ظاهرة جديدة تحت قبة البرلمان انتشرت بطريقة مفاجئة على مدار الأيام القليلة الماضية تمثلت فى إعلان عدد من النواب عن تشكيل ائتلافات برلمانية جديدة بلغت حوالى 3 تحالفات حتى الآن، والبداية كانت مع النائب أسامة شرشر الذى أعلن عن تكتل جديد تحت مسمى "حق الشعب"، وأكد وصول عدد المنضمين له لـ 70 عضوا بالبرلمان.
وفى الوقت ذاته أعلن النائبان إيهاب غطاطى ومحمود بدر تكوين ائتلاف برلمانى تحت اسم "نواب الشعب المصرى"، ويضم مجموعة من النواب بالإضافة إلى ما كشفه مؤخرا النائب مصطفى بكرى عن مساعيه لتكوين لائتلاف برلمانى يحمل إسم " الوطن" ويضم أحزاب وشخصيات مستقلة.
خبراء سياسيون ونواب سابقون وحاليون يفسرون تلك الظاهرة التى شهدها البرلمان مؤخرا، حيث أكدوا أنها ظاهرة صحية وجيدة لخدمة البرلمان، ولكن أغلبها تكوينات مصلحية، وإن لم يكتمل تشكيلها سيصبح ائتلاف دعم مصر أقوى من الأول وتصبح أهدافهم وتشكيل الائتلاف بمثابة فرقعة إعلامية.
عمرو هاشم ربيع: لو لم يكتملوا سيصبح دعم مصر أقوى من الأول
فى البداية، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن سعى بعض النواب لتشكيل ائتلاف برلمانى تعد محاولات للانتهاء من حقبة نظام مبارك وسيطرة حزب واحد مهيمن على البرلمان "حزب الدولة"، متابعا أن ائتلاف "دعم مصر" بدأ بتجمع انتخابى فى حب مصر ثم تحول لائتلاف برلمانى ولم ينجح لأسباب عديدة فى أن يكون حزب السلطة أو حزب الرئيس.
وأضاف هاشم ربيع، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن من ضمن أسباب عدم نجاح دعم مصر فى أن يكون حزب السلطة سبب دستورى لعدم وجود إمكانية لتكوين حزب للرئيس، بالإضافة إلى أن الشعب خرج من الحزب الوطنى فلا يريد أن يلقى أمامه حزبا وطنيا جديدا ولا نريد تكرار تجربة الاتحاد الاشتراكى والجميع يتحول له ويحصل على كارنيه كى يحصل على منافع وخلافه.
وتابع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسة والاستراتيجية، أن مشاركة نواب دعم مصر فى تلك الائتلافات تعد تفكيكا لدعم مصر، متابعا: "إذا لم يتم اكتمال تشكيل هذه الائتلافات، واستكمال النسبة المحددة بلائحة المجلس بعد الجعجعة دى كلها، سيصبح دعم مصر أقوى من الأول".
برلمانى سابق: السعى نحو تشكيل ائتلافات برلمانية ظاهرة إيجابية ولكن أغلبها تحالفات مصلحة
ومن جانبه، قال جمال زهران الخبير السياسى وعضو مجلس الشعب السابق تعليقا على قيام بعض النواب فى الفترة الأخيرة بالإعلان عن تشكيل ائتلافات برلمانية، إن ليس هناك ملامح سياسية وفكرية لتلك التكتلات ولا تمتلك رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية، متابعا إن جاز التعبير فهناك تحالفات مصلحية مثل الحزب الوطنى وكان لا يمتلك رؤية واضحة تستطيع من خلالها الحكم حول ما إذا كان "يمينى أم يسارى أم ليبرالى".
وأضاف "زهران" فى تصريح لـ"برلمانى" أن أغلب تلك التحالفات مصلحية ويلعبون أدوار لحسابهم الشخصى ولا يوجد لديهم تغليب للصالح العام حيث إن أغلبها لديها المزج بين كل الاتجاهات وفى النهاية تؤيد الحكومة، متابعا: أن فى حد ذاتها ظاهرة إيجابية لأنه مع عنصر الوقت والممارسة تتكون الائتلافات وتكون رؤية.
علاء عبدالمنعم: الفشل سيكون دليلا على أنها دعوات للفرقعة
بدوره، قال النائب علاء عبد المنعم، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، والقيادى السابق بالائتلاف - تعليقًا على تواتر أخبار عن تشكيل 3 ائتلافات برلمانية جديدة - إن أى ائتلاف يتكون وفقًا للائحة الداخلية للمجلس، وبمشاركة 150 نائبًا، مع الالتزام بأن يكون التمثيل من 15 محافظة، هو دون شك إضافة جديدة وقوية للبرلمان، والعبرة بتكوينه فعلاً، وتحقيق اشتراطات لائحة البرلمان.
وأضاف "عبد المنعم" - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الثلاثاء - أن من لم يستطع تشكيل الائتلاف، ممن أعلنوا عن نيتهم تأسيس ائتلافات برلمانية جديدة، سيكون هذا دليلاً على أن تحركاتهم كلام إنشائى و"شو" يهدف للفرقعة الإعلامية.