الأداء لا يمكن يحدث أبدا فى ظل القوة العددية الجبارة، ونحتاج لتخطيط وتنظيم ونعيد تقييم الموقف من جديد، وما هو الإعلام الرسمى للدولة".
واستطرد: "تم ظلم مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون لما عملت جزءا خدميا وإداريا، وتصرف مبالغ ضخمة دون فائدة، لابد من سداد ديون الاتحاد، وأنا أول خطاب أصدرته لما توليت وزارة الإعلام كان يوضح أن ديون اتحاد الإذاعة والتليفزيون بلغت 13.4 مليار جنيه فى يوليو 2011، والفوائد كانت تزيد حتى وصلت الديون المتراكمة إلى 23 مليار جنيه، والديون دى مستحقة لبنك الاستثمار القومى، وممكن التفاوض على الفوائد التى تصل لنحو 6 أو 7 مليارات".
وأكد رئيس لجنة الإعلام أن هناك حربا على التليفزيون الرسمى للدولة من جانب الفضائيات الخاصة، وهناك "خناقات على تورتة الإعلانات"، وقال: "التليفزيون أصبح لا يأخذ إلا 5 % من الإعلانات، والخناقة على تورتة الإعلانات".
وقال النائب أسامة هيكل: "محدش فاهم الدولة توجهها إيه بشأن الإعلام الرسمى وتطويره، ثم إن قانون الإعلام الموحد مش هينفع نستمر كده دون أن يتم البدء فى مناقشته، والحكومة لم تقدم أى تشريعات إعلامية، ولا يمكن ترك حالة الفوضى الإعلامية بهذا الشكل، وهناك أيضا انهيار فى الصحف القومية ومؤسسات صحفية كبرى، وسنبدأ نتعامل مع هذه الملفات من الآن، لأنه مش هينفع تدار بهذا الشكل السيىء، وهذا الإهدار الكبير للمال العام وموارد الدولة لا يمكن السكوت عنه، وهذه مسؤولية وطنية علينا".
مصطفى بكرى: أؤيد عودة منصب وزير الإعلام بصلاحيات تنفيذية قوية
قال النائب مصطفى بكرى، إنه يؤيد دعوات عودة منصب وزير الإعلام من جديد بصلاحيات تنفيذية قوية، خاصة فى ظل حالة التردى والترهل والإهمال التى وصل إلها اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وأضاف "بكرى"، أن اللجنة تطالب بالإسراع فى إعلان نتيجة التحقيقات فى واقعة إذاعة حوار حوار قديم لرئيس الجمهورية على اعتبار أنه حوار على الهواء مباشرة، وضمان عدم تكرار تلك الوقائع.
وأكد "بكرى" ضرورة دعم اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتطهيره من العناصر الإخوانية التى تخطط للسيطرة عليه وتخريبه، مطالبا بالإسراع فى مناقشة قانون الصحافة والإعلام.
النائبة غادة صقر: التليفزيون لم يؤدى دوره فى قضية الهجرة غير الشرعية ويتحمل المسؤولية ضياع الشباب
من جانبها، قالت النائبة الدكتورة غادة صقر، أمين سر لجنة الإعلام بالبرلمان، إنها تعد لتقديم بيان عاجل فى بداية دور الانعقاد الثانى للمجلس بسبب الأوضاع السيئة والإهمال فى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، يعقبه تقديم بيان للنائب العام بسبب إهدار المال العام.
وأضافت "صقر" أن عملية تسويف القضية وتدويرها فى محطات فضائية أخرى أمر ليس مطلوبا فى الوقت الحالى.
وتابعت: "الموضوع كان يجب تفجيره والاهتمام به من بداية انعقاد اللجنة، والدليل لما جاء تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات وأثبت إهدار 4 مليارات ونصف جنيه من المال العام فى ماسبيرو، ولم يحدث أى محاسبة، واللجنة تعرض ولا تتابع آليات العرض والتنفيذ، وإجراءات فى المجلس تمسى بسرعة السلحفاة، لابد من اتخاذ إجراءات للردع والمحاسبة، والأمر هنا هل العاملون فى الاتحاد يعملون بكفاءة ويؤدون ما عليهم أم لا؟، وما الملفات والقضايا التى تبناها التلفزيون؟".
واستطردت: "عندما أحمل التليفزيون مسؤولية قضية من القضايا زى المزلقانات وإدمان المخدرات وتصدير العرى والدعارة، فذلك لأنه لم يقم بدوره الأساسى وهو التثقيفى والتنويرى، فقضية الهجرة غير الشرعية تكررت كثيرا وتسبب فى وفاة العديد من شباب مصر، فماذا قدم التليفزيون إزاء هذه القضية؟، لم يقدم دورا تثقيفيا وتوعية للشباب ولم يتبن القضية وبالتالى هناك تقصير، وأحمله المسؤولية عن دماء الشباب الذين راحوا ضحية الهجرة غير الشرعية وماتوا فى حادثة غرق مركب رشيد"، وقالت: "ايه المنتج الذى قدمه 43 ألف واحد شغال عفى ماسبيرو وتؤجر استديوهات فى ماسبيرو، الأول يجب المحاسبة وبعدين نجيب حد كويس ونضع قوانين".
وأضافت "صقر": "رأس مال التاجر جبان، فالميديا الخاصة محترفة فى أدائها لأن هدفها زيادة رأس المال، أما القومية موظف ينتظر راتبه ولا ينتظر زيادة فى الإيرادات..ونقطة أخيرة أرفض تصنيف الموظفين فى المؤسسات الحكومية..نحن مصريون ولسنا جماعات ولا تيارات".
النائب معتز الشاذلى: "عايزين إعلام تابع للشعب مش للحكومة"
وطالب النائب معتز الشاذلى، لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، بإصدار توصية بعودة وزارة الإعلام ومنصب وزير الإعلام كحل لمواجهة الإهمال فى ماسبيرو، قائلا: "المبنى ضعيف ومترهل ويجب وضع خطة واضحة لتطويره".
وأضاف "الشاذلى"، أنه يجب عودة برامج "توك شو" قوية فى التليفزيون المصرى وأن يقدم خدمة إعلامية متميزة، قائلا: "فين فلوس ماسبيرو..شركات الإعلانات هى اللى كسبت وكل وكالات الإعلانات التى تعاملت مع ماسبيرو أصحابها مليارديرات النهاردة".
ووجه "الشاذلى" حديثه للنائب أسامة هكيل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام، قائلا له: "ليه حضرتك مشوك من وزارة الإعلام طيب من صاحب قرار إلغاء منصب وزير الإعلام، ورد هيكل: "لا بلاش نتكلم برة الموضوع".
وتابع "الشاذلى": "لا نريد إعلام تابع للحكومة، عايزين إعلام تابع للشعب المصرى، علشان المواطن ميروحش بالليل يجيب القنوات الفضائية الخاصة، ومبنى ماسبيرو يحتاج لقيادة قوية وأنا حزين على هذا الوضع الذى وصل إليه".
فيما طالب النائب أحمد الشمردل، بإقالة صفاء حجازى ـ رئيس الاتحاد، وأن يضاف بند فى اللائحة الجديدة للاتحاد تنص على أن العاملين فى ماسبيرو لا يجوز أن يعملوا خارجه ومن يثبت أنه يعمل فى فضائيات خاصة يجب فصله.