كتب محمود العمرى
السباق الانتخابى على برلمان 2015 مختلف واستثنائى بكل المقاييس، ليس فقط لأنه البرلمان الأول بعد ثورة 30 يونيو، ولا البرلمان الأكثر توازنًا وبعدًا عن الاستقطابات والخطابات الدينية والطائفية منذ ثورة 25 يناير، ولكن لأنه يحمل تفاصيل وملامح جديدة فيما يخص سيناريو الانتخابات المعهود للمصريين، وشكل النتائج التى أفرزتها الصناديق واختارتها أصوات الناخبين، فإلى جانب حدّة المنافسة وشراستها فى كثير من اللجان، واتخاذها طرقًا ووسائل جديدة فى الدعاية والترويج والحشد وانتقاد وتشويه المنافسين، فقد أفرزت نتائج لا تقل حدّة ولا شراسة، قياسًا على الانتخابات السابقة مباشرة، أو على التصورات الشائعة لدى المراقبين والمحللين السياسيين عن قوة الأحزاب والتيارات الدينية وسيطرتها وتغلغها فى الشارع.
لعل أبرز النتائج والمفارقات التى نتحّدث عنها وحملتها صناديق التصويت فى سباق مجلس النواب 2015، ما حدث مع حزب النور السلفى، أحد أبرز الأحزاب ذات الخلفيات والأجندات الدينية، وبعيدًا عن توجهاته العقدية وخطابه الدينى ومدى تماشى هذا الخطاب مع القانون والدستور أو اصطدامه بهما، إلا أن النتائج الأخيرة الخارجة من لجان الانتخابات يبدو أنها عقدت الجلسة وأصدرت الحكم، فبعد خروج الحزب خاسرًا خسارة فادحة فى المرحلة الأولى، بفقدان مقاعد قائمة قطاع غرب الدلتا أمام قائمة "فى حب مصر"، وخروج أغلب منافسيه على مقاعد الفردى من السباق، واقتناصه لـ8 مقاعد فقط فى جولة الإعادة، جاءت المرحلة الثانية لتؤكّد الأمر، إذ خسر قائمة قطاع القاهرة ووسط وجنوب الدلتا أمام "فى حب مصر" أيضًا، إضافة إلى خروج 64 من مرشحيه على مقاعد الفردى من السباق، وبقاء 8 فقط يخوضون المنافسة فى 3 محافظات، من إجمالى 72 مرشحا دفع بهم الحزب فى 13 محافظة تجرى فيها المرحلة الثانية للانتخابات، وهنا نحاول تتبع تفاصلي هذه المفاجأة وحدودها ورأى الحزب نفسه فيها.
"النور" خارج سباق الإعادة فى 10 محافظات
كما شهدت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية مفاجأة بخسارة الحزب السلفى على القوائم وهزيمة أغلب مرشحيه فى الفردى، وفوزه بـ8 مقاعد فقط، شهدت المرحلة الثانية من الانتخابات مفاجأة مماثلة بخروج الحزب السلفى من المنافسة 10 محافظات من إجمالى 13 محافظة تُجرى فيها الانتخابات، وهى: القاهرة والشرقية والمنوفية والقليوبية والدقهلية وبورسعيد والإسماعيلية والسويس والغربية، بينما كان للحزب مرشح واحد فى شمال سيناء، الدكتور مصطفى عبد الرحمن، ولكنه قتل فى حادث غريب قبل الانتخابات إثر استهدافه برصاص مجهولين فى أحد شوارع العريش.
الحزب السلفى ينافس على 8 مقاعد فى 3 محافظات
أما على صعيد حضو الحزب السلفى فى جولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات، فإنه ينافس فى 3 محافظات من إجمالى 13 محافظة تجرى فيها الانتخابات، إذ يخوض 4 من مرشحيه جولة الإعادة فى كفر الشيخ، وهم: السيد مصطفى خليفة نائب رئيس حزب النور، ومحمد فيصل عبيدى، والشحات منصور ومحمد إسماعيل جاب الله.
وفى محافظة دمياط يخوض الحزب جولة الإعادة على 3 مقاعد، بالمرشحين: ناصر شاكر، وعبد الرحمن البكرى وعبده العوادلى، وفى جنوب سيناء ينافس "النور" على مقعد واحد فى دائرة الطور، بالمرشح محمد عبد الحليم الجمال.
صلاح عبد المعبود: المال السياسى سيطر على بعض المحافظات
فى هذا السياق، قال المهندس صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، إن الحزب سيواصل مسيرته فى الانتخابات على المقاعد التى تأهل مرشحوه عليها لجولة الإعادة فى المحافظات الثلاثة، مشيرًا إلى أن الحزب السلفى سيواصل عمله السياسى بعد انتهاء الانتخابات.
وأضاف عبد المعبود - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الأربعاء - أن المال السياسى سيطر على بعض المحافظات، واستخدمه عدد من رجال الأعمال وأصحاب الأجندات الخاصة من أجل السيطرة على الانتخابات والبرلمان وإفشال الحزب، لافتًا إلى أن مرشحى الحزب الخاسرين فى المحافظات حصلوا على أصوات عالية، ولكن الرشاوى كانت أعلى من أصوات المواطنين.
وأكد عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، أن الحزب سيستمر فى تواصله بالشارع، وسيستعد لانتخابات المجالس المحلية فى كل المحافظات، إضافة إلى استعداده لدعم مرشحيه فى جولة الإعادة، وفى الدوائر الأربع المطعون عليها، وهى: بندر بنى سويف والواسطى فى محافظة بنى سويف، ودمنهور بمحافظة البحيرة، والرمل بمحافظة الإسكندرية.