أثار قرار وزير الأوقاف الأخير جدلا واسعا، حيث أعلنت الوزارة انتهاء اللجنة التنفيذية المنبثقة من اللجنة العامة لإعداد خطبة الجمعة، التى تشمل (54) موضوعًا للعام الأول "الخطة قصيرة المدى"، و(270) موضوعًا لمدة 5 سنوات "الخطة متوسطة المدى"، من إعداد قوائم الموضوعات، ويجرى الآن توزيع الموضوعات على الخطتين قصيرة ومتوسطة المدى، وإرسال الخطة متكاملة لأعضاء اللجنة لوضع لمساتهم وملاحظاتهم الأخيرة عليها.
ومن هنا يعرض موقع "برلمانى" بعض آراء أعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب والمثقفين وعلماء النفس فى هذا الملف.
"حمروش": لم ينتدب أحد من الجنة الدينية للمشاركة فى إعداد الـ 270 خطبة
قال النائب البرلمانى عمر حمروش أمين سر اللجنة الدينية، إن خطة وزارة الأوقاف فى وضع 270 خطبة للجمعة على مدار 5 سنوات، هى موضوعات استرشادية وليست إجبارية، فيجب أن يكون فكر الإمام أو الخطيب غير مقيد، بمعنى أن نضع له العنوان والعناصر فى القضايا الحياتية والمعاصرة أو ظواهر سلبية داخل المجتمع، فهذه الفكرة توجه محمود من وزارة الأوقاف.
وتابع"حمروش"، يجب على الإمام أن يبدع وأن يضيف لنفسه من مكتبته الشخصية، حيث لا يقف عند هذا الحد كى لا نعطى الفرصة لأصحاب التوجهات السلبية، وتقف عائقا أمام تلك الفكرة.
وأكد أمين سر اللجنة الدينية،أنه إلى الآن لم ينتدب أحد من لجنة الشؤون الدينية والأوقاف للمشاركة فى أمر إعداد الـ 270 خطبة، وعندما ترى اللجنة الدينية ضرورة فى أن يكون أحد من أعضائها ممثلا فى هذه اللجنة، ستطلب هذا الأمر، ولا أظن أن يكون هناك رفض لهذا التواجد من قبل وزارة الأوقاف.
وأكد"حمروش" على أن إعداد هذه الخطب من اختصاص وزارة الأوقاف، فهذه خطب دينية، وإذا كان هناك دور للمثقفين فالأفضل أن يكون فى اختيار العنوان فقط، أما ما تحت العنوان فهذا اختصاص أصيل لوزارة الأوقاف.
صبرى غنيم:يرفض الخطب الموحدة والمكتوبة.. ويؤكد لماذا نجرد الخطباء من وظائفهم الأساسية؟
فيما اعترض صبرى غنيم، المفكر والكاتب الصحفى، على مشروع الـ270 خطبة، التى تقوم وزارة الأقاف بإعداها مؤخرا، كخطة خمسية لتجديد الخطاب لدينى، حيث قال إن وزير الأوقاف يحجم خطباء المساجد بخطب حكومية.
وأضاف"غنيم" أن خطبة الجمعة، لابد وأن تكون من داخل الخطيب نفسه، حيث تكون لديه القدرة الكافية من الإدراك والحس والوعى بالمسؤولية تجاه المجتمع، فلا يمكن لأحد منهم أن يخرج عن السلوك بدس معلومة غير شرعية أو أمنية فى إحدى خطبه، فخطيب الجمعة موقعه أمام الله يحمل الأمانه، لأنه يخاطب المصلين بكتاب الله، فلا يمكن أن يسيئ للإسلام أو لأمن الوطن.
وأكد المفكر والكاتب الصحفى، أنه يرفض الخطبة مكتوبة سواء كانت من المثقفين أو العلماء أو من وزير الأوقاف نفسه،كما أكد على رفضه أن يقتصر الخطاب الدينى على رجال الدين وحدهم، وأيضا أن تكون خطبة موحدة ومكتوبة للأئمة، لأنها تقوم بتجميد فكر الخطيب.
وطالب"غنيم"بعمل دورات تثقيفية للأئمة ورفع مستواهم العلمى والثقافى وكافة العلوم الإنسانية، بدلا من تجريدهم من وظائفهم الأساسية فى إعداد الخطب للمسلمين.
أستاذ علم نفس: هذه الخطب لا جدوى منها
وقال الدكتور أحمد خيرى أستاذ علم النفس والاحتماع، جامعة عين شمس، للأسف كل الخطب الحكومية تقوم على خطب مكتبية وليست ميدانية، ولذلك فلا جدوى منها.
وتمنى"خيرى" أن يكون الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، اعتمد على رأى الناس فى إعداد خططه ومشروعاته، لأنه لا يشعر بالمشكلة إلا صاحبها، ولذلك الخطط الخمسية فى مصر لا تحقق أهدافها إلا إذا كانت مبنية على واقع.
وتابع أستاذ علم النفس والاجتماع، أن هذه الخطط لا تأتى بفائدة إلا إذا كانت تعبر عن واقع واحتياجات أساسية للمواطن المصرى، لكن الخطط المكتبية غالبا تكون نظرية أكثر منها واقعية.
وأوضح الدكتور أحمد خيرى، أنه يجب مشاركة المثقفين وأساتذة علم النفس والاجتماع فى إعداد تلك الخطب، حيث إن رجل الدين يملك الدعوة، أما رجال التربية وعلم النفس والاجتماع يمتلكون القدرة على فهم السلوك والتغير، لذلك يجب أن يكونوا مرتبطين ببعض لإنتجاز تلك المهمة، فرجل الدين يحدد ملامح الدعوة، ورجل علم النفس والاجتماع يحدد أنسب الطرق لتعديل سلوك الشخصية المصرية.