أتت توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، لوزير الآثار بضرورة إنشاء متحف يحكى تاريخ وبطولات أهالى بورسعيد، بالانفراجة والبشرى لأهالى المدينة الباسلة، فى إعادة بناء متحف قومى لها مرة أخرى، بعد هدم المتحف القديم منذ أكثر من 11 سنة.
يأتى ذلك بعد أن كاد أن يختفى الوجه الحضارى والأثرى الذى يميز المدينة الباسلة؛ بعدما تحول المتحف القومى للآثار ببورسعيد إلى "خرابة" مكسوة بالحشائش وترعرعت بها الحشرات والفئران، وترددت شائعات حول بيع أرض المتحف، وذلك بعدما فشلت كل محاولات إعادة بنائه، وسط وعود براقة بدراسة تكلفة إعادة الإنشاء.
موقع المتحف
تقع أرض المتحف القومى فى شارع فلسطين أمام باب "1" الجمركى بميناء بورسعيد السياحى، على مساحة 13000متر مربع.
ويتميز الموقع بوجوده فى نقطة التقاء مياه البحر الأبيض المتوسط مع مياه المجرى الملاحى لقناة السويس بالمدخل الشمالى الشرقى لمصر؛ فهو يطل على حجر ديلسيبس المواجه لقناة السويس، ومن الجهة الأخرى على أحد فنادق بورسعيد المطلة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط؛ ويُعد من أفضل مواقع المتاحف على مستوى العالم.
أقيم المتحف بشارع 23 يوليو وشارع فلسطين أمام ممشى ديليسبس السياحى
تاريخ إنشاء المتحف
تم البدء فى إنشائه عام 1963، ثم أوقف العمل به عام 1967 حتى عام 1980 بسبب ظروف الحرب؛ حيث كان قد أصيب بصاروخين في يوليو 1967، وتم استكمال بنائه لتتم التشطيبات النهائية للافتتاح فى 23 ديسمبر 1986؛ ومنذ ذلك الوقت وحتى مايو 2001 والمتحف يعمل على قدم وساق والزيارات تتهافت عليه صيفا من التاسعة صباحا حتى الثالثة من صباح اليوم التالى، وشتاء من التاسعة صباحا حتى العاشرة مساء، لما يمثله من قيمة أثرية عظيمة، فهو أول متحف من نوعه فى تاريخ مصر يحتوى على أكثر من 6 آلاف قطعة أثرية "تحفة" تنتمى إلى عدة عصور زمنية مختلفة.
بداية أزمة هدمه
وبحدوث شروخ وتصدعات فى جدران المتحف، تم تخصيص مبالغ لترميمه، إلا أن البعض رأى أن يتم بناؤه مرة أخرى أفضل، فتم هدمه تماما فى عام 2009، وتم نقل آثاره للمخازن المخصصة لذلك ومنذ ذلك التاريخ لم يتم البناء.
شائعات
وترددت بالشارع البورسعيدى أنباء عن بيع الأرض لأحد رجال الأعمال فى المحافظة، ما أثار جدلاً كبيراً، ونفت مديرة المتحف حينها هذه الشائعات، حيث قالت: المتحف ملك لـ 3 جهات، فهيئة قناة السويس تمتلك 6767 مترا مربعاً منها، وقد أرسلت لها عدة إنذارات لسداد الأقساط وتم حل المشكلة، أما باقى المساحة فهى ملك المحافظة ووزارة الآثار.
وجاءت زيارة الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار منذ سنوات غير متوقعة أثناء فترة تولي اللواء سماح قنديل، مستشار هيئة قناة السويس للأمن، محافظاً لبورسعيد؛ حيث إنه كان من المعلن عن هذه الزيارة أنها ستكون لإطلاق شارة البدء فى بناء المتحف، ولكن أتى الوزير بما لا يشتهى البورسعيدية، ليعلن أن قدومه للمدينة الباسلة كان لتفقد الأماكن الأثرية بها لتطويرها ورفع كفاءتها؛ موضحاً أنه لا يوجد تخصيص مالى لبناء المتحف الآن .
ومن جانبه قال عادل عبد العليم - رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالميناء السياحى ببورسعيد "البمبوطية"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إن قرار الرئيس ببناء متحف سيساعد كثيراً فى رواج نشاط جميع الفئات العاملة بميناء بورسعيد السياحى.
وأضاف "عبد العليم"، أن بورسعيد كانت معبرا للسياح؛ تأتى السفن لترسو بمينائها ثم تحمل أتوبيسات شركات السياحة السائحين إلى المحافظات الأخرى؛ وذلك لعدم وجود أماكن سياحية بالمحافظة بعد هدم المتحف القومى.
وذكر رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالميناء السياحى: المتحف سيعطى فرصة للسائحين أن يتجولوا بالمدينة، ونستطيع من خلال ذلك كفئة بمبوطية أن نكتسب قوت يومنا؛ وبناء فنادق بالمحافظة كما وجه الرئيس سيزيد من فرص عودة بورسعيد السياحية مرة أخرى.
وأوضح النائب أحمد فرغل، أمين سر اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن الرئيس السيسى وضع الأساس لتطوير بورسعيد سياحياً، من خلال إنشاء متحف يحكى تاريخ بورسعيد الباسل، وإنشاء فنادق ودعم سياحة اليوم الواحد والخدمات الخاصة بذلك.
واقترح "فرغل"، أن يتم تخصيص أرض المتحف القومى لإقامة مجمع سياحى من بينه متحف قومى وأنشطة متخصصة للسياح كبزارات، ومطاعم، وغيرها من الأنشطة التى تعمل على تنشيط بورسعيد سياحياً؛ مشيراً إلى أن هذا الموقع هو الأفضل على مستوى العالم للترويج لأى بلد سياحياً؛ ويتزامن مع ذلك تطوير متحف بورسعيد الحربى.