حرب برلمانية على فتاوى تحريم تهنئة الأقباط

طالب أعضاء بمجلس النواب، المؤسسات الدينية الرسمية، بالتصدى للفتاوى التى تصدر من بعض الشيوخ والدعاة السلفيين، بتحريم تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، والتى كان آخرها الفتاوى الصادرة من الداعية السلفى محمود لطفى، وضرورة إصدار تشريع قانونى يجرم هذه الفتاوى التى وصفوها بـ"الفتاوى الشاذة"، مؤكدين أن هذه الفتوى لا تخرج من أصحاب العلم الدينى.

أمنة نصير: أصحاب هذه الفتاوى هدفهم عكننة المصريين

وصفت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس النواب، الفتوى الصادرة من الداعية السلفى محمود لطفى بتحريم تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، بأنها «هرتلة» ولا تخرج من صاحب علم أوصاحب فقه مستنير.
وقالت «نصير» فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إن أصحاب هذه الفتاوى ليس لهم أى هدف سوى عكننة المصريين والتطاول على المسيحيين، مضيفة:" هذه الفتوى تخرج من المفلسين الذين لا يملكون أى علم وليس لهم أى هدف سوى الفرقعة الإعلامية حتى لا يدخلوا فى طى النسيان"، مطالبة كافة وسائل الإعلام بعدم الالتفات لأصحاب هذه الفتاوى الشاذة التى تخرج مع قرب احتفالات أعياد الميلاد.

النائبة أمانى عزيز: يجب إصدار قانون لتجريم هذه الفتاوى

بدورها أعلنت النائبة أمانى عزيز عضو مجلس النواب، تقديمها لطلب إحاطة إلى اللجنة الدينية بالمجلس حول الفتاوى التى تصادر من بعض الشيوخ والدعاة السلفيين بتحريم تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، قائلة: "إذا لم يتم مناقشة الطلب سأقدم استجوابا إلى المجلس لمساءلة المؤسسات الدينية بمصر عن صمتها حيال هذه الفتاوى".

وقالت أمانى عزيز فى تصريح خاص لـ"برلمانى": يجب إصدار قانون يجرم مثل هؤلاء الذين يصدرون فتاوى ضد الوسطية، وتضرب التعايش بين أبناء الشعب المصرى من مسلمين ومسيحيين، متسائلة:" كيف نطالب بتجديد الخطاب الدينى، ويظهر علينا مثل هؤلاء الدعاة السلفيين الذين لا يحترمون الأديان الأخرى؟".

وطالبت عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، دار الإفتاء ومؤسسة الأزهر وكافة المؤسسات الدينية فى مصر بالتصدى لهذه الفتاوى الشاذة، حتى لا يتم السماح لمن يحاولون التأثير على وحدة المصريين بهذه الفتاوى، مشددة على أن فتاوى تحريم تهنئة المسيحيين لا علاقة لها بالأديان، مطالبة نواب حزب النور السلفى داخل مجلس النواب بالرد على هذه الفتاوى التى تصدر من الدعاة السلفيين.

رئيس الجمعية المصرية يطالب البرلمان بالتصدى لـ«دواعش المنابر»

ورفض المحامى محمود البدوى، رئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان، الفتوى الصادرة عن الداعية السلفى محمود لطفى بتحريم تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، مؤكداً أن هذه الفتوى مخالفة صريحة لنصوص الدستور المصرى المعدل فى يناير 2014 والذى أكد على المساواة فى الحقوق والحريات والواجبات لكل المواطنين دونما تمييز بناء على دين أو جنس أو لون.



وطالب البدوى، فى بيان له اليوم الإثنين، مجلس النواب بضرورة التصدى لفتوى السلفيين، وسن تشريع يجرم الإفتاء فى أمور الدين على كل من هب ودب من غير المتخصصين، وأن يتم تحديد الجهات المنوط بها الإفتاء فى أمور الأديان علي سبيل الحصر، وقصر مهمة الإفتاء علي الجهات الرسمية المعترف بها كدار الإفتاء المصرية ومشيخة الأزهر والكنيسة المصرية، مع تجريم الفتاوى الشاذة والمعادية لوحدة الشعب المصرى، والتى من شأن تكرار تداولها النيل من الوحدة الوطنية وتأجيج الصراعات الطائفية فى نفوس بعض دعاة الفتنة والتطرف.

ووصف رئيس الجمعية المصرية لمساعـدة الأحداث وحقوق الإنسان، فتوى تحريم تهئنة الأقباط بـ"الشاذة" الصادرة عمن سماهم بـ"مشايخ الفتنة والضلال ودواعش المنابر"، مضيفاً:" تلك الفتوى ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى مسلسل الاجتراء على مبادئ المساواة وعدم التمييز بالدستور، ومبدأ المواطنة ".