أنعم الله على مصر ببحرين ونيل، كل هذا يتركه الصيادون المصريون ويتجهون إلى المياه الإقليمية للدول المجاورة للصيد، مما يعرضهم للمساءلة وأحيانا للاحتجاز داخل الدول صاحبه المياه، إذا ما الدوافع والأسباب وراء اقتحام الصيادين مياه الدول المجاورة؟ وكم عدد الحالات التى تم القبض عليها؟ وما دور الحكومة فى المواجهة؟ ومن يقوم بالمفاوضات مع الدول المجاورة؟.
الأسباب والدوافع وراء لجوء الصيادين للمياه الإقليمية للدول المجاورة:
قالت النائبة هالة أبو السعد وكيل لجنة المشروعات الصغيرة بالبرلمان، إن الحكومة هى السبب وراء لجوء الصيادين إلى الصيد فى مياه إقليمية لدول أخرى، لأنهم لم يتلقوا دعما من الحكومة، والمفترض أن تقوم وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية بدعم الصيادين بأماكن الصيد وتجمعات الأسماك.
وأضافت هالة أبو السعد فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنها ناقشت مع عدد من الصيادين من محافظة كفر الشيخ، دوافعهم وراء اللجوء إلى المياه الإقليمية للدول الأخرى، وأكدوا لها عدم وصول أى معلومات تفيد بأماكن تجمع الأسماك والمياه الإقليمية الخاصة بمصر، مما يؤدى إلى لجوئهم إلى الصيد بشكل ارتجالى.
وطالبت النائبة، الحكومة، بدعم الصيادين بإنشاء صندوق رعاية لهم، مشيرة إلى أن الصيادين لهم دور فى دعم الدولة.
"نقيب الصيادين" يجيب عن عدد الحالات التى تم القبض عيها ومن يقوم بالمفاوضات
قال طه الشريدى نقيب الصيادين بمحافظة الدقهلية، إن لجوء الصيادين إلى المياه الإقليمية للدول الأخرى، يأتى نتيجة الإهمال الذى تلاقيه الشواطئ والبحيرات المصرية، مشيرا إلى أن بحيرة المنزلة بلغت التعديات فيها مدى غير مسبوق.
وأوضح "الشريدى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن التعديات على البحيرات جزء منه سببه الدولة، والجزء الآخر سببه ردم أجزاء من البحيرات لخلق مساحة عمرانية.
وعن عدد الحالات التى تم القبض عليها خلال الفترة الماضية للصيادين، قال الشريدى: "200 صياد تم القبض عليهم خلال الشهر الماضى فقط منهم 72 من صيادى بحيرة المنزلة تم احتجازهم فى اليمن، والباقين من كفر الشيخ وتم احتجازهم فى تونس".
وأدان "الشريدى"، ضعف الأداء الذى تقدمه الحكومة فيما يتعلق بإلافراج عن الصيادين المحتجزين بالدول المجاورة، حيث قال: "المفاوضات الأخيرة التى تمت للإفراج عن صيادينا فى اليمن تمت بين أصحاب المراكب والمسئولين هناك، والحكومة نسبت الفضل لنفسها بعد رجوع الصيادين".
وطالب نقيب الصيادين بالدقهلية الحكومة، بتوجيه نفقاتها من إنشاء مزارع إلى الاهتمام بالبحيرات والشواطئ وتطهيرها، مؤكدا أن مهنة الصيد يعمل بها الكثير من أبناء الوطن.
طلبات الإحاطة التى اختصها أعضاء البرلمان بشأن الصيادين
على مدار دور الانعقاد الأول والثانى للبرلمان، تقدم أعضاء مجلس النواب بأكثر من 10 طلبات إحاطة حول أوضاع الصيادين، ومنها احتجاز الصيادين بالدول المجاورة، لتعديهم على المياه الإقليمية لها، ومنها ما يخص تردى أحوال الشواطئ والبحيرات وتلويثها وغيرها.
الأمر الذى أصبح ظاهرة تواجه البرلمان المصرى، وفيما يلى أبرز 4 طلبات إحاطة جاءت بهذا الشأن:
تقدم النائب يوسف الشاذلى عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم، بطلب إحاطة تقدم به ضد وزير البيئة، بشأن تلوث بحرية قارون، أكد خلاله تشريد 6000 صياد بسبب تلوث البحيرة، وأثر ذلك على إنتاجها للأسماك.
ولفت النائب إلى أن البحيرة كانت تنتج ما يزيد عن ٥٠٠٠ طن أسماك سنويا، وفى السنوات الأخيرة أصبح إنتاج البحيرة لا يتخطى حاجز ١٠٠٠ طن فى العام الواحد، كما تهدد مياه الصرف بالقضاء على ١٤٠٠ فدان من المزارع السمكية على ضفاف البحيرة، وهو ما جعل ٦٠٠٠ صياد يهجرون المهنة ويبحثون عن مصادر دخل أخرى، ومنهم من قرر الهجرة إلى دول الجوار مثل السودان وليبيا رغم عدم الاستقرار الأمنى فى تلك الدول.
النائب محمد عباسى عضو مجلس النواب عن دائرة رشيد بمحافظة البحيرة، تقدم هو الآخر بطلب إحاطة للدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، بشأن تطهير بوغاز رشيد وإهماله بسبب تراكم الترسيبات البحرية، مما يعوق من حركة الملاحة.
وأكد النائب خلال طلب الإحاطة المقدم لوزير الموارد المائية والرى، أن الترسيبات البحرية تتراوح ما بين 3 إلى 3 ونصف متر فى أعمق المناطق، الأمر الذى يؤدى إلى غرق الكثير من مراكب الصيد، ومن ناحية أخرى وزارة الرى لا تشعر بحال الصيادين، قائلا: "أنتم فى معزل عن المواطنين وتدلون ببيانات تنافى الحقيقة والواقع".
وأرجع النائب أشرف عمارة فى طلب إحاطة تقدم به إلى رئيس الوزراء، لجوء الصيادين إلى المياه الإقليمية للدول المجاورة إلى التلوث الشديد الذى تعانيه البحيرات والشواطئ المصرية من مخلفات المصانع وعدم تطهيرها.
وتقدمت النائبة هالة أبو السعد، وكيل لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة، بطلب إحاطة، بخصوص المشكلات التى تواجه الصيادين بمحافظة كفر الشيخ.
وقالت "أبو السعد"، إن صيادى كفر الشيخ يعانون عدم توفر إمكانيات بإجراء مسح ذرى، لمعرفة أماكن تجمع الأسماك، وتحديد مسافة القاع ونوع التجمعات السمكية، كما يعانى الصيادون من عدم وجود رقابة صارمة على المخالفين، مما يهدد مخزون الثروة السمكية، خاصة الممارسات المخالفة التى يقوم بها أصحاب السفن فى صيد ذريعة الجمبرى ما يهدر ثروة كبيرة من تلك المخزونات.