كتب تامر إسماعيل
14 يومًا فقط حتى الآن هى كل تاريخه النيابى، منذ أن تسلم كارنيه عضوية البرلمان فى 4 نوفمبر، حيث حمل فيهم هيثم أبوالعز الحريرى لقب النائب، مستكملا تاريخ والده المناضل السكندرى الراحل أبو العز الحريرى، إلا أن الابن تفوق على والده بمقياس الزمن، وتفوق على كل من فازوا مع بنفس اللقب فى المرحلة الأولى للانتخابات، وهذا ليس رأيًا شخصيا أو محاباة له بعد أنهى صراعه الانتخابى ولم يعد فى حاجة إلى من يدعم حظوظه، بل هى نتيجة جاءت بعد رصد مواقفه من قبيل الصدفة منذ استلام النواب الجدد كارنيه عضويتهم فى البرلمان الجديد، ورغم أن هذه الأيام مرت دون انعقاد للمجلس، انتظارا لانتهاء انتخابات المرحلة الثانية، ورغم عدم وجود آليات للأداء النيابى حتى ينعقد المجلس، فلا استجوابات ولا طلبات إحاطة ولا خطب رنانة تحت القبة، إلا أن هيثم الحريرى استطاع أن يثبت فى أربع اختبارات متتالية أنه "النائب الحق" الذى يتغنى بصفاته كل مرشح، وتتوه ملامحه مع كل نائب، إلا أن الحريرى كثف صفاته فى موافقة الأربعة التالية.
قال عن كارنيه عضوية البرلمان: "أتشرف بمسؤوليته.. ومش عايز واسطته"
بمجرد أن أنهى الحريرى إجراءات عضويته واستلم الكارنيه قال فى تصريحات لـ"برلمانى" يومها تعليقا على إحساسه بكارنيه النائب: "هعمل بيه ايه، أنا طبعا أتشرف بالعضوية، لكن عمرى ما هحاول استخدامه لمصلحة شخصية، ومش عايز واسطته"، وكانت هذه رسالة أكد عليها الحريرى، رغم أننا لم نسأله ماذا ستفعل بالكارنيه، لكنه بادر بالتأكيد على ذلك، وهو ما لم يفعله غيره من النواب، حتى وإن كانوا لن يستغلوه، إلا أن التأكيد فى هذا اليوم كان هامًا، وخاصة بعد عقود من الاستغلال لهذا المنصب وهذا الكارنيه.
وافق على اقتراح سحب تابلت النواب بعد الأزمة التى أثيرت حوله
بعد تقديم الأمانة العامة لمجلس النواب تابلت لكل نائب بالمجلس، أثيرت أزمة مدى جدوى قيام الأمانة بتحميل ميزانية المجلس هذه الأموال، وطالب البعض بإلغاء هذا الإجراء والاستفادة من تلك الأموال فى أمور أكثر فائدة، وقتها تبنى عدد من النواب الهجوم على المعترضين ولم يبدوا أى مبادرة تجاه دعم موقف إلغاء هذه الهدية من المجلس للنواب، إلا أن الحريرى أعرب وقتها عن موافقته على أى قرار سيتخذه المجلس، وليس لديه أدنى رفض لإعادة التابلت للمجلس، وقال : إن الأمر أقل بكثير من تمسك النواب به، بل إنه يفضل أن تتراجع الأمانة العامة للمجلس عن هذا الإجراء وتطلب من النواب إعادة التابلت، وهو ما لم يصرح به غيره من النواب.
رفض استخدام جواز السفر الرسمى للنواب فى السفريات الخاصة
الاختبار الثالث كان عندما أثيرت أزمة جواز السفر الرسمى للنائب فى أول أيام الدورة التدريبية للنائب فى المجلس، وقتها أبلغ المجلس النائب بأن جواز السفر الرسمى لن يتم استخدامه إلا فى السفريات الرسمية فقط، وهو ما اعترض عليه كثير من النواب وطالبوا باستخدامه فى كل السفريات حتى الخاصة، وتبنى هذا الموقف العديد من النواب، إلا أن الحريرى كان واضحا فى حديثه لـ"برلمانى" عندما قال تعليقا على الأزمة: "باسبور ايه بس، هو احنا داخلين المجلس عشان الباسبور" فى إشارة منه على أنه يرفض استخدام جواز السفر الرسمى إلا فى السفريات الرسمية.
الحريرى يبادر بطلب رفع الحصانة عنه لحين الحصول على البرائة فى قضية التظاهر
أما الاختبار الرابع الذى أثبت فيه الحريرى أنه غير حريص على الإطلاق على استخدام حصانته البرلمانية أو حصد أى مكسب من فوزه بمقعد النائب، بادر الحريرى بإعلان أنه سيطلب من مجلس النواب القادم فور انعقاده رفع الحصانة عنه حتى صدور حكم البراءة فى القضية التى حكم عليه فيها 3 سنوات غيابيًا جنايات، وأضاف أنه سيمثل أمام القضاء فى القضية التى تفاجأ بها يوم 23 نوفمبر القادم، فى أولى جلسات إعادة المحاكمة بعد صدور الحكم عليه غيابيًا فى قضية التظاهر، والتعدى على مواطنين بالأسلحة البيضاء والخرطوش وإحداث إصابات لهم، بالمشاركة مع 7 أشخاص آخرين.
وهنا يقدم الحريرى النائب الشاب الذى لم يتخط عمره النيابى 14 يوما نموذجا للناب الحق الزاهد فى كل مزايا المجلس، فى انتظار أن يستكمل دوره بأداء رقابى وتشريعى وخدمى يتماشى مع ما قدمه خلال هذه الأيام.