تباينت وجهات النظر بين أعضاء مجلس النواب حول إعلان الحكومة الاتجاه لتحويل الدعم إلى نقدى، وهو الأمر الذى أكده المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء خلال لقائه مع كبار الكتاب، انقسم النواب ما بين مؤيد ومعارض، وأكد عددا منهم أن ذلك الاقتراح يغلق الباب أمام الفساد فى حين رأى آخرين أن الدعم العينى أفضل بما يحقق الاكتفاء الذاتى للمواطنين.
إيهاب غطاطى: الدعم العينى نهب حقوق المواطنين ويشوبه الفساد ويجب التحول للنقدى
فى البداية، قال إيهاب غطاطى، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الزراعة بالبرلمان، إن اتجاه الحكومة للدعم النقدى أمر إيجابى ويجب وضع قاعدة بيانات لتحديد المحتاجين وعمل دراسة تضم من لهم الأولوية، لأن قطاعا كبيرا من المواطنين يصرف السلع دون وجه حق لأنه غير محتاج.
وأضاف "غطاطى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه يجب تنقية جميع البطاقات وتحديد الفئة المستهدفة والمستحقة للدعم، لافتا إلى أن هناك فسادا وإهدارا للمال العام فى منظومة الدعم العينى، حيث إن المواطن يصل له 50% من استحقاقاته فى حين أن الجزء المتبقى يتم نهبه.
جون طلعت يرحب بتحويل الدعم للنقدى: يجب خروج طبقة الأغنياء من منظومة التموين
ومن جانبه، رحب المهندس جون طلعت، عضو مجلس النواب وعضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، بإعلان المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء عن اتجاه الحكومة لدراسة تقديم الدعم المادى فى صورة تدريجية، مشددًا على ضرورة أن يتم إيجاد ضمانة تضمن وصوله للمستحقين.
وقال البرلمانى جون طلعت فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إنه يجب مراعاة فرق السعر فى أسعار السلع الأساسية مع تنقية ومراجعة منظومة الدعم والبطاقات التموينية وخروج طبقة الأغنياء منها بتحديد دخل معين ورفع سقف الاستحقاق، بحيث من يتعدى دخله الشهرى مبلغ معين يتم تحديده من خلال لجنة متخصصة.
وتابع عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، أن هناك فسادا ملحوظا يرتكبه عدد من تجار التموين، مشيرا إلى أن هناك تلاعبا فى المنظومة ويجب التصدى له.
أسامة شرشر: الدعم العينى فى منظومة التموين يحقق الاكتفاء الذاتى وأفضل من النقدى
بدوره قال أسامة شرشر، عضو مجلس النواب، إن منظومة السلع التموينية ونظام النقط بالبطاقة أفضل من الدعم النقدى لسهولة الرقابة والسيطرة عليها، خاصة وأنه من المحتمل أن يتم استغلال البدل النقدى فى شراء أمور استهلاكية بدل من السلع التموينية مثل المخدرات وخلافه.
وأضاف "شرشر" فى تصريح لـ"برلمانى" أن تطبيق الدعم المادى يتطلب دراسة واقعية عن الحالات المستحقة لضمان وصوله للمستحقين، مضيفًا: "الرقابة على الأسواق ومنع التلاعب بالنقاط يفيد المواطنين، لأن الدعم السلعى يحقق لهم الاكتفاء الذاتى".
محمود الصعيدى: يجب رفع الدعم عن الأغنياء واستمرار تقديمه للمستحقين فى صورة سلع
وفى سياق متصل، قال محمود الصعيدى عضو مجلس النواب عن دائرة أوسيم والوراق والقيادى بائتلاف "دعم مصر"، إنه يرحب باستمرار تقديم الدعم للمواطنين من خلال الدعم العينى فى صورة السلع التموينية مع مضاعفة المراقبة الدقيقة للمسؤولين عن منظومة الدعم لمواجهة الفساد فى تلك المنظومة والتى تتمثل فى وصول الدعم لغير مستحقيه.
وأضاف "الصعيدى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه لابد من رفع الدعم عن طبقة الأغنياء والميسرين والاكتفاء فقط بمحدودى الدخل والمستحقين فقط من المواطنين البسطاء على أن يتم وضع قواعد صارمة للمراقبة وتغليظ العقوبات على محتكرى السلع والمتلاعبين بالأسعار.
محمد أبو حامد: تطبيق الدعم المادى سيغلق الباب أمام الفساد وعلى الدولة أن تضع إجراءتها لمواجهة توابع تطبيقه
بينما، قال محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة التضامن بالبرلمان، إن الدعم المادى سيغلق الباب أمام فساد كبير، خاصة أنه من المعلوم أن الدعم العينى ووجود سلعة بتسعيرتين فى السوق مما يفتح الباب أمام التلاعب أمام التجار.
وأضاف أبو حامد فى تصريح لـ"برلمانى"، أن اتجاه الحكومة لتقديم الدعم فى صورة مادية أمر إيجابي، ولكن يشترط أن تأخذ فى اعتبارها التحديات التى ستواجهها فى تنفيذ هذا المقترح، وعلى سبيل المثال التضخم فى إجراءات الحكومة لمواجهة توابع تطبيق الدعم المادى، ويجب أن تكون جاهزة وعلى استعداد تام للتصدى للآثار والمخاطر التى قد تنتج من تطبيقه.