ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء نقلاً عن صحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية، أول أمس الأحد، أن وزارة الداخلية الألمانية تريد منع المهاجرين من الوصول إلى ساحل أوروبا المطل على البحر المتوسط من خلال اعتراضهم فى البحر وإعادتهم إلى دول أفريقية من بينها تونس ومصر.
وفيما سيكون تحولاً كبيرًا بالنسبة لبلد يطبق واحدة من أكثر السياسات سخاء فى مجال اللاجئين، تقول الوزارة إنه يجب على الاتحاد الأوروبى انتهاج نظام على غرار النظام الأسترالى يتم بمقتضاه إرسال المهاجرين الذين يتم اعتراضهم فى البحر إلى مخيمات فى دول ثالثة للنظر فى طلبات لجوئهم.
ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم الوزارة قولها: إن «استبعاد احتمال الوصول إلى الساحل الأوروبى، قد يقنع المهاجرين بتجنب القيام بهذه الرحلة التى تنطوى على تهديد للحياة بالإضافة إلى أنها مكلفة فى المقام الأول.
ويدعو اقتراح الوزارة إلى إرسال المهاجرين الذين يتم اعتراضهم فى البحر المتوسط، والذين جاء معظمهم من ليبيا إلى تونس أو مصر أو دول أخرى بشمال أفريقيا لتقديم طلب للجوء من هناك، وإذا قُبلت طلباتهم للجوء يمكن نقل المهاجرين بسلام إلى أوروبا وقتئذ».
"العرابى": لمصر الحق فى رفض مقترح "ألمانيا"
بدوره قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية، إن مصر من حقها رفض مقترح ألمانيا بإرسال المهاجرين غير الشرعيين إليها، خاصة وأن مصر لا تتلقى أى مساعدات مثل تركيا للمساعدة فى إيواء اللاجئين.
وأضاف العرابى لـ"برلمانى" أن علاج مشكلة اللاجئين لا يتم بهذه الطريقة وإنما يتم من خلال علاج السبب الرئيسى لتفاقمها وهى الإرهاب وعدم الاستقرار فى بعض بلاد المنطقة، قائلا: "الغرب لا يعرف كيف يعالج المرض ويحاول فقط علاج اﻷعراض".
داليا يوسف: مقترح ألمانيا بإرسال المهاجرين لمصر وتونس غير منطقى
وأكدت داليا يوسف عضو لجنة العلاقات الخارجية ورئيسة جمعية الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية، إن مقترح ألمانيا بإرسال المهاجرين إلى مصر وتونس غير منطقى.
.jpg "داليا يوسف (2)")
وأضافت داليا يوسف لـ"برلمانى" أن مصر بها 5 ملايين لاجئ، من دول كثيرة من ضمنها سوريا والسودان، وجيبوتى، والعراق، وليبيا، وأن مصر تشاركهم المعيشة ومواردها المحدودة بالرغم من التحديات التى نواجهها.
وأوضحت أن استقبال مزيد من اللاجئين يحتاج إلى قرارات سيادية، لأنه سيمثل تحدى اقتصادى كبير.
وأشارت داليا يوسف إلى أن أى قرارات يتم اتخاذها فى هذا الشأن تكون إما بناءً على اتفاقيات دولية، أو اتفاقيات ثنائية بين الدول، حتى نتأكد أن الدول لديها قدرة على استيعاب هؤلاء اللاجئين.
"مارجريت عازر": "ما ممكن تصدر لنا "داعش"
من جانبها قالت مارجريت عازر، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن اقتراح ألمانيا باعتراض المهاجرين فى البحر وإعادتهم إلى دول أفريقية من بينها تونس ومصر، أنه من حق ألمانيا أن تحدد قانون فى شأنها ما يخصها وشؤونها ولكن أن تردهم لدولتين بعينهم فهذا يستلزم وجود اتفاق دولى مشترك.
وتابعت فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلة: "مش من حقها تقول يرجعوا مصر وتونس خاصة وأن اللاجئين لهم دولتهم ليه تردهم لبلد تانية، وبعدين إيه الضمانة فى اللى هتصدرهم ألمانيا ما يمكن تصدر داعش ويكونوا خطر على الأمن القومى".
وتوقعت "عازر" أن مصر لن تقبل بهذا خوفا على معايير تخص الأمن القومى للدولة، موضحة أنه الأمر له أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية ويحتاج لدراسة جادة.
كمال عامر: اقتراح ألمانيا بتسفير المهاجرين لمصر يحتاج للنظر فى الموقف القانونى الدولى
وفى السياق ذاته، أكد اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى، أن اقتراح ألمانيا باعتراض المهاجرين فى البحر وإعادتهم إلى دول أفريقية من بينها تونس ومصر، يحتاج للنظر إلى الموقف القانونى الدولى ومدى قانونية اعتراض سفن فى البحر.
.jpg "كمال عامر (6)")
وأشار فى تصريحات لـ"برلمانى"، إلى أنه من المؤكد أن ذلك المقترح سيكون محل دراسة لدى الدولة، موضحًا أنه من حيث الأمن القومى فإن أى مهاجرين يأتوا من الدول الشقيقة فالدولة تعظيهم حقوقهم كاملة، فمصر لديها 5 ملايين لاجئ منهم سوريا وليبيا والعراق، ويقتسمون مع الشعب المصرى إمكانيتهم.
