لأول مرة وبشكل علنى، شهدت ندوة "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى"، التى يديرها الإعلامى أسامة كمال، فى مؤتمر الشباب المنعقد بمدينة شرم الشيخ بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، الكثير من المصارحة والمكاشفة بين الإعلاميين والسيسى، حول المشهد السياسى والاقتصادى فى مصر ودور الإعلام فى حفظ الأمن والاستقرار وصناعة الثورة.
إبراهيم عيسى: لا يجب أن تكون مصر من الدول التى يسجن فيها كتاب بسبب قضايا الرأى
أكد الإعلامى إبراهيم عيسى، أنه لا يجب أن تكون مصر من ضمن الدول التى يسجن فيها أشخاص فى قضايا النشر، حيث يوجد 4 دول فى العالم يتم الحبس فيهم بسبب مثل هذه القضايا.
وأضاف عيسى، خلال الجلسة النقاشية "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى" ضمن فعاليات اليوم الثانى من مؤتمر الشباب الوطنى بشرم الشيخ بمشاركة الرئيس السيسى، "افرضوا غرامات، اوقفوا وسائلهم زى الدول المتقدمة فى العالم ولا يجب أن يطال إعلامى بسجن، أو كاتب بسبب قضايا رأى".
"عيسى": ثورة 30 يونيو لم تقم بالإعلاميين وعلينا التخلص من الوهم
أكد الإعلامى إبراهيم عيسى، فى كلمته بجلسة "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى"، ضمن فعاليات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، عدم فرض أحد لرأيه ووجهة نظره داخل البرامج الإعلامية، قائلا: "محدّش بيفرض حاجة على حد فى البرامج، والمفروض التعامل هو تعامل فريق إعداد كامل".
ونفى الإعلامى إبراهيم عيسى، فرض المعد على رئيس تحريره أو برنامجه شيئا لكسب مشاهدة أكثر، بسبب انتشار نوعية من الموضوعات على مواقع التواصل الاجتماعى، موضّحًا أن القصة كلها تكمن فى قرار من إدارة البرنامج كاملة.
وأوضح "عيسى"، أن هناك مشكلة كبيرة نتعرض لها منذ ثورة 25 يناير و30 يونيو، وهى اعتقاد الجميع أن وسائل التواصل صنعت الثورة، من حيث التحفيز والتحريض التى قادها مجموعة نشطاء، وحينما نجحت الثورة تصور الكل، من دولة ومواطنين، أنهم من صنعوا الثورة، ما أثرى وسائل التواصل الاجتماعى.
وأضاف إبراهيم عيسى فى كلمته: "نفس المشكلة حدثت فى 30 يونيو، واعتبار أن الإعلام التقليدى والفضائى لعب دورا كبيرا فى التحفيز والدعوة فى مواجهة الإخوان، وتصور الجميع بمن فيهم الدولة، أن القصة قصة إعلاميين، وما حدث من توهم فى 25 يناير و30 يونيو وهمان لابد من أن نتخلص منهما، 25 يناير لم تقم بوسائل التواصل ولا 30 يونيو قامت بمقدمى البرامج الذين صدقوا أنهم صنعوا الحدث، وهذا المفروض يرد إلى سلوك الإعلامى الصحيح".
وتابع "عيسى": "التأثير الصحيح للإعلام أن يحصل الناس على المعلومات والمعرفة، وتكوين رأى ومنطق، ومهمة الإعلام بكل وسائطه ووسائله أن يكشف الحقيقة ويرسخ الحرية، والإعلام المفروض يبقى صوت وصدى الرأى العام".
الدسوقى رشدى: الإعلام ينفق الملايين على الديكورات وينسى "المحتوى"
قال الإعلامى محمد الدسوقى رشدى، رئيس التحرير التنفيذى لجريدة اليوم السابع، إنه من حق الدولة أن تضع قانونا يمنع الآراء المتعددة أن تظهر إعلاميا، مضيفا: "وفى نفس الوقت من حقى أضع قوانين وضوابط تحمى طفلا صغيرا تعرض لحالة تحرش من الظهور فى التليفزيون دون أن يعاقب الإعلامى الذى ظهر به لكى يحتفل به لمدة 4 ساعات"، لافتا إلى أنه يجب حماية المجتمع من شهوة الإعلام حينما يتاجر به.
وأضاف رشدى: "نحتاج بدل إنفاق الملايين على الديكورات وننسى دائما الإنفاق على المحتوى، حيث فقدت مصر فن الإنفاق على المحتوى"، موضحا أنه شعر بالحزن وقت الأحداث التركية وجميع الشاشات تبحث عن خبير أو محلل يشرح ماذا يحدث فى تركيا، متسائلا: "من فى مصر حاليا يستطيع الكتابة عن الشأن الإفريقى كما كان قديما".
إبراهيم عيسى يقاطع متحدثا بمؤتمر الشباب.. والسيسى: "بتتكلموا عن توعية الناس"
شهدت ندوة تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى التى يديرها الإعلامى أسامة كمال، فى مؤتمر الشباب المنعقد بمدينة شرم الشيخ، مقاطعة الإعلامى إبراهيم عيسى للإعلامى إبراهيم الجارحى، عقب حديث الثانى وقوله "الساحة الإعلامية تشهد تجبر للإعلاميين، لأنه كما قال إبراهيم عيسى ظنوا فى أنفسهم أنهم ليسوا قادة رأى فقط ولكنهم قادة سياسيين، وهو يظن أن الكلام الذى يقوله بالبرنامج هو تيار سياسى فحتى المؤيد للدولة يتحول إلى نيران صديقة من مقدار هذه الثقة، وأنه يرى مصلحة الدولة أكثر من الدولة".
من جانبه رد إبراهيم عيسى، قائلا "مين اللى قال كده أنا قولت إنى شايف مصلحة الدولة أكثر من الدولة"، ليرد الجارحى: "لا يا فندم أنا بكمل كلامى"، مما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسى يضحك قائلا: "يا أستاذ إبراهيم وليكم كلكم أنتم بتتكلموا عن الرأى وتوعية الناس".
فى حضور السيسى.. إبراهيم عيسى يطالب بالعفو عن إسلام بحيرى
طالب الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، بالعفو عن إسلام بحيرى وأحمد خالد، مؤكدًا أن هناك كتاب وصحفيين مسجونون فى مصر بقانون العقوبات، مضيفًا: مافيش دولة فى الدنيا بتسجن فى جرائم النشر غير 3 أو 4 دول، للأسف كلها دول مستبدة وديكتاتورية، ولا يجب أن تكون مصر التى نحلم أن تكون دولة دستورية ديمقراطية من ضمن هذه الدول التى تسجن فى جرائم النشر.
وأضاف الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، خلال مداخلته بالجلسة الثانية للمؤتمر الوطنى الأول للشباب المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى: "عاقبوا كما يعاقب العالم المتحضر فرضوا عليهم غرامات مليون جنيه"، مؤكدا عدم وجود عقوبات سالبة للحرية فى الدول المتقدمة.
وعلق "عيسى" على مطالبة بعض الإعلاميين بعقوبات سالبة للحريات لبعض الصحفيين، قائلا: "من الصعب جدا أن يقف إعلاميون ليطالبوا بعقوبة سالبة للحرية لصحفيين وكتاب، إحنا المفروض نطلب بالعفو عن إسلام بحيرى وأحمد خالد، وعن كل هؤلاء .. مش نقول مزيد من التقييد".
السيسى لـ"الإعلاميين": "أنتم بتضروا مصر وفقدنا علاقتنا بدول بسبب الإساءة
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، كلامه فى ختام ندوة "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأى العام الشبابى"، للإعلاميين، قائلا "أنتم تضروا مصر جامد جدا من غير ما تقصدوا وبكلمكم كمسئولين عن بلد.. مش مجرد رأى عام بس"، مؤكدا أنه وجه العديد من الرسائل خلال العامين الماضيين عن هذه القضية.
وتابع الرئيس: "أنتم مسئولين عن مصر معانا.. وأنا معاكم ومستعد أجيب جرائد أنها كانت أحد أسباب زيادة سعر الصرف لأنها اتكلمت عن أخبار لا تمت للواقع بصلة والناس أخذتها على أنها مؤشر".
واختتم السيسى قائلا: "هناك دول فقدنا حميمية العلاقة السياسية معها نتيجة خروج أخبار من مصر تسئ للعلاقات معها".
مكرم محمد أحمد: انتقاد النظام ليس منحة.. والصحفى ليس زعيما سياسيا أو محرضا
أكد الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد، أن انتقاد النظام الحاكم ليس منحة من أحد، فذلك تاريخٌ من عذاب وتحرير وسقوط العشرات والزج بمئات الصحفيين فى السجون حتى تتمتع المهنة بهذه الحرية، مشيرا إلى أن تلك الحرية ليست الفوضى وإنما مسئولية، خاصة فى عالمنا الفقير الذى يحتاج الى الجهد والتوحد الوطنى، وأن نكون صوتا واحدا فى الشدائد، مؤكدًا أن التنوع مطلوب وضرورة، لكنه بالضرورة لا يعنى تفكيك المجتمع، ويجب التنوع فى الآراء مع الالتزام بالحرفية.
وأضاف الكاتب الصحفى، أن الصحفى ليس زعيما سياسيا، "واللى عاوز يبقى زعيم سياسى يسيب الصحافة"، مشددا على أن الصحفى ليس محرضا، فالصحفى ينشر وتكون لديه جرأة النشر ومن حقه أن يكون رئيس حزب سياسى ولكن هذا ضد المهنية ولا ينبغى أن يكون صحفيا.
وانتقد الكاتب الكبير وسائل التليفزيون المصرية الخاصة، قائًلا: "وسائل التليفزيون المصرية الخاصة يحكمها فقط أصحابها ومجموعة من الماليين لهم حقوقهم، وتفتقد إلى الميثاق الأخلاقى لكن الصحفيين لديهم ميثاق شرفى، وما نراه فى محطات التليفزيون الخاصة ينبغى أن تسارع الدولة فى إنشاء نقابة للاعلاميين وإصدار ميثاق شرف يحكم الإعلام، مضيفا: :"بقى أنت تيجى على صحفى غلبان تحبسه وكل اللى بيقرأه عدد صغير وسايب هذه المساحات الشاسعة بدون نقابة وضوابط أخلاقية حتى الآن، وأطلب من السيد الرئيس سرعة إصدار القوانين المحددة للجهات التى سوف تشرف على تنفيذ الصحافة، ولا ينبغى أن نضع العربة أمام الحصان"، مؤكدا أن قانون الإعلام الموحد لن يحل كل المشكلات.
فى الختام.. السيسى يصافح مكرم محمد أحمد بعد انتهاء الجلسة النقاشية
حرص الرئيس السيسى، على مصافحة الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، وذلك بعد الانتهاء من الجلسة النقاشية بمؤتمر الشباب المنعقد بمدينة شرم الشيخ.