أصدر مجلس التعاون الخليجى، بيانا حول أحداث الكنيسة البطرسية، أعلن فيه تضامن دول المجلس ووقوفها مع الدولة الشقيقة مصر فى جهودها لمكافحة التنظيمات الإرهابية، قائلًا: "أمن مصر من أمن دول مجلس التعاون".
وأشار البيان إلى أن التسرع فى إطلاق أى تصريحات دون التأكد منها يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين الدول العربية، مؤكدا على ضرورة التواصل فى القضايا الأمنية وفق القنوات الرسمية لتحرى الدقة، فى إشارة لإعلان مصر تورط قطر فى الأحداث الإرهابية.
وفى هذا الإطار أعلن عدد من نواب البرلمان، أن إعلان مصر عن تدخل قطر فى هذا الشأن لم يكن اختلاقا ولكن جاء بناء على اعترافات المتهمين، بالإضافة إلى أن قطر يوجد لديها إرهابيين من مصر يجب تسليمهم مطالبين بضرورة وجود تحالف عربى موحد لمكافحة الإرهاب.
"الجمال" : اعترافات منفذى هجوم البطرسية أكدت سفرهم لقطر وحان الوقت لتحالف عربى موحد لمواجهة الإرهاب
فى البداية، قال اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن ما قالته مصر حول الأحداث الإرهابية التى استهدفت الكنيسة البطرسية، ورصد وجود قطر فى العملية، وإصدار مجلس التعاون الخليجى بيانا بشأنه لم يكن اختلاقا، ولكن بناء على اعترافات المتهمين وسفرهم بالفعل وعودتهم من قطر قبل تنفيذ العملية الإرهابية.
وأضاف "الجمال" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هناك تلاحما بين الشعوب العربية جميعا، وكذلك الشعب القطرى حيث إنهم أشقاء للشعب المصرى، ولكن كثيرا من الهاربين من العدالة من مصر يقيمون هناك فى قطر، وكانت بيننا اتفاقية عربية لمكافحة الإرهاب، حتى وأنها لم تفعل ولكن ألا يقتضى الموقف الراهن عربيا أن نقف فى تحالف واحد لمواجهة الإرهاب وأن نتعاون فى ضبطهم إذا لجأوا إلى دولة عربية.
وتابع رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، أن الإرهاب جريمة منظمة وتتعدد أطرافها المنفذة فى دولة والمخطط بدولة أخرى والممول فى دولة ثالثة الأمر الذى يقتضى التعاون العربى لمكافحة الإرهاب، حتى نتمكن من مطالبة المجتمع الدولى بمكافحته على أن يعمل التعاون العربى على فك الصراع بين التنظيمات العربية التى تأكل فى الدولة من إثارة الفوضى واستباحة أرواح الأبرياء وتسهم فى هروب المواطنين من ديارهم.
واستطرد الجمال، نجد شيوخا ورجالا وأطفالا لاجئين فى دول بعضهم فى مخيمات أوروبا وهناك من يرفض قبولهم، فضلا عن مساومة دولة أخرى لقبولهم، متابعا: ألا تقتضى كل هذه المواقف لتحالف عربى لمواجهة الأمر الذى أصاب الأمة العربية.
وأردف رئيس لجنة الشئون العربية، الإرهاب ليس له مكان محدد ففى يوم حادث الكنيسة وقعت استهدافات فى اسطنبول، وفى دول عربية أخرى، مما يؤكد أننا جميعا نتعرض لهذا الأمر.
طارق الخولى: أين مجلس التعاون الخليجى من التصرفات الصبيانية لقطر تجاه مصر؟
ومن جانبه، قال طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه تلقى البيان الصادر من مجلس التعاون الخليجى بحالة من الاستغراب الشديد خاصة وأنه يحاول تبرئة دويلة قطر من معاونتها للإرهاب، بالإضافة إلى أن مصر لم يصدر منها بيانا رسميا بشأن قطر وأن ما صدر تعبيرا للرأى العام المصرى ومواقف سياسية من جانب السياسيين والإعلاميين.
وأضاف الخولى فى تصريح لـ" برلمانى"، قائلا: "أنه من الغريب توجيه هذا الكلام إلى مصر الذى يفترض أن يكون البديل عنه هو إدانة الممارسات القطرية ولابد من التعامل الخليجى مع تلك التصرفات الصبيانية القطرية التى تتعلق بالأمن القومى المصرى واستخدام قناة الجزيرة كبوق لنشر الاكاذيب والادعاءات وكل ذلك فى ظل أنها تؤوى عدد من الإرهابيين المطلوبين فى مصر ومن الغريب أن يتم طرف لنظر عن هذا من جانب الخارجية المصرية" .
مجدى ملك عن بيان مجلس التعاون الخليجى: القاصى والدانى يعرف دعم النظام القطرى للإرهاب
بدوره قال مجدى ملك عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، إن هناك شواهد ودلائل وبراهين ثابتة، تؤكد للقاصى والدانى أن النظام القطرى وليس الشعب العربى والقطرى الشقيق الذى نحمل له كل الاحترام والتقدير، متورط فى التعامل مع الكثير من الكيانات الإرهابية، ليس فى مصر فقط، ولكن ثبت أيضا دعمه داعش فى ليبيا، وكذلك توجهات النظام القطرى ضد الشعب المصرى وثورته الحقيقة فى 30 يونيو.
وأضاف ملك فى تصريح لـ"برلمانى" أنه لا داعى للخوض فى مثل هذا الشأن، ولا يجب على العرب الذين يبحثون عن الوحدة ولم الشمل أن يدافعوا عما يقترفه النظام القطرى فى حق الشعوب العربية، ولا يجب كذلك توجيه اللوم إلى مصر التى يعلمون جميعا أنها صمام الأمن، وأنها دافعت عن العروبة والعرب على مدار سنوات.
محمد أبو حامد: نقدر علاقتنا مع دول الخليج ولن نسمح بالعبث بالأمن القومى المصرى
فيما قال محمد أبو حامد عضو مجلس النواب ووكيل لجنة التضامن الاجتماعى بالبرلمان، إن علاقات مصر هامة وتاريخية مع دول الخليج، حيث إن دول الخليج طول الوقت كانت تساعد مصر ،خاصة فى الأوقات الصعبة التى شهدتها الدولة بعد ثورة 30 يونيو، ولكن من الواضح أنهم لم يطلعوا بشكل دقيق على بيان الداخلية فيما يتعلق بأحداث الكنيسة البطرسية.
وأضاف أبو حامد فى تصريح لـ"برلمانى" أن وزارة الداخلية جهاز أمنى يخرج بياناته حول الأحداث الإرهابية بناء على معلومة وليس من منطلق سياسى، وبالتالى على مجلس التعاون الخليجى أن يراجع بيان الداخلية حول أحداث الكنيسة بدقة شديدة، حيث إن البيان أوضح أن منفذى العملية الإرهابية ذهبوا إلى قطر ، وهناك اعترافات تفيد أنهم تلقوا أوامر من قيادات الإخوان بقطر، فضلا عن التمويل الذى حصلوا عليه.
وتابع وكيل لجنة التضامن: لن نسمح بالعبث بالأمن القومى المصرى، ومجلس التعاون الخليجى عليه أن يعى أننا نقدر علاقتنا التاريخية بدول الخليج، ولكن هذا لا يعنى السماح لأى دولة بدعم أنشطة تعادى مصر وشعبها.
واستطرد أبو حامد: لن نسمح بالتأثير على استقلالية موقفنا فى الدفاع عن شعب وحقوق المواطنين، خاصة فى ظل وجود جرائم دولية من قطر تجاهنا، سواء أمنيا أو سياسيا وإعلاميا، حيث إنها دأبت على العمل ضد مصر، وسيكون لنا موقف للرد وفقا للقانون الدولى على أى ادعاءات.