بالصور.. الغجر يعيشون بين العزلة والترحال.. علاقتهم بالدولة "صفر"..يقدرون الأنثى ويحتفون بها.. ويحرمون الزواج من الأغراب.. يعيشون من عائد الصناعات اليدوية وضرب الودع ورسم الوشم
"صنايعية" البهجة الشعبية
"صنايعية" البهجة الشعبية
الأربعاء، 05 أكتوبر 2016 09:23 م
كتبت سمر سلامة - تصوير / محمد الحصرى
الرحالة أو الغجر يعيشون على هامش الحياة بين العزلة والترحال، تحكمهم عادات وتقاليد صارمة من الصعب التمرد عليها، لا يعنيهم كل ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا، يمارسون حياتهم ببساطة ودون تعقيد، يعيشون فى عالم وبيئة يحيط بها الغموض، لا يستطيع أحد تحديد عددهم على وجه الدقة وحتى الحكومة المصرية لا تمتلك أى حصر عددى لهذه الفئة، لأنهم يصرون على عدم الاندماج بالمجتمع لأسباب من الصعب تحديدها، قد يتحملوا هم جزء منها، وتتحمل الحكومات المتعاقبة أغلبها.
"برلمانى" يقتحم عالم الرحالة
وهو ما دفع عدسة موقع "برلمانى" لاقتحام هذا العالم، للوقوف على تلك الابتسامة التى لا تفارق وجوههم، والتعرف عن قرب على أبرز العادات والتقاليد التى تميز مجتمع الرحالة بمصر، حيث اصطحب مصور برلمانى الزميل محمد الحصرى والده أحمد الحصرى وعدسته لتصوير هؤلاء، وهو ما قوبل فى بداية الأمر برفض من جانبهم خشية أن يكون ذلك محاولة لإخلاء المنطقة منهم، فى ظل عداء الأهالى لهم، ومن المعروف أن الرحالة متواجدون بأغلب محافظات مصر، ويتنقلون إلى الأراضى التى يتم حصادها لكى تتغذى حيواناتهم على ما تبقى بها من زرع أو حشائش.
الرحالة يسكنون الخيام صيفًا شتاءً، لأن حياتهم لا تعتمد على الاستقرار، هم صناع البهجة الشعبية بالرقص والغناء، وهى جلسات السمر التى تنطلق مع غروب الشمس بأماكن تواجدهم، غذاؤهم بسيط لا يعرف أصنافًا كثيرة يشربون اللبن صباحًا، ويأكلون الباذنجان والجبن وأحيانًا الأرز والبطاطس المطبوخة مساءً.
علاقتهم بالدولة مقطوعة تمامًا فهم لا يسجلون أبناءهم فى سجلات الحكومة، ولا يتلقون أى رعاية صحية، أو تعليم، أو حتى دعم، رصدت الكاميرا مولد طفل لم يتخط يومه الرابع، ولدته أمه دون طبيب أو غيره، أو دون الحاجة إلى عملية قيصرية، فالأمر بالنسبة إليهم بسيط إلى حد الغرابة، فالمرأة فى الرحالة موهوبة ولا تحتاج أى مساعدة فى تخليص مولودها لخروجه إلى هذه الدنيا.
عادات الرحالة وأحلامهم بسيطة
وأحلام الرحالة بسيطة إلى حد الدموع، فالحاجة فتحية لم تتمنى سوى ثلاجة لحفظ الطعام الذى يفسد بحكم الحرارة وحياة الخلاء، وهذا الطفل الصغير الذى تمنى أن يحمل شنطة صباحًا متوجهًا للمدرسة مثل أقرانه.
الغجر يلبسون ما تصنعه أيديهم، يركزون على الأعمال اليدوية التى يبتاعونها ويعيشون من عائدها، ومن المحرمات لديهم أن يتزوج الغجرى خارج إطاره، فالغجرى لا يتزوج أبدًا من أغراب.
الودع جزء مهم من المهارات التى تتعلمها الفتاة الغجرية منذ طفولتها، بالإضافة إلى الرقص ودق الوشم، والغجر من عاداتهم إنجاب أطفال كثيرين حبًا فى العزوة ويحتفلون بولادة الأنثى احتفالا كبيرا لأنها سرعان ما تكبر وتتزوج وتلد ومن خلالها يزيد عددهم، يحلون مشاكلهم فيما بينهم بشكل ودى من خلال مجلس المغارمة، حيث يحتكم الخصمان إليه، على ألا يناقش أيًّا من الطرفين قرار المجلس، فهم لا يلجأون أبدًا إلى قانون الدولة.
عدسة "برلمانى"، رصدت أيضًا فرحة هؤلاء المنسيين البسطاء بمجرد حصولهم على صورة دون دفع مقابل، وطلبوا من الزميل المصور الحضور مرة أخرى لالتقاط صور لهم.