على مدار العام الحالى أثبتت مصر أن هناك تغيرًا جذريًا فى سياستها تجاه القارة الأفريقية، مع تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسى الدائمة على أن مصر تعتز بانتمائها للقارة الأفريقية.
"تعود إليكم مصر ولديها ما تحكى عنه بكل فخر واعتزاز وكلها ثقة أن ما مرت به من صعاب رصيد مشترك للشعوب الأفريقية جميعا"، هذا ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أول مشاركة له فى القمة الأفريقية خلال عام 2014، ومنذ هذه المشاركة أثبتت مصر من خلال أفعال واضحة اهتمامها بالعودة إلى القارة الأفريقية.
إصرار مصر على التواجد داخل القارة الأفريقية أثبته أكثر من موقف للقيادة السياسة المصرية بداية من حرصها على المشاركات فى مختلف المؤتمرات الأفريقية، والعمل على استضافة العديد من الفعاليات.
القمة العربية الأفريقية.. بقاء مصر رغم انسحاب 9 دول
شاركت مصر فى القمة العربية الأفريقية التى عقدت خلال الشهر الجارى فى مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، على مستوى رئاسى حيث شارك الرئيس السيسى ولم يكتف بتمثيل الوفد الوزارى المصرى.
ورغم أن القمة شهدت القمة مقاطعة 9 دول عربية، هى المغرب التى قادت المقاطعة، وتضامنت معها السعودية، والإمارات، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان، والأردن، واليمن، والصومال، احتجاجًا على إصرار الاتحاد الأفريقى على مشاركة جبهة "بوليساريو"، التى تتنازع مع المغرب حول الصحراء الغربية، إلا أن مصر قررت المشاركة فى القمة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، إن الرئيس تابع الاتصالات التى جرت قبل انعقاد القمة لمحاولة إيجاد مخرج لأزمة مشاركة جبهة "بوليساريو" التى لا تعترف بها مصر، لكنها تحظى بوضعية دولة عضو بالاتحاد الأفريقى، موضحًا أن مشاركة القاهرة جاءت من منطلق المسؤولية الخاصة التى تضطلع بها كدولة عربية أفريقية.
استضافة مصر للبرلمان الأفريقى
بمجرد عودة مصر لعضويتها فى البرلمان الأفريقى، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى دعوة لرئيس البرلمان لاستضافة إحدى دوراته فى مدينة شرم الشيخ.
ونجحت مصر فى استافة البرلمان الأفريقى فى شهر أكتوبر خلال احتفالية الـ150 عام برلمان، خلال الفترة من 10 حتى 19 أكتوبر.
وفى ختام المؤتمر أكد روجيه أنكودو رئيس البرلمان الأفريقى، على نجاح مصر فى تنظيم المؤتمر، قائلا: "لقد فتحت لنا مصر أبوابها خلال هذه الدورة وأثبتت كرمها، وأوجه الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وإلى جميع الشعب المصرى، وذلك للمشاعر النبيلة والطيبة التى أبدوها لكل ممثلى الدول الأفريقية التى جاءت للمشاركة فى هذا المؤتمر ".
وأضاف رئيس البرلمان الأفريقى "فى البداية كنا متخوفين من مسألة الأمن، ولكن ما أقوله اليوم إننا فى بلد الأمن والأمان، وفى أرض الله أرض عبد الناصر والسادات، واليوم هى أرض الرجل العسكرى الشجاع عبد الفتاح السيسى، الرجل الذى يخدم شعبه الذى يخدم العالم وأفريقيا، من خلال جيش على درجة عالية من الكفاءة تحمل مسؤولية مكافحة الإرهاب والإرهابيين ".
بعد غياب دام لسنوات، تعود مصر مجددًا إلى القارة السمراء، عبر بوابة مؤتمر اقتصادى واضعة العلاقات التجارية والاستثمارات فى أفريقيا على أولوياتها، وبينما ثمنت أحزاب مصرية توجه الدولة الجديد واعتبرته بمثابة استعادة الدور الريادى والتاريخى للبلاد بالقارة، حذر محلل سياسى فى تصريحات لـ"برلمانى" من التغلغل الإقليمى والدولى للهيمنة على الاقتصاد الأفريقى.
واختتمت أعمال منتدى الاستثمار الأفريقى، الأحد، بمدينة شرم الشيخ (شرق البلاد) بمشاركة ما يزيد عن 1500 شخص، وافتتحه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى و6 رؤساء أفارقة، بهدف تعزيز التجارة والاستثمار فى القارة الأفريقية بما يسهم فى تحقيق تنمية شاملة وتكامل اقتصادى فى القارة.
استضافة مصر لمؤتمر الكوميسا
استضافت مصر يومى 20 و21 فبراير بمدينة شرم الشيخ مؤتمر الكوميسا، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى.
حيث شارك فيه نحو 53 متحدثًا، ورؤساء دول الكوميسا كمتحدثين، من بينهم رؤساء الجابون، وكينيا، وغانا، ونيجيريا، ورواندا، وجنوب أفريقيا، وتنزاينا، وعدد من الوزراء الأفارقة، وعدد من المتحدثين، منهم الدكتور محمد العريان الاقتصادى العالمى، ووزير الاستثمار أشرف سالمان، ووزير الخارجية سامح شكرى، وأحمد هيكل رئيس شركة القلعة، وعدد من المتحدثين العرب.
القمة الأفريقية فى روندا
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى القمة الأفريقية العادية السابعة والعشرين التى عقدت فى العاصمة الرواندية كيجالى فى شهر يوليو الماضى .
وأكد أن المشاركة تأتى فى إطار الأولوية التى توليها مصر لتعزيز مشاركتها فى العمل الأفريقى المشترك وتطوير علاقاتها بمختلف الدول الأفريقية، إيمانًا منها بوحدة المصير وضرورة العمل على تضافر جهود دول القارة من أجل دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يلبى طموحات الشعوب الأفريقية، فضلاً عن تعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار وتسوية المنازعات القائمة بعدد من الدول الأفريقية .
القمة الأفريقية بأديس أبابا
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اجتماعات القمة الأفريقية فى دورتها الرابعة والعشرين فى أديس أبابا فى يناير الماضى، وكانت الزيارة هى الأولى من نوعها للرئيس السيسى فى إثيوبيا واستمرت ثلاثة أيام.
مصطفى الجندى، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية قال إن السياسة المصرية تجاه أفريقيا شهدت تغيرًا جذريًا فى عهد الرئيس السيسى، لافتا إلى أن ذلك لم يحدث فيما سبق.
وأضاف عضو مجلس النواب، لـ"برلمانى" القيادة السياسية المصرية والرئيس السيسى وضع نصب أعينه التعاون مع مختلف الدول الأفريقية، والعجلة لن تعود للوراء.
ولفت "الجندى" إلى أن سياسة السيسى تجاه القارة تمثلت فى أفعال واضحة، وأهمها استضافة مصر للبرلمان الأفريقى، والذى جاء بناءً على دعوة منه شخصيا، فضلا عن لقاءاته برئيس البرلمان الأفريقى أكثر من مرة، مؤكدا على أن القارة الأفريقية تم إهمالها على مدار أعوام حكم مبارك، لافتا إلى أن السيسى حاليا يصلح ما أفسده النظام السابق.
"باشات": السيسى لديه خطة طموحة للقارة
فى حين قال حاتم باشات عضو لجنة الشؤون الأفريقية، إن الرئيس السيسى لديه خطة طموحة تجاه القارة الأفريقية وبدأ فى تفعيلها منذ توليه الرئاسة.
وأضاف "باشات" لـ"برلمانى" أن إصرار السيسى على البقاء فى القمة العربية الأفريقية الأخيرة رغم انسحاب الدول، كان رسالة واضحة باعتزاز مصر بالقارة الأفريقية، مشيرا إلى أن تعامل القيادة السياسية المصرية فى الملف الأفريقى شهد تغيرا، فضلا عن كون السيسى نجح فى التعامل بعقلانية فى مختلف الملفات الشائكة وعلى رأسها ملف سد النهضة.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن الاهتمام بالقارة الأفريقية جاء على مستوى الرئاسة، والبرلمان، لافتا إلى ـن عودة مصر للبرلمان الأفريقى بعد انقطاع دام 3 سنوات، كانت خطوة مهمة، وتشكيل لجنة مستحدثة للشؤون الأفريقية فى المجلس كان دليل أقوى على تطوير علاقتنا بمختلف الدول الأفريقية.