يواصل رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين مجددا اتهاماته لمصر بزعزعة استقرار بلاده، والتى بدأها فى أكتوبر الماضى أثناء تصاعد أعمال العنف فى إثيوبيا على خلفية الصدامات بين متظاهرين والشرطة الإثيوبية، فى مدن إقليم أوروميا، حيث تم اتهام عناصر فى إريتريا ومصر ودول أخرى بتسليح وتدريب وتمويل مجموعات تلقى عليها بمسؤولية موجة من الاحتجاجات والعنف فى مناطق محيطة بالعاصمة.
وفى نوفمبر الماضى قال رئيس الوزراء الإثيوبى، إنه أجرى اتصالات بالحكومة المصرية، حول أزمة اتهام بلاده لمجموعات مصرية بدعم جماعات من المعارضة الإثيوبية، ومؤكدا خلال حديثه أمام البرلمان الإثيوبى، أن مجموعات مصرية، لم يحددها، دعمت جماعات من المعارضة الإثيوبية، وموضحا أن بلاده أجرت اتصالات مهمة مع القاهرة، وطلبت منها توضيحات حول تورط بعض الجهات المصرية فى دعم جماعات معارضة محظورة محليا فى إثيوبيا.
ومنذ يومين جدد رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين، للمرة الثالثة اتهامه لمصر بأنها تأووى جماعات إرهابية تسعى لزعزعة استقرار بلاده، وقال أن ذلك قد يؤثر على العلاقة بين البلدين.
ولهذا يستطلع "برلمانى" أراء النواب حول إصرار إثيوبيا على توجيه اتهامات لمصر بدعم المعارضة الإثيوبية والعمل على زعزعة استقرار إثيوبيا، رغم تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسى الدائمة بأن مصر لن تتدخل فى شئون أى دولة، وأن سياستها تجاه جميع الدول واضحة وتقوم على احترام الشئون الداخلية لكل دولة.
الجندى رداء على رئيس الوزراء الإثيوبى: ادعاءاتك تفتقد المنطقية ولابد من تقديم الدليل
أكد مصطفى الجندى رئيس لجنة الشئون الأفريقية، أن اتهامات رئيس وزراء أثيوبيا بأن مصر تؤوى جماعات إرهابية تسعى لزعزعة استقرار بلاده، غير مقبولة، وغير منطقية، لأسباب عدة أهمها، أن الرئيس السيسى خلال زيارته للبرلمان الأثيوبى أبدى تعاون مصر الكامل مع أثيوبيا فى ملف التنمية ورفع مستوى معيشة المواطن الأثيويى.
وأكد الجندى، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن مصر لها استثمارات فى أثيوبيا تزيد عن مليار دولار، فضلا عن العمالة المصرية فى إثيوبيا والمشروعات المقامة هناك، فبأى منطق نسعى إلى زعزعة استقرار دولة لنا تعاون معها، متابعا، "وأكبر دليل أن هذه الاتهامات ليست فى محلها بأن هناك هجوم حدث على سفارة أثيوبيا فى ألمانيا وفى أمريكا، فهل هذا يعنى أن مصر كانت سببًا فيه؟!، أم أن الأمر يتعلق بوجود بعض المعارضين للنظام الأثيوبى وهو أمر طبيعى يحدث فى مختلف الدول".
وأشار الجندى إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبى عليه أن يقدم دليل على ادعاءاته ضد مصر، بدلا من تكرارها كل فترة، لافتا إلى أن هناك أكثر من رابط بيننا وبين إثيوبيا، ولن ندخل فى أى خلاف معها حتى فيما يتعلق بقضية سد النهضة، وإن موقفنا فيه دفاع عن الحق فى الحياة، ولدينا وسائل متعددة للدفاع عن حقوقنا، من ضمنها الاتحاد الأفريقى، والمحكمة الأفريقية وغيرها من الوسائل القانونية والمشروعة والمعروفة أمام الجميع "
باشات: رئيس الوزراء الاثيوبى هاجم مصر بعد زيارة قطر لبلاده واتهمها بإيواء إرهابيين!
وفى السياق ذاته قال اللواء حاتم باشات عضو لجنة الشئون الافريقية، أن سياسة مصر مع الدول الافريقية صريحة وواضحة، لافتا إلى أن مصر لا تتدخل فى شئون الدول وهو ما حسمه وأكده الرئيس السيسى اكثر من مرة، واضاف باشات لـ"برلمانى " أن تجديد رئيس الوزراء الاثيوبى تصريحاته حول دعم مصر للمعارضة فى بلاده، يثير علامات استفهام خاصة أنه جاء بعد زيارة وفد قطرى لإثيوبيا، معتبرا أن هناك ربط بين زيارة قطر لإثيوبيا وخروج هذه التصريحات فى هذا الوقت تحديدا.
وتابع " نرجو ألا تتسبب أى دولة فى تعكير صفو العلاقات بيننا وبين أشقائنا الأفارقة، لأن مصر توجهها الأساسى هو الحفاظ على كافة الدول الإفريقية، وعدم التدخل فى شئون أى دولة أيا كانت "
العرابى: اتهام رئيس وزراء الاثيوبى لمصر بإيواء إرهابيين محاولة للتنصل من مفاوضات سد النهضة
ومن جانبه قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية، أن تكرار اتهامات رئيس الوزراء الاثيوبى لمصر، محاولة من أثيوبيا للتمهيد للتنصل من مفاوضات سد النهضة.
وأضاف العرابى لـ"برلمانى" إننا يجب أن نترك الأمر للدولة المصرية لأنها تستطيع وتعلم كيفية التعامل مع هذه المواقف الحساسة.
وطالب العرابى الخارجية بالضغط للإفراج عن المصريين المحتجزين فى إثيوبيا، والذين تتهمهم بالضلوع فى المظاهرات هناك.
