مين هيقدر يأكل اللحمة؟

عقب تعويم سعر صرف الجنيه وزيادة أسعار المحروقات شهدت الأسواق موجة غلاء لجميع السلع الغذائية، وخاصة ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بشكل غير مسبوق فى الأسواق، وسجلت متوسط 120 جنيه للكيلو جرام من اللحم الضانى، و130 جنيها للحلم الكندوز، و150 جنيها لكيلو اللحم البتلو، وهو ما أدى لتراجع المبيعات وتوجه المواطنين إما لشراء اللحوم منخفضة السعر من منافذ القوات المسلحة ووزارتى الزراعة والتموين، أو استبدال اللحوم الحمراء بالبيضاء مثل الأسماك والدواجن.



"برلمانى" استطلع أراء عدد من أعضاء مجلس النواب حول من يستطيع شراء اللحوم الحمراء شهريًا من المواطنين المصريين بعد الارتفاع الجنونى للأسعار.

محمود الصعيدى: "غالبية البسطاء من الموظفين مش هيقدروا يشتروا كيلو لحمة فى الشهر"

قال محمود الصعيدى عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن "غالبية البسطاء من الموظفين مش هيقدروا يشتروا كيلو لحمة فى الشهر".



وطالب الصعيدى، بزيادة القوات المسلحة ووزارتى الزراعة والتموين للمعروض عن طريقهم من اللحوم الحمراء، حتى يتمكن الموظفون محدودو الدخل من شرائها ولو لمرة فى الشهر.

وأكد النائب أن زيادة المعروض هو الحل العملى للقضاء على أزمة زيادة الأسعار، وهو الاقتراح الأفضل من فكرة البحث عن جشع التجار وكيفية القضاء عليه، ولا بد أن تعمل الحكومة بكل قوتها على تنمية الثروة الحيوانية بتوفير العلف ودعمه مثلما تقوم بدعم القمح، مضيفًا: "منديش المواطن العيش والسكر والأرز حاف بدون لحمة".

واقترح النائب محمود الصعيدى، أن تقوم وزارة التموين بدعم علف الردة الذى ينتج فى المطاحن المملوكة للوزارة، ليباع لمربى الجاموس والبقر والخراف بأسعار مدعمة، ويتم تمويل ذلك عن طريق ميزانية الدولة، على أن يتم تسليم الفلاح أو المُربى علف الردة بسعر مدعم.

كذلك اقترح أن يقوم بنك التنمية والائتمان الزراعى بدوره فى منح قروض لمشروعات التسمين بفائدة 6% ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى خصص لها 200 مليار جنيه للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فلو كل فلاح ربى 10 عجول وأخذ العلف بسعر منخفض ومن الممكن أن يتضمن القرض شرط بأن يبيع جزءا من مشروع التسمين لوزارتى الزراعة أو التموين، ويبيع النصف الآخر بسعر السوق الحر، وبذلك سنحقق كدولة مكسبا مباشرا من خلال زيادة المعروض من اللحوم الحمراء وعندما يزيد العرض يقل الثمن، وهو حل طويل الأجل لكنه جذرى فى الوقت نفسه.

وأكد أنه سيعرض المقترحين على وزيرى الزراعة والتموين يوم الثلاثاء القادم، خلال اجتماعهم مع أعضاء اللجنة الاقتصادية.

النائب خالد حنفى يطالب المصريين بمقاطعة اللحوم بعد وصول الكيلو لـ150 جنيها

وفى السياق ذاته طالب خالد حنفى عضو مجلس النواب، المواطنين بمقاطعة شراء اللحوم الحمراء، اقتداء بما فعله سكان حى المعادى فى ثمانينيات القرن الماضى، عندما قامت الحكومة بتحرير سعر اللحوم بعد أن كانت تباع بأسعار رسمية، وتم إلغاء نظام الذبح بمواعيد محددة خلال الأسبوع، ليصبح كما هو الآن كل يوم.



وتابع خالد حنفى: "التجار رفعوا الأسعار بقيمة مبالغ فيها وقتها، فقام سكان المعادى وهم من أصحاب الدخل المرتفع حينها بتشغيل دماغهم وطلعوا ناصحين فقاطعوا الجزارين لما حسوا إن فى جشع بالتسعيرة الجديدة وامتنعوا عن اللحوم".

واستطرد: "الامتناع عن أكل اللحوم لفترة معينة هو الحل، لأن إحنا النهاردة نعيق سياسة السوق الحر ولابد أن نتعامل مع الموقف بنظرة العرض والطلب، خاصة أننا نتحدث فى سلعة لها بدائل مثل البيض والفراخ والأسماك وليس كسلع العيش أو الزيت أو السكر التى يستحيل الحياة للمصريين بدونها".

وأشار إلى أن اللحوم كمادة غذائية الإكثار منها يُحدث مشاكل صحية، علاوة على أن اللحوم البيضاء الأسماك أو الدواجن قيمتها الغذائية أفضل.

عزت المحلاوى تعليقًا على وصول اللحمة لـ150 جنيه: "هى فين الحكومة شغلانتها ايه اليومين دول؟"

بينما انتقد عزت المحلاوى عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، وصول أسعار اللحوم لـ150 جنيه للكيلو الواحد، متسائلًا: "هى فين الحكومة شغلانتها ايه اليومين دول؟"، مؤكدًا أن 60% من الشعب المصرى لن يستطيع شراء سوى كيلو أو 2 كيلو على الأكثر فى الشهر ما يعنى وجود تقصير حقيقى وكبير فى ضبط الأسعار.



وقال المحلاوى، إنه من المفترض أن توجد معايير وضوابط للأسواق لأن ما نعيشه هو نظام "سداح مداح" بلا ضابط أو رقيب وهو أمر لا يمكن السكوت عنه وعلى الحكومة العمل على تفعيل أدواتها الرقابية.