كتبت منة الله حمدى
تناولت وسائل الإعلام مؤخراً تجديد جماعة الإخوان حديثها عن المصالحة مع الدولة المصرية، متجاهلة ما يكنه الشعب المصرى بداخله من كراهية لهذه الجماعة التى تسببت فى إنشاق الصف وكادت أن تفتك بالدولة المصرية وتنحدر بها للهاوية .
"برلمانى" أجرى حواراً مع الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، والخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية؛ والذى غرد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قائلاً: "لم تكن هناك خصومة من آدم ضد إبليس، ولكن الخصومة كانت من إبليس ضد آدم، فهل يمكن أن يحدث صلح بين أبناء آدم وإبليس؟!!، هذا صلح مستحيل"، وإلى نص الحوار.
فى بادئ الأمر لماذا جددت هذه الدعوات من قبل الجماعة للمصالحة فى هذا التوقيت تحديداً؟
الجماعة جددت دعواتها للمصالحة فى هذا التوقيت بسبب التغير الذى حدث فى النظام الدولى؛ حيث الانتخابات الأمريكية وما أسفر عنها من خسارة للمرشحة "هيلارى كلينتون" ونجاح المرشح "ترامب"، وهذه نتيجة غير متوقعة بالنسبة لجماعة الإخوان، حيث إنها كانت تراهن على فوز "هيلارى كلينتون" التى كانت تعد أكبر داعم لجماعة الإخوان والتى كانت تديرها إدارة حقيقة فى الفترة الأخيرة .
وبعدما جاء الرئيس المنتخب "دولاند ترامب" وبدأ فى إطلاق تصريحاته، أدركت الجماعة أنه فى الفترة المقبلة وعلى المستوى الدولى لن يُسمح لهم بأى حركة أو وجود أو أى شكل ضاغط على الحكومة المصرية، لذلك تغير منهج قيادات الإخوان وبدأت الجماعة فى طرح مسألة الصلح والوساطة عبر دول أخرى كتركيا التى تتحدث مع المملكة العربية السعودية من أجل أن تقوم المملكة بدورها فى المصالحة، ولكن هذا يسير فى اتجاه والشعب المصرى يسير فى اتجاه آخر تماماً يرفض هذا الصلح .
ما هو موقف الدول الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين كتركيا وقطر من المصالحة؟ وما هى مصلحتهم من هذا الصلح؟
تسعى هذه الدول "تركيا وقطر" للصلح بين جماعة الإخوان المسلمين والدولة المصرية لأنفسهم أولاً،حيث إنهم لو استطاعوا تمرير صلح ما بين جماعة الإخوان والشعب المصر، يمكن أن تكون تمهيداً للصلح بين الدولة المصرية ودولتى قطر وتركيا .
هل إلغاء أحكام الإعدام ضوء أخضر للمصالحة بين الجماعة والدولة المصرية؟
محكمة النقض لم تخفف أحكام فما حدث أن هناك أحكام صدرت بإعدام أو أشغال شاقة مؤبدة، ثم عرضت على محكمة النقض لترصد سلامة التسليم هل القاضى كتب الحكم بشكل سليم متفق مع القانون أم فيه مخالفة، فإذا وجدت أنه كتب الأسباب بشكل مخالف ترجع القضية مرة أخرى لمحكمة الجنايات لتنظرها مرة أخرى من جديد .
هل فكرة تجديد المصالحة تلغى فكرة عودة مرسى مرة أخرى من داخل الجماعة؟
جيل كبار السن من الجماعة الإخوانية فوق سن الـ40 مؤمن إيماناً تاماً أن مرسى لن يعود مرة أخرى، وأن زمنه انتهى للأبد وزمن وجود الإخوان فى الحكم انتهى على المدى القريب، ولن تستطيع أن تعيد الكرة للوصول إلى الحكم مرة أخرى إلا بعد 50 عاماً ،فهم مدركين هذا الكلام جيداً.
المشكلة هنا فى شباب الإخوان الأقل من الـ40 عاماً، فهم يعيشون على أمل ويقين بأن مرسى سيعود مرة أخرى، وهذا سببه تحفيز كبار الجماعة للشباب لرفع معنوياتهم؛ فكانوا يوهمونهم بأنه سيعود، وهم الآن غير قادرين على إزالة هذه الأفكار من عقولهم، وبالتالى هناك كيانان داخل الجماعة متناقضان، كيان على يقين أن مرسى سيعود وهو الأكثرية الغالبة ويمثل 70% من جماعة الإخوان، لذلك طرح فكرة المصالحة داخل الجماعة تلقى معارضة شديدة من الغالبية العظمى من الإخوان .
ما هو مدى استفادة الجماعة من الترويج لفكرة المصالحة وهم يعلمون تماماً أن الشعب رافض لها ؟
الترويج للمصالحة عبر وسائل الإعلام المختلفة هو أكبر ضرر يصيب المجتمع المصرى فى الفترة الحالية، والجرى وراء مثل هذه التصريحات هو أمر فى منتهى الخطورة، وإذا حدث تصالح مع الجماعة سيصيب المجتمع المصرى بأكبر ضرر وانقسام، ومن يدعو إلى هذه المصالحة يدرك تمام الإدراك أنه إذا تم تمرير هذا التصالح وقبلته الدولة المصرية سيعمل على تدمير المجتمع المصرى كاملا؛ فسوف ينقسم على نفسه الانقسام الأكبر عبر التاريخ .