من اعتدى على الإعلاميين فى "البطرسية"؟

فى مشهد لم نكن نحب أن يحدث فى محيط الكاتدرائية، تكررت وقائع الاعتداء على الإعلاميين الذين حاولوا تغطية الحدث، حيث شهد محيط الكاتدرائية قيام بعض الشبان الغاضبين بالتعدى على الإعلامى أحمد موسى، والإعلامية لميس الحديدى، وكذلك ريهام سعيد، وهو المشهد الذى يثير العديد من التساؤلات، فلمصلحة من يتم الانتباه لحادث عظيم وجلل مثل هذا إلى نحو أحداث ووقائع لا يرضاها مصرى، وأن تتحول ساحة رفرفت فيها الأرواح البريئة، إلى ساحة انتقام لا معنى له.


ندرك أن الغضب متأجج ومشتعل فى النفوس، وندرك أن الحادث جلل والمصاب عظيم، لكن ما ذنب الإعلاميين الذين يغطون الأحداث ليتعرضوا لمثل هذه الاعتداءات، أليس هؤلاء الإعلاميين أنفسهم الذين توجه إليهم أسهم النقد بأنهم يجلسون فى "الاستوديوهات" تحت التكييف بينما الآخرون فى الشارع يتعرضون للمشكلات؟، لماذا يغضب البعض من نقل الحقيقة.

هو ربما موروث من عهود قديمة، حين كان الإعلام لا يغطى الوقائع بدقة واحترافية، وفقط ينشر بأن جميع الأمور بخير حال و"كله تمام يا فندم"، ربما أن البعض لم يستوعب أن ما بعد "الثورتين" ليس مثل سابقهما، وأن إعلاما جديدا يخرج إلى النور يحاول أن يكون فى قلب الحدث لينقل للمشاهد الواقع بأمانة ودقة، دون تحريف أو حذف أو تشويه.


كاميرا "برلمانى" كانت فى محيط الكنيسة البطرسية، وسجلت وقائع الاعتداء على الإعلاميين أحمد موسى، وريهام سعيد، ولميس الحديدى، وهى الصور التى لن ننشرها، فنحن لا نريد أن نكون طرفا فى إلهاء المصريين عن حادثهم الجلل، وبناء عليه فإننا نتحفظ على نشر تلك الصور.