قررت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، برئاسة النائب علاء عابد، خلال اجتماعها اليوم الأحد، تنظيم زيارات ميدانية مفاجئة لدور الأيتام فى محافظات الصعيد والوجه البحرى خلال الفترة المقبلة، للوقوف على مدى ملائمتها بعدما استعرضت اللجنة التقرير المبدئى لزيارتها الميدانية المفاجئة إلى جمعية "دار أولادى" بنين بحى المعادى فى القاهرة، وجميعة "رسالة" بنين وبنات بحى فيصل فى الجيزة.
وأوصت اللجنة فى تقريرها المبدئى الذى حصل "برلمانى" على نسخة منه، أن تُفَعِّل وزارة التضامن رقابتها على دور الأيتام، ومتابعة أداء القائمين عليها، وتلبية جميع الاحتياجات الصحية والغذائية والنفسية والاجتماعية للأطفال واحترام خصوصياتهم، وتوفير الشروط الصحية فى المبنى والممثلة فى التهوية الجيدة، والإضاءة، ومياه الشرب، ودورات المياه النظيفة، وتوفير غرف منفصلة للمشرفين عن أماكن إقامة ومعيشة الأطفال، والاهتمام بالملعب المخصص لمزاولة النشاط الرياضى، وتجهيز المطبخ والمطعم بالتجهيزات المناسبة والأدوات اللازمة لتحضير وحفظ الطعام، وتأكيد الاهتمام بالوجبات الصحية المقدمة للأطفال وضرورة أن تحتوى على بروتين حيوانى.
وشددت اللجنة، على أهميه توفير جميع إجراءات الأمن والسلامة والحماية المدنية، وعقد برامج توعية للأطفال لدعم القيم المجتمعية والثقافية وتنمى لديهم روح المواطنة، وتدريس مادة المواطنة لنزلاء الدور لتنمية غريزة الانتماء للمجتمع، منعاً لاستغلالهم من قِبَل التيارات التى تعتمد على العنف كمنهج لها.
وطالب تقرير اللجنة، وزارة التضامن الاجتماعى بمطالبة دور الأيتام بالإعلان عن ميزانيتها السنوية على موقع الوزارة، ومراجعة تراخيص دور الأيتام القائمة ومدى مطابقتها للائحة النموذجية للعمل بدار الأيتام وقانون الطفل، وعَقْد دورات تطوير مهارات التعامل مع الطفل وتشكيل لجنة من الوزارة للتحقيق فى شكاوى الأطفال الخاصة بعدم حصولهم على شقق بنك الإسكان المخصصة لهم وإحالة المتورطين لجهات التحقيق.
واستعرض التقرير، ملاحظات اللجنة حول تفقدها لمقر جمعية "أولادى" مشيرة إلى أن الدار مكونة من 4 طوابق وملحق بها ملعب، ويوجد بكل طابق غرف معيشة شبيهة بالعنابر وملحق بكل طابق حمام مكون من 3 عيون ولا توجد سخانات فى حمامات الدار، وأن عدد النزلاء 112 طفلاً.
ورصدت اللجنة فى تقريرها، خلو غرف مبيت الأطفال والحمامات من النوافذ علاوة على وجود رائحة كريهة جدًا بالغرف، ووجود أسرة مصنوعة من الأسمنت ومراتب "بالية" رقيقة السُمْك، وأن المشرفين يبيتون فى غرف الأطفال ولا يوجد لهم غرف منفصلة كما تنص اللائحة النموذجية المنظمة للعمل بدور الأيتام، لافتة إلى أن الدار تحتوى على مطبخ واحد فقط يعمل به اثنين من الطباخين بما لا يتناسب مع عدد النزلاء فى الدار، ويوجد بالمطبخ 3 ثلاجات خاوية تمامًا من أى أطعمة أو معلبات عدا ثلاجة واحدة كبيرة بها لحوم مجمدة.
وحسب تقرير اللجنة، فإن اللجنة وجدت غرفة خالية من الأجهزة الطبية يوجد بها طبيب لمدة 3 أيام فقط والدار متعاقدة مع مستشفى الفاروق التابعة إلى الجمعية الطبية الإسلامية، مشيرًا إلى وجود استراحة بالدار، وعلى الرغم من وسعها نسبيا لكن لا تحوى إلا أريكة واحدة متهالكة وشاشة تلفزيون 17 بوصة، كذلك وجود ملعب بأرضية أسمنتية غير مستوية لا تصلح لممارسة أى نشاط رياضى، فضلاً عن كونها تشكل خطورة على الأطفال أثناء اللعب، على حد التقرير.
وأكدت اللجنة، سوء مستوى النظافة والغذاء والأدوات المستخدمة فى الطهى، ما يهدد صحة النزلاء، علاوه عن أن الغذاء غير كاف وكذلك عدد المشرفين على الدار لتهيئة المحيط الاجتماعى والمناخ الأسرى، وعدم توافر إجراءات الأمن والسلامة والحماية المدنية، فلا توجد مياه أو "حنفية" لاستخدامها فى الإطفاء ولا توجد خراطيم مخصصة للإطفاء، وطفايات الحريق معطلة، كما تلقت اللجنة شكاوى من بعض المتمتعين بالرعاية ممن كانوا نزلاء بالدار لتضررهم من عدم حصولهم على الشقق السكنية المخصصة لهم من بنك التعمير والإسكان.
وطالبت اللجنة، وفقًا للتقرير، من القائم على الدار بإفادة اللجنة بعدد من الأجوبة لعدة تساؤلات أهمها عن عدد النزلاء وعدد المشرفين بالدار، وكشف الشقق المخصصة للدار وبيان بأسماء شاغليها.
وفيما يتعلق بالزيارة الثانية إلى جمعية "رسالة" بفرعيها البنين والبنات، فأكدت أن موقع دار البنين فى شارع جانبى يصعب وصول سيارات الإسعاف والمطافئ مما يعرض حياة النزلاء للخطر، وعدم وجود مكان مخصص لممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية، وضعف الإضاءة، مشيرة إلى أن غرف المبيت جيدة من حيث التهوية والأثاث والتغطية والأرضيات، علاوة على وجود مكيفات وحمامات نظيفة، وارتداء الأطفال ملابس جيدة، وتلقى الأطفال تعليمهم بمختلف مراحل التعليم، ويتم إلحاق بعض المتميزين بالمعهد البريطانى، وتوفر الدار فرص الالتحاق بالأندية وأسر بديلة لاستضافة الأطفال.
وفى دور الفتيات، أكدت اللجنة أن موقعها أيضًا يتواجد فى شارع جانبى، وتوجد بالدار فتيات نزيلات تخطى عمرهن 25 سنة، ويشكين بعضهن من عدم كفاية الخبز المقدم لهن فى الطعام، وأن بعض الفتيات اشتكت من سوء المعاملة من موظفى وزارة التضامن أثناء تفقدهم الدار، فيما توفر الدار فرص لتعلم الفتيات، وتتقاضى كل فتاة مصروف شهرى 400 جنيه، وأن مشرفات الدار تتمتع بمؤهلات علمية عالية.
النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أكد أهمية استمرار الزيارات المفاجئة لدور الأيتام، للوقوف على مدى صلاحية القائمين على هذه الدور للتعامل مع الأطفال، مشيراً إلى أن الزيارة التى قامت بها اللجنة مؤخراً كشفت عن سلبيات عديدة فى جمعية "أولادى" بالمعادى مقابل أخرى إيجابية فى جمعية "رسالة".
وقال "عابد"، خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، اليوم الأحد، إن دار أولادى بحى المعادى، رغم أنها فى منطقة جيدة جداً، والمبنى الذى تتواجد فيه يقدر بمئات الملايين، إلا أنه بالداخل لا تجد "شبابيك" للنوافذ رغم أننا فى "عز البرد"، والسخان غير جيد، ولا تجد ضابط ولا رابط.
وأضاف "عابد"، أنه لا يلقى اللوم على القائمين على هذا الدور فقط إنما المجتمع أيضا، لافتًا إلى أن الأمر على النقيض تماماً داخل "جمعية رسالة" التى يتميز الأولاد فيها بالالتزام والانضباط والتدين، علاوة عن مشاركتهم فى كثير من الرياضات.
وتابع "عابد"، أن الزيارات المفاجئة من شأنها تحقيق الردع الخاص والعام، لأنها تجعل جميع تلك المؤسسات تشعر بأن هناك رقابة فعليه عليها.
وأشار عابد، إلى أن اللجنة ستجرى زيارات مفاجئة لصعيد مصر فى ضوء زياراتها الميدانية التفقدية، وقال إن الزيارة التى ستكون برئاسته تضم 10 نواب، منهم أعضاء مجلس النواب عن المحافظات التى ستقع فى الزيارة، علاوة على أعضاء آخرين من اللجنة ومنهم النائب محمد الكومى وعلى عبد الونيس، ومجدى سيف، وشريف الوردانى، وآمال طربية، وعلى بدر.
فيما طالب النائب على عبد الونيس، عضو لجنة حقوق الإنسان، بتقديم بلاغ للنائب العام فى ضوء الزيارة التى أجرتها اللجنة مؤخرًا لجمعية "أولادى" للأيتام بالمعادى.
وقال عبد الونيس، إن هناك تبرعات "رهيبة" على حد وصفه تدخل تلك الجمعية، متسائلاً: "من يحاسبهم؟.. إحنا كنا فى إصلاحية أو مؤسسة عقابية مش دار أيتام.. إحنا قابلنا مسجل سرقات فى هذه الدور".
من جانبه طالب النائب محمد ماهر، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، بحصر جميع الجمعيات ودور الأيتام غير المشهورة وزياراتها، قائلاً: "للأسف بعض هذه الجمعيات أصبحت تنشأ كسبوبة لجمع المال".
وأشارت النائبة سلوى أبو الوفا، إلى أهمية الرقابة على دور الأيتام، واستمرار الزيارات الميدانية، وهو ما أكده أيضًا النائب محمود رشاد، عضو اللجنة، مشددًا على أن زيارات اللجنة تُعَد سابقة جيدة، مع استكمال الزيارات إلى دور الأيتام والمستشفيات.