كتب تامر إسماعيل
رغم كونها المنطقة الهادئة، حيث الزمالك، ومنطقة وسط البلد، وجاردن سيتى، إلا أنها الدائرة الأكثر سخونة عادة، هكذا عودتنا "قطعة الجاتوه" كما قيل عنها فى فيلم "عمارة يعقوبيان"، تلك الدائرة التى ظلت تحافظ دائمًا على رونقها وخصوصية الصراع بها، حتى بعد أن ضمت إليها منطقتى "بولاق أبو العلا" و"الأزبكية"، ورغم أن جولتها الأولى لم تعلن عن الكثير من المفاجآت أو الأزمات، إلا أن ناخبيها أكدوا على خصوصية الدائرة بجولة الإعادة، حيث تعدى الصراع مجرد صراع على مقعد لما هو أبعد من ذلك، حيث أن النتيجة أسفرت عن خوض مرشحان لها، هما الدكتور محمد حمودة محامى رجل الأعمال والقيادى بالحزب الوطنى المنحل أحمد عز، والذى حصل على 10543 صوتًا، ومحمد المسعود عضو "المصريين الأحرار"، الذى يقوده رجل الأعمال نجيب ساويرس، والذى يخوض الإعادة بعد أن حصل على 12806 أصوات.
الصراع على البرلمان من الخارج
لا يخفى على الجميع أن هناك من يسعى للسيطرة على مقاعد البرلمان المقبل من خلال ممثلين له تحت القبة، وهذا ليس عيبًا بالطبع، بل هو حق لكل رئيس حزب أو قائد لكيان سياسى، لكن من يقف خلف المرشحين المتنافسين فى تلك الدائرة، ليس رؤساء الأحزاب، لكنهم أصحاب الطموح السياسى المعلن، فالمهندس نجيب ساويرس أحد أبرز الشخصيات العامة فى مصر، والتى دخلت العمل السياسى من خلال تأسيس حزب المصريين الأحرار، لكنه لم يرأس الحزب واكتفى بدعمه، وأعلن كثيرًا أنه يسعى لحصد أكبر مقاعد ممكنة فى البرلمان، على الجانب الآخر يقف المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، والذى تم استبعاده من الانتخابات بحكم قضائى، محاولًا ضمان وصول عدد من النواب الموالين له تحت القبة، حتى أن طاقم محاميه بأكمله ترشح للبرلمان وعلى رأسهم الدكتور محمد حمودة مرشح قصر النيل، وهى الدائرة التى يمكن من خلالها تلخيص مشهد الصراع بين الرجلين، للسيطرة على البرلمان أو على الأقل ضمان وصول أكبر عدد يدافع عن مصالحهما تحت القبة، وهو ما يظل أمرًا مشروعًا طالما لم يتعد فى ممارسته ضوابط القانون.
خصوصية دائرة قصر النيل "قطعة الجاتوه"
كما قال الفنان الراحل خالد صالح فى فيلم "عمارة يعقوبيان"، فإن دائرة قصر النيل يتم التعامل معها على أنها واحدة من أكثر الدوائر تميزًا فى مصر، لعدة أسباب، منها أنها الدائرة التى يمثلها دائمًا المشاهير وأصحاب المراكز المتميزة فى المجتمع، فضلًا عن أنها الدائرة ظلت لسنوات طويلة قبل أن يضم إليها بولاق أبو العلا والأزبكية، بلا مشاكل أو أزمات، حتى وبعد تغيير طبيعة الدائرة شيئًا ما بضم بولاق أبو العلا والأزبكية إليها، فإن ذلك لا يجعلنا نقارن مشكلات بولاق والأزبكية، بمشكلات مناطق أخرى فى محافظات الصعيد والدلتا، بل وحتى فى القاهرة والجيزة.
دائرة المقعد الواحد والفائز الواحد
يضيف إلى سخونة الصراع بالدائرة، هو أنها ستمثل فى البرلمان، بمقعد واحد فقط، أى أن جولة الإعادة سيخرج منها فائز واحد فقط، فى مقابل خسارة الآخر، فإما أن يكون المسعود ومن خلفه ساويرس، أو حمودة ومن خلفه عز، وهذا سيجعل المنافسة فى جولة الإعادة أقوى وأوضح بين الغريمين، فى انتظار أن تحسم أصوات الدائرة أمر المتنافسين على "قطعة الجاتوه".