فى غضون ذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر تتكشف مفاجآت جديدة كل عام، إلا أن تلك المرة يكشفها نجله، الذى أكد فى حوار مع "برلمانى"، أن كل الشواهد تؤكد اغتيال والده، ويروى حكايات لأول مرة بحياة الزعيم، وكيف تعامل نظام مبارك مع الأسرة، ويوجه المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، رسائل حادة لرجال الأعمال ونشطاء السوشيال ميديا والكتاب الذين يهاجمون والده، ونقاش واسع حول عهد الرئيس السيسى والبرلمان.
فى تقديرك، هل لذكرى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر هذا العام ثمة اختلاف عن الأعوام الماضية؟
- بالتأكيد الأمر مختلفًا هذا العام لحضور الرئيس السيسى افتتاح متحف الزعيم جمال عبد الناصر، وهذا بالنسبة لى أمر عظيم جدًا، لإنى الوحيد من أخواتى اللى اتولد فى هذا البيت، وكان ده حلم كبير بالنسبة لينا، لأن بعد وفاة الوالد، أصدر مجلس الأمة قرارا باستخدامنا للبيت، ثم يتحول لمتحف بعد آخر واحد فينا، والحقيقة بعد وفاة الوالدة شعرنا أنه حان الوقت لاستبداله لمتحف على اعتبار أنه أصبح لكل واحد مننا بيت خاص به، وأرسلنا رسالة للرئاسة وقتها بتسلم البيت لعمله متحف، وسلمناه بالفعل فى مايو 1990.
وما موقف الرئاسة حينئذ؟
-لم ترد، استلموا البيت وما عملوش أى حاجه، وبقى البيت مُهمل تمامًا، حتى أننا تركنا عدد من الأمور الخاصة بنا فى المنزل لتكون فى المتحف، لكن لم يتحرك أحد.
هل هذا الموقف من الرئاسة حينئذ يُعبر عن انطباع عام من حسنى مبارك نحو جمال عبد الناصر؟
- بصراحة لم يكن هناك رغبة بعمل متحف، وناس تيجى تزور وكده، لأن توجه النظام وقتها كان مُعاكس 180 درجة مع توجهات نظام جمال عبد الناصر، وأنا لن أنسى فى 2008، كانت زيارة للعقيد معمر القذافى لمصر، وحدثنى أحمد قذاف الدم فى التليفون، وقالى العقيد مصمم يروح بيت المنشية، فقولتله ده أحلى خبر سمعته علشان يروح يشوف أطلال البيت، وهيشوف كيف تحول هذا البيت إلى حُطام، وسمعت بالليل إنهم بعتوا كتيبة تشيل التراب اللى فى البيت علشان ينضفوه، وراح العقيد القذافى لقى منظر غير مُتوقع لأنه يعرف البيت كويس، والنتيجة إن القذافى ضغط على مبارك وقتها، وفعلا فى هذا الزيارة، مبارك أصدر قرارا بتحويل البيت إلى متحف، وسلموا البيت وقتها لوزارة الثقافة.
هل يعكس حديثك أن عصر السيسى هو الأكثر اهتمامًا بجمال عبد الناصر؟
-بالتأكيد، بعدما رفع الشعب صور جمال عبد الناصر فى ثورة 25 يناير، كان ذلك بمثابة رد الاعتبار للزعيم الراحل، ثم بعد 30 يونيو، أعاد الرئيس السيسى اعتبار الدولة لجمال عبد الناصر، تحديدًا كل من جاءوا بعد جمال عبد الناصر أرادوا اغتيال ذكراه إلا السيسى.
ماذا قال لك الرئيس السيسى خلال افتتاحه متحف الزعيم الراحل؟
-كان متأثر جدًا، وقال إن ده شىء متأخر جدًا، وكنت بشكره على المتحف، قالى ده أقل شىء ممكن نقدمه، هذا الرجل قدرة كبير جدًا، واللى عمله لمصر محدش يقدر أبدًا ينكره، غير إنه بيعتبر نفسه من جيل ثورة 23 يوليو.
شائعات عديدة تتردد فى ظل ذكرى رحيل عبد الناصر حول حقيقة وفاته، ما التصور الذى تميل للاتفاق معه؟
-هتكلم بصراحة، توقيت الوفاة كان غريب جدًا، فترة وقف إطلاق النار بعد مبادرة روجرز، وبعد ما حركنا الصواريخ، ثم أن هناك معلومة أشار إليها الأستاذ هيكل فى مذكرات كيسنجر، حينما كان مجلس الأمن القومى الأمريكى بيناقش مبادرة روجرز، بناءً على طلب من الصهاينة حينما كانت الضغط عليهم كبير فى حرب الاستنزاف فى هذا الوقت، وفى هذا الاجتماع قال أحد الحضور زى ما إحنا بنشيل الضغط على إسرائيل، إحنا بندى الفرصة لعبد الناصر فى مصر إنه يشم نفسه ويظبط حاله، فرد عليه حد تانى إنه فى 90 يوما قد يحدث حدث يغير شكل الشرق الأوسط كله، وفعلا فى خلال الـ 90 يوما تغير وجه الشرق الأوسط كله برحيل عبد الناصر.
هل يشير كلامك إلى أنه تم اغتياله؟
-فى اعتقادى، ما أقدرش أقول إنها وفاة طبيعية، لكن ما أقدرش أقول وسيلة الاغتيال كانت إيه.
-
لكن أنت تميل لأى سيناريو، أنه توفى أم تم اغتياله؟
-أميل إن الوفاة لم تكن طبيعية.
إذن تم اغتياله؟
-أكيد آه طبعًا، لكن لم أستطع تحديد الوسيلة، هل استغلوا إن عنده أزمة قلبية، وأنه معروف أنه مريض، واستغلوا ده بأن الأزمة تتجدد مرة أخرى، ما أقدرش أحدد إيه السيناريو، وما أقدرش أحدد الاغتيال ده كان نتيجة مؤثرات خارجية.
هل أستطيع القول الآن بأن كل الشواهد التى تراها من وجهة نظرك تؤكد اغتيال جمال عبد الناصر؟
-نعم بالتأكيد، كل الشواهد تؤكد اغتياله.
هل تتذكر الآن حكاية أو موقف ترويه لأول مرة عن الزعيم جمال عبد الناصر قبل رحيله؟
-فاكر قبل رحيله بأسبوع، كنت أنا فى الثانوية العامة، وقالى وقتها أعمل حسابك إنك لو ما ذاكرتش كويس مش هتعرف تتدخل الكلية اللى أنت عاوزها، إحنا معندناش وساطة، قلتله أنا عارف قواعد البيت عندنا، مفيش مجاملات.
ونحن نتحدث عن الزعيم جمال عبد الناصر، نجد الآن بعض الكتاب مثل عباس الطرابيلى يصفونه بالديكتاتور وأن عهده كان للصوت الواحد فقط، ما تعليقك على تلك الآراء؟
-ما بقرأش للناس دى.
ماذا تقول للذين يهاجمون جمال عبد الناصر؟
-أقولهم يروحوا يشوفوا بلد تانية غير دى يعيشوا فيها، لأن الشعب ده بملايينه بعد 40 سنة، طلع يأكد إنه عاوز جمال عبد الناصر، وعاوز مشروعه، فالناس دى مشكلتها مش مع جمال عبد الناصر، مشكلتهم مع شعب مصر.
فى سياق آخر، نمر الآن بأزمة اقتصادية مشابهه لما مر به الزعيم الراحل فى وقت من الأوقات إبان عهده، كيف ترى الحل؟
-الأزمة الاقتصادية مثل كرة الثلج بدأت منذ 40 عاما، منذ هذا الانفتاح الذى أطلق عليه الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، الانفتاح سداح مداح، وتبعات ذلك الانفتاح موجودة.
تقصد أن السيسى يدفع فاتورة أخطاء السادات ومبارك؟
بالتأكيد هو يدفع فاتورة أخطاء السادات ومبارك، يدفع فاتورة أخطاء 40 سنة مضت، أما مرسى فأنا بعتبر فترته كابوس، ومش عارف ليها توصيف الحقيقة.
هل ترى أن المجموعة الاقتصادية على قدر الأزمة الاقتصادية؟
-الحقيقة إحنا شايفين إن المؤسسة الوحيدة اللى قادرة تتعامل مع الأزمة الاقتصادية هى المؤسسة العسكرية، أما الحكومة ففى ظنى أمامها طريق طويل.
هل لديك مشكلة فى أن تطالب برئيس حكومة عسكرى؟
-معنديش مشكلة، ولا تفرق معايا، المهم مين هينجز، مدنى أو عسكرى.
على الجانب الآخر، كيف ترى دعوات التقشف التى طالب بها عدد من الخبراء على غرار ما فعله عبد الناصر؟
فى مراحل تنمية معينة، أرى أن التقشف ليس حلاً، فأنا ضد دعوة التقشف، لإن المواطن هيتقشف أكتر من كده إيه.
كيف رأيت افتتاح مصنع النصر للسيارات من جديد؟
من ما يقرب من سنتين، طالبت أكثر من مرة بفصل قطاع الأعمال عن وزارة الاستثمار، لإنى كنت بشوف الوزارة دى مقبرة القطاع العام، ولما تم فصلها اعتبرت أن دى خطوة إيجابية جدًا، وحينما تحدث وزير قطاع الأعمال، حسيت لأول مرة إن القطاع العام بقى ليه صاحب، لإنى كنت بعتبر أن القطاع العام بعد جمال عبد الناصر والدكتور عزيز صدقى، كإن أبوه مات وجاله زوج الأم، وقرار إعادة تشغيل النصر للسيارات أسعدنى جدًا، وأفتكر لما عملنا شغلنا شركة النصر وعملنا أول سيارة كانت رمسيس، كوريا نفسها زارت المصنع علشان يشوفوا إزاى إحنا بنعمل السيارات.
وما رأيك فى مشروع الفكة الذى تحدث عنه الرئيس خلال افتتاح غيط العنب؟
-مشروع مهم جدًا، ويلم فلوس كتير، لكن محتاجين آلية للتنفيذ واضحة من الحكومة.
وكيف تابعت السخرية من هذا المشروع على السوشيال ميديا؟
- بتوع السوشيال ميديا دول جنرالات القهاوى، قاعدين يسخروا على كل حاجه، أنا مش مقتنع بالسوشيال ميديا تماماً، لإنك لو مشيت وراهم عمرك ما هترضيهم، دول عاملين زى جحا وحماره، وأنا من الناس اللى ملهاش أى حساب على الفيس بوك.
هل هناك تحامل على الرئيس السيسى؟
-نعم هناك تحامل من الثورة المضادة.
ومن هم أطراف الثورة المضادة؟
-بقايا الإخوان والمتعاطفين معهم، إلى جانب بقايا نظام مبارك، ووراهم قوى خارجية كتيرة، لإن ثورة 30 يونيو قضت على مخطط يهدف لتقسيم ثورة 30 يونيو إلى دويلات.
-
هل تؤيد ترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية؟
-طبعًا لو الرئيس السيسى رشح نفسه تانى هديله صوته.
وهل تؤيد ترشحه لفترة رئاسية ثالثة؟
لأ، احترامًا للدستور.
نعود للأزمة الاقتصادية، هل ترى أن رجال الأعمال فى مصر يقومون بدورهم تجاه البلد؟
-لأ طبعًا، صحيح فيهم ناس كويسين، لكن الأغلب خدوا من البلد أكتر بكتير من اللى إدوه ليها، ولازم أى حد خد حاجه مش من حقه الدولة تاخدها منه.
-
هل كلامك يشير إلى نوع من أنواع التأميم على بعض ممتلكات رجال الأعمال؟
-التأميم ده يعنى إنى باخد الحاجه وأدفع فلوسها، لكن حد خد حاجه مش من حقه، الدولة تدفع تمن لده ليه، واحد اغتصب حاجه لدى الدولة نأممها ليه، الحاجات دى لازم تُصادر.
هل لك أن توضح لى ذلك بأمثلة؟
-واحد خد أرض مش من حقه، واحد خد مصنع قطاع عام هدمه وعمله فندق أو باعه بالمتر، واحد خد شركة وضمها لشركة تانية، أو زى ما حصل فى مصانع أحمد عز للحديد، ده كله لازم يُصادر.
بمناسبة أحمد عز، رأينا رجل الأعمال يعود للمشهد مؤخرًا من خلال مقال له، ما رأيك فى ذلك؟
-عاوز أقوله كفاية اللى عملته فى البلد، كفاية استفزاز، أنا بشوف أحمد عز ده سبب أساسى فى انفجار الشعب المصرى فى 25 يناير، وبعدين عندى تحفظ من فكرة عدم محاكمة هذا النظام سياسيًا، لا أتخيل إن واحد زى زكريا عزمى اللى هو هامان عصر مبارك، فى الآخر بيُحاكم على إنه واخد فيلا ولا بتاع، وأنا بطالب بإعادة محاكمة أحمد عز وزكريا عزمى سياسيًا، وآخرين من رموز نظام مبارك.
فى سياق آخر أين التيار الناصرى السياسى؟
جمال عبد الناصر أكبر من أن يكون بداخل غرفة مغلقة، جمال عبد الناصر حالة شعبية.
هل أنت مقتنع بالتيار الناصرى السياسى؟
لأ، أنا مقتنع بالتيار الناصرى الشعبى وده بنشوفه بكل أزمة.
من السبب فى وراء تفكك ذلك التيار السياسى؟
-السياسيون أنفسهم، لأنهم ما أقنعوش المواطن.
هل كان حمدين صباحى سببًا من أسباب تفكك التيار الناصرى السياسى؟
- بالتأكيد طبعًا، بالانشقاق اللى حصل بتأسيس حزب الكرامة، وما حدث من محاولة اعتذار للإخوان فى 2010، وده كان شىء غير مقبول أبدًا، إزاى نروح نعتذر لناس حاولوا يغتالونا.
هل هناك سياسيين تاجروا باسم عبد الناصر؟
-ياه، كتير جدًا طبعًا.
هل منهم حمدين صباحى؟
-مش هقدر أجاوب على هذا السؤال.
ما رأيك فى البرلمان؟
-كان أداؤه فى قضية القمح ممتاز جدًا رغم كل الانتقادات التى تم توجيهها لهذا المجلس.
لمن تحب أن توجه إشادة بالبرلمان؟
-تكتل 25-30، وبيعجبنى أداء مصطفى الجندى.