تحليل رامى نوار
البيانات التى تصدرها جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها فى الداخل والخارج، ليست مجرد بيانات لإيهام أعضاء الجماعة الإرهابية أن كيان الإخوان قائم ويستطيع الحراك داخل مصر، فمنذ ساعات أصدر الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان بياناً، حمل كثيرا من العبارات المسمومة التى تفسر أن الجماعة تتحرك وفق مصالحها.
البيان الذى أصدره "الرجل الحديدى" بجماعة الإخوان والمحرك الرئيسى للعنف، حمل عنوان "رسالة من القائم.. أيها الثوار: إن تنصروا الله ينصركم"، خصصه محمود عزت لما يحدث فى مدينة حلب السورية، قال فيها: "نعاهدك ربنا أن تستكمل الثورة عدتها من العقيدة والإيمان، ثم الأخوة والوحدة، ثم من الساعد والسلاح، ما ترهب به عدونا".
هذه العبارات فى البيان لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لأن محمود عزت هو رجل العنف داخل الجماعة، فبالإضافة لاعترافه بحمل السلاح، تضمن البيان عبارة «الثوار المسلمين»، وهو المسمى الذى تروج له الجماعة وتطلقه على المشاركين فى مظاهراتها بالمحافظات.
وهناك تساؤل مهم: هل قصد عزت فعلاً مدينة حلب السورية أم كان يقصد القاهرة واستخدم حلب كإشارة لخداع الأمن.
ومحمود عزت، أو ثعلب الإخوان"، و"صقر الإخوان"، هذه بعض الأسماء التى تطلق على المرشد «المؤقت» لجماعة الإخوان، هو القيادى الإخوانى البارز الذى يتعمد عدم الظهور تماماً إلا عبر البيانات بعكس باقى قيادات الجماعة الإرهابية الهاربين من مصر، والمتواجدين فى دولتى تركيا وقطر، الذين يظهرون على قنوات الجماعة، ومواقعها الرسمية، وينتمى عزت إلى ما يعرف بـ"التنظيم القطبي" الذي يضم محمد بديع، والشاطر، وهم المتحكمون فى قرارات الجماعة.
ولا يمكن فصل بيان المرشد «المؤقت» الذى حمل اعترافاً بحمل السلاح لتحقيق مساعى الجماعة، عن رسالة محمد بديع مرشد الإخوان "المحبوس"، والتى طالب فيها باستمرار وتفعيل أعمال التخريب والشغب استعداداً لذكرى 25 يناير، والتصعيد والحشد قبل 25 يناير بمختلف المحافظات، وهى الرسالة التى نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فى الكشف عنها، والقبض على أعضاء اللجنة الإعلامية بالإخوان الذين كانوا يتولون نقل الرسالة إلى باقى أعضاء الجماعة فى المحافظات.
بيان آخر وثيق الصلة بما حدث فى الفترة الأخيرة من حوادث إرهابية ولا يمكن إغفال ما تضمنه وعلاقته ببيان محمود عزت، ففى يوم 5 ديسمبر الماضى، أصدر ما يسمى بـ«المجلس الثورى المصرى» بتركيا أحد أذرع جماعة الإخوان الإرهابية فى الخارج، بياناً حمل تحريضاً كبيراً على المسلمين والأقباط، وهو البيان الذى مهد لتفجير الكمين الأمنى القريب من مسجد السلام بالهرم، والكنيسة البطرسية بالعباسية، وذلك للانتقام من مؤسسة الأزهر والكنيسة لتأييدهما الدولة ورفض سياسات جماعة الإخوان الإرهابية وتحركاتها منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى.
لم تمر سوى أربعة أيام، على البيان التحريضى، حتى وقع انفجار عبوة ناسفة، استهدفت كمين أمنى بجوار مسجد السلام، الجمعة الماضية، والذى نتج عنه استشهاد 6 من رجال الشرطة، بينهم ضابطان هما الملازم أول أحمد عز، والملازم أول محمد نبيل من قوات الأمن، وأمين شرطة، و3 مجندين، بينما أصيب آخرون، وتم نقلهم لأقرب مستشفيات لإسعافهم.
وبعد يومين فقط، من استهداف كمين مسجد السلام بالهرم، فجر الانتحارى محمود شفيق نفسه داخل الكنيسة البطرسية بالعباسية، مستخدماً حزاما ناسفا، وهو الحادث الذى راح ضحيته 25 شخصاً، والذى أثبتت تحريات الأجهزة الأمنية واعترافات المتهمين، تورط جماعة الإخوان الإرهابية، ووقوفها وراء العمليات الإرهابية التى نفذت فى مصر.