بالفيديو والصور.."دورة وزفة" وفرحة الأطفال أبرز مشاهد الاحتفال بالشهيد بالرزيقات.. القساوسة يستقبلون المهنئين فى الدير.. والنواب يشاركون برفقة كبار عائلاتهم للتأكيد على الحب والمودة
غدا ختام مولد مارجرجس بالأقصر
غدا ختام مولد مارجرجس بالأقصر
الأربعاء، 16 نوفمبر 2016 04:05 م
الأقصر – أحمد مرعى
24 ساعة تفصل الآلاف من أبناء الأقباط عن نهاية احتفالاتهم بمولد الشهيد العظيم مارجرجس، فى الدير الذى يحمل اسمه بمنطقة جبل الرزيقات غربى محافظة الأقصر، وهى المناسبة التى توافق ذكرى تكريس أول كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس فى مدينة "اللد" بفلسطين، وكانت أبرز تلك المشاهد من الاحتفالات على مدار 6 أيام مضت الدورة والزفة اليومية التى تخرج بالترانيم والأناشيد والعظات لكبار القساوسة والآباء والكهنة بالدير يلتف حولهم الآلاف من أبنائهم فى مشهد مميز للغاية.
أما الأطفال الذين حضروا مع العشرات مع ذويهم لحضور احتفالات دير مارجرجس بالرزيقات غرب الأقصر، فيتجمعون بصورة يومية بجوار جدران وبوابات الدير وهم يلهون ويلعبون وينشدون الترانيم التى يتم غرسها فى قلوبهم من الصغر لكى تظل راسخة معهم لسنوات مقبلة، وذلك لكى يسيروا على درب آباؤهم فى زيارة الدير خلال المولد سنويا.
وبالنسبة للقيادة الشعبية بمحافظة الأقصر فلم تفت الفرصة للتأكيد على أواصر وأسمى معانى الحب المشترك بين المسلمين والأخوة الأقباط ونظموا زيارات بصورة يومية ضمت محمد بدر محافظ الأقصر، واللواء عصام الحملى مدير الأمن، وكافة مديرى المديريات المختلفة الذين يقدمون الخدمات التى يحتاجها كافة رواد الدير خلال فترة الاحتفالات، وكذلك يتوافد كل عضو مجلس شعب برفقة أبناء وكبار مدينته التى ترشح عنها للتأكيد على المودة والمحبة المشتركة بين أبناء الوطن الواحد.
وفى هذا الصدد يقول مصطفى حرز الله أحد شباب الأقصر، والذين نظموا عدة زيارات لتهنئة إخوانهم الأقباط بأعيادهم ومولد الشهيد العظيم مارجرجس، أن مصر وطن واحد يحمل بين طياته المسلمين والأقباط وجميعهم أمام الوطن سواء، وكما يقوم الأخوة الأقباط بخالص التهانى القلبية فى كافة أعياد ومناسبات المسلمين، كان لزاما عليهم جمع أنفهم والتوجه بصورة متكررة لتهنئة الأخوة الأقباط بأعيادهم.
ويضيف مصطفى حرز الله، الذى كان ممثلا لمحافظة الأقصر فى المؤتمر الوطنى للشباب بحضور الرئيس بشرم الشيخ، أن الدين لله والوطن للجميع، ومصر لن تحقق الريادة إلا بالوصول لأعلى درجات التلاحم بين أبنائها المسلمين والأقباط بالحب والخير والجمال، وهى الفضائل السماوية التى أكد عليها الله جل جلاله فى كافة الكتب والأديان السماوية، ولذلك فهم سيحضرون الليلة الختامية ويهنئون إخوانهم الأقباط مرة آخرى فى نهاية احتفالاتهم بمولد الشهيد مارجرجس بالرزيقات.
ويقول الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، أنهم تلقوا عشرات الوفود من الإخوة المسلمين لتقديم التهانى القلبية بحلول مولد الشهيد مارجرجس، مؤكدا على أن الاحتفالات مستمرة للأقباط بدير مارجرجس حتى الليلة الختامية، حيث تمت تهيئة ما يزيد عن 5000 خادم لتنظيم دخول وخروج الزوار من وإلى الدير.
ويضيف الأنبا مرقص أن لاسم مــارى جرجس معانى وله ألقاب، فهى تعبير سريانى معناه القديس جرجس وهذا التعبير السريانى هو الذى أصبح سائدا بين الشعب القبطى وفى الاستعمال الكنسى، وهو يتكون من مقطعين "مار" كلمة سريانية معناها سيد، و"جرجس" هو الاسم الذى اعترف به فى فلسطين، ومن ألقابه مارجرجس الملطى نسبة إلى مدينة مالطة موطن آباء القديس وأجداده، وهى تقع فى إقليم كبادوكية بأسيا الصغرى (تركيا حالياً) ولذلك يطلق عليه احياناً اسم مارجرس الكبادوكى، وكذلك "جيؤرجيوس" وهى من الأصل اليونانى وترجمته عربيا: فلاح أو عامل فى الأرض، وقد دبرت عناية الله أن تكون أعمال هذا المغبوط وجهاداته مطابقة لاسمه، فقد فلح فى حقل الملكوت واشتغل فى كرم الرب، ولقب "مارجرجس الفلسطينى" لأن والدته كانت من مدينة اللُد بفلسطين، و"مارجرجس الكبير" تميزاً له عن القديسين الآخرين الذين لهم نفس الاسم، و"مارجرجس الرومانى" لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الرومانى كاملة، وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر عام 212م، والذى ينص منح الجنسية الرومانية لجميع سكان الإمبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين، و"سان جورج" وهو الاسم الذى يعرف به القديس فى الكنيسة الغربية، و"أمير الشهداء" وهو أشهر لقب للقديس وقد أعطاه له السيد المسيح نفسه، و"سريع الندهة" وهو اللقب الشعبى المعروف به القديس، و"كوكب الصبح المنير" كما فى كصولوجية الذكر.
ويقع دير مارجرجس بالرزيقات على مسافة 13 كم جنوب أرمنت و5 كم جنوب غرب قرية الرزيقات، وأقرب قرية له هى الرزيقات فقد اعتاد الأقباط إلصاق اسم القرية باسم الدير حتى يكون معروفاً عن باقى أديرة مار جرجس الأخرى فى مصر فأطلق عليه أسم دير مارجرجس بالرزيقات، والدير مستطيل الشكل وتحيط به الأسوار المرتفعة من كل جانب، والزائر عندما يأتى من الخارج يقابله بوابة كبيرة تغلق على الدير بالكامل، ثم عندما يدخل من هذه البوابة يجد أمامه شارع ضخم يقسم الدير إلى نصفين فى نهايته فوجد بوابة أخرى مرتفعة عن الأرض وفى نهايتها الكنيسة.
ويوجد داخل الكنيسة ستة وهى الهيكل الرئيسى باسم القديس مارجرجس شفيع الدير، وهيكل باسم الأنبا متاؤس الفاخورى، وهيكل باسم الأنبا أنطونيوس، وهيكل باسم السيدة العذراء، وهيكل باسم الملاك، وهيكل الشهداء، وصحن الكنيسة، ولها ثلاث أبواب الباب الرئيسى يفتح من الناحية البحرية والباب الثانى من جهة الغرب، والباب الثالث من جهة الجنوب، وفى 1/6/1985 قرر المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث قانونية رهبانية دير مارجرجس بالرزيقات واعتباره من الأديرة العامرة، وذلك بعد توقيع أعضاء المجمع المقدس على وثيقة الاعتراف الكنسى بعودة الحياة الرهبانية إلى هذا الدير، وصار من الأديرة الرسمية فى الكنيسة القبطية الدير الحادى عشر، ويضم الدير مكتبة دير الشهيد العظيم مارجرجس، وهى تعتبر منارة للمنطقة فهى توفر الكتب الروحية والشرائط الكاسيت وشرائط الفيديو والهدايا التذكارية، وكذلك المجمع الذى يقوم بتوفير الوجبات الغذائية لجميع زوار الدير على مدار العام، كما أنه يقوم بتوفير الغذاء لأكثر من سبعة آلاف خادم يوميا أثنا العيد، وهذه عادة فى جميع أديرة مصر عقب القداس الإلهى تقوم بتقديم وجبة إفطار من الدير إلى جميع زوار الدير مهما كان عددهم وتقدم لهم على موائد خاصة ملحقة بالمجمع.