انطلقت صباح اليوم، فعاليات اليوم الثانى، للمؤتمر الوطنى للشباب المقام بمحافظة أسوان، حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان الصعيد بين التحديات وآفاق التنمية، وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وعلى المنصة الرئيسية المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، وعدد من الوزراء.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن أحد أهم أسباب تراجع قدرات الدولة وخدماتها المقدمة للمواطنين، هو أن الدولة لم تكن تستطيع أن تحصل على المقابل لهذه الخدمة وبالتالى تراجعت.
وأضاف الرئيس السيسى خلال مداخلته بالمؤتمر الوطنى للشباب المقام بمحافظة أسوان، "أنا عاوز دايما وإحنا بنتكلم على العطاء نتكلم على إن إحنا مستنيين إيه مقابل من الناس، مهم قوى إن إحنا نوضح ده للرأى العام فى مصر، وأن الخدمة أمامها مقابل، ولو المقابل ده مجاش الخدمة هاتدهور وهاتنتهى".
وتابع موجها حديثه لوزير الكهرباء تعليقا على عرضه لمشروعات الوزارة "بنقول بشفافية ومصداقية وبوعى اللى أنت بتتكلم عليه ده تكلفته 4 مليارات دولار تقريبا، وعشان نقدر نشغله طوال العام سيتكلف كام، طيب يا ترى المقابل ده هانقدر نحصل عليه ولو مقدرناش هاندفعه منين؟.
وأشار: "ممكن قوى نتكلم على إننا من 2014 بنتحرك بفاعلية لكن أمانة الكلام معاكم يا مصريين بقولكم إن الحكاية مش كده، الدولة كانت بتقدم خدمة للناس ولا تحصل على المقابل لها فكانت تتدهور، إحنا بنتكلم على مرفق السكة الحديد تقريبا يحتاج 180 مليار جنيه، لإعادة تأهيله وماتقدرش تزود قيمة التذكرة، طيب هذا المرفق سيكون شكله إيه هايبقى القطار شكله عامل إزاى، وإذا لم نحصل على القدر اللى إحنا مخططينه على الأقل من المقابل ده مش هايكون لصالحنا".
ولفت إلى أن هناك فرقا بين الانطباع الذى يأخذه المواطن عن الدولة والواقع، مضيفًا: "وإحنا موجودين هنا معاكم وهنلف مصر علشان نخلى الانطباع زى الواقع".
وأضاف الرئيس السيسى، أن أهل الشر يريدون إدخال المصريين فى دائرة لا يستطيعون الخروج منها، مؤكدا أن السياحة فى مصر تعتمد على الأمان والسلام، لأن السائح القادم إلى الدولة، لا بد أن يشعر بتوافر هذه المعادلة حتى يأتى ويدفع أموالا للدخول للبلد، متابعا: "أنا عمرى ما خفت من أى عدو غير من عدم وعينا أو من إن إحنا نختلف كلنا مع بعض، وأنا كل اللى امتكله وأقدر أقدمهولكم إخلاص وأمانة وشرف".
وأضاف الرئيس أن قطاع السياحة إذا كان مستقرا على مدار الأربعين سنة الماضية لما كانت تحتاج الدولة لشئ آخر سواه، قائلا "لو كان مستقر كان يكفى مصر، ومكنش الدولة هتحتاج إنها تعمل أى حاجة".
وشدد خلال فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الوطنى الثالث للشباب بحضور الرئيس السيسى بأسوان، أن أهل الشر يريدون القضاء على الخير الذى يتم القيام به داخل الدولة، مضيفًا "مبيرحمش أخوه المصرى ومستعد يدوس عليه علشان يهدها"، وتابع "لازم تنتبهو للكلام ده علشان أنا معنديش مصلحة أبدا غيركم".
وأوضح الرئيس السيسى، أن حب الوطن بالإخلاص له وليس كلام فقط، مردفا "أنت هنا فى الصعيد حاسس إن الدولة مقصرة معاك وغفلانة عنك، لكن الفكرة كلها إن البلد تقدر ولا متقدرش، ولو قدرت ومعملتش تبقى مش كويسة، ولو معاها وبخلت على أهلها تبقى مش كويسة".
وعن معرفته بـ"الصعايدة" قال الرئيس: "أنا عارف الصعايدة من الحى اللى كنت ساكن فيه، أنا شفت الصعايدة وعزة نفسهم وكبرياؤهم، والله العظيم مش بقول الكلام مجاملة، الصعايدة كانوا بيخلوا بالهم من بعض فى الحماية، ومحدش يأذى حد، لكن حد يأكل حد لأ.. كل واحد بياكل بدراعه".
وقال المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، إن المرحلة الحالية تتسم بالمواجهة والشفافية لمشاكل متعددة تراكمت على مدار عشرات السنوات، حتى أصبحت مزمنة، ومطلوب حلها فى فترة زمنية محددة، وتحتاج الى استثمارت ضخمة.
وتابع رئيس الوزراء "نواجه هذه المشاكل بمعدلات أداء غير مسبوقة فى عشرات السنين الماضية"، مضيفًا: "اللى كان بيتعمل فى قطاع من قطاعات الدولة النهاردة بيتعمل ضعفه أو عشر أضعافه".
وأكد "إسماعيل" أن أحد أهم أسباب المشاكل التى تواجهنا حاليا، والتحدى الأكبر أيضا، هو أن المؤسسات والقطاعات لم تعمل بالحد الأدنى الذى يغطى تكلفة تشغيلها، فكانت النتيجة انهيار تلك الخدمات حتى وصلت إلى ما وصلنا إليه الآن.
وأضاف رئيس الوزراء خلال مداخلته بمؤتمر الشباب المنعقد بمحافظة أسوان، بحضور الرئيس السيسي، أن التحدى الأكبر الآن أن يكون لدينا قناعة أن هذا الجهد المبذول والانفاق على تطوير هذه المرافق هو المحافظة عليها وتطويرها والتأكد من أنها تعمل بكفاءة، وإلا فإن هذا الجهد المبذول سيصبح غير موجود بعد خمس سنوات فقط وستعانى هذه المؤسسات والهيئات مرة أخرى من الإهمال مرة أخرى.
وحول معدلات الفقر فى الصعيد، اعترف رئيس الوزراء، بارتفاع نسب معدلات الفقر فى محافظات الصعيد، لكنه عاد وأكد أن الحكومة تتدخل بشكل مباشر لمعالجة هذا الوضع قائًلا: نتدخل بشكل مباشر لمعالجة هذا الأمر، وذلك من خلال برامج التنمية الاجتماعية مثل تكافل وكرامة، ونسعى خلال العام المالى الحالى الوصول إلى 1.7 مليون أسرة لتستفيد من هذا البرنامج، بتكلفة تصل إلى 8 مليارات جنيه.
وتابع رئيس الوزراء، الحكومة تسعى إلى أن يكون الصعيد جاذبا للاستثمار وليس طاردا له، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل فى هذا الاتجاه من خلال وضع تشريعات جديدة لجذب الاستثمار فى الصعيد، وطرح الأراضى بالمجان، بالإضافة الى الاستفادة من المزايا النسبية الخاصة بالصعيد خلال الفترة المقبلة، كاشفا عن إقامة أحد المشاريع الكبرى الخاصة بالأعشاب الطبية والعطرية فى محافظة بنى سويف، لإقامة صناعة دواء وتصدير الأعشاب الطبية والعطرية إلى الخارج.
وأوضح رئيس الوزراء أن المرحلة القادمة ستشهد تطويرا كاملا لمعمل تكرير أسيوط، بحيث يكفى إنتاجه لمنطقة الصعيد شمالا وجنوبا، مضيفًا: تطوير مصنع كيما أيضا، مؤكدا أن المرحلة القادمة يجب أن تركز على مجموعة من المشروعات الكبرى فى الصعيد، بحيث يكون النواة لعملية التنمية الشاملة مثل "المثلث الذهبى" والطاقة المتجددة، والتفكير استراتيجيا فى أن يكون جنوب مصر هو البوابة لافريقيا.
وقال الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، إن مشكلة الإسكان سيتم حلها خلال ثلاث سنوات، مؤكدا أنه تم تنفيذ 106 آلاف وحدة سكنية من الفيوم وحتى أسوان.
وأضاف مدبولى، خلال فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الوطنى الثالث للشباب بأسوان، أن الانتهاء من إجراءات الوحدات السكنية هو التحدى الذى يتم مواجهته حاليا، مشيرا إلى أن تأهيل البيوت الريفية فى القرى الأكثر فقرا، يتم تنفيذه بالتعاون مع الصندوق الاجتماعى للتنمية، حيث تم تأهيل 5 آلاف منزل لـ5 آلاف أسرة فى أفقر المراكز بمحافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، أنه تم الانتهاء من طريق "بنى مزار – البويطى" بطول 200 كيلو متر خلال عام ونصف، وسيتم الانتهاء من طريق "ديروط – الفرافرة" بطول 310 كيلو متر خلال هذا العام لخدمة عملية التنمية فى الصعيد.
وقال مدبولى، إن خدمة الصرف الصحى حتى بداية عام 2014 بالدولة كانت تغطى 10% بمعدل 480 قرية فقط من 4770 قرية مصرية، وتخطط الدولة للوصول إلى ما يتجاوز الـ40% خلال عام 2018 لتوصيل هذه الخدمة للمواطنين.
وأضاف الوزير، أن الدولة تحتاج 180 مليار جنيه لتغطية المناطق الريفية والقرى المصرية بخدمات الصرف الصحى والتى تعد أساسية فى حياة المواطنين خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء خلال أعوام 2014 – 2015 و2015 – 2016 من 99 مشروعا لمياه الشرب والصرف الصحى على مستوى محافظات الصعيد بإجمالى استثمارات 5.8 مليار جنيه، منها 50 مشروعا للمياه تم تزويد الطاقة الإنتاجية اليومية إلى 900 ألف متر مكعب يوميا، وهذه المشروعات تخدم 4.5 مليون مواطن فى صعيد مصر، كانوا يعانون من مشكلة المناوبات فى مياه الشرب.
وقال الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، أن هناك خطة لإنهاء 68 مشروع مياه شرب وصرف صحى باستثمارات 3.6 مليار جنيه منهم 30 مشروع مياه بطاقة نصف مليون متر مكعب يوميا، لخدمة 2.5 مليون مواطن فى القرى.
وأضاف أن مشكلة الإسكان سيتم حلها خلال ثلاث سنوات، مؤكدا أنه تم تنفيذ 106 آلاف وحدة سكنية من الفيوم وحتى أسوان.
وأوضح أن الانتهاء من إجراءات الوحدات السكنية هو التحدى الذى يتم مواجهته حاليا، مشيرا إلى أن تأهيل البيوت الريفية فى القرى الأكثر فقرا، يتم تنفيذه بالتعاون مع الصندوق الاجتماعى للتنمية، حيث تم تأهيل 5 آلاف منزل لـ5 آلاف أسرة فى أفقر المراكز بمحافظات المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا.
وشرح المهندس محمد شاكر، وزير الكهرباء، خطة عمل الوزارة، وكيفية ان الشركة استطاعت توفير أضعاف ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية ، بالإضافة إلى أن الكهرباء لن تنقطع بعد الآن، ولن يحدث تذبذب فى التيار كما كان يحدث سابقا، موضحا أن هناك محطات كهرباء أنشئت على مدار الأربع سنوات الماضية تنتج ضعف ما تنتجه مصر فى 55 عاما.
وأوضح وزير الكهرباء ، أن الوزارة وقعت برتوكول تعاون مع وزارة الإسكان، حول المشاركة فى المناطق العشوائية يتم تطويرها، وكشف أن الاستثمارات فى مجال الكهرباء، يصل لإلى ما يقارب 130 مليار جنيه.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن أحد أهم أسباب تراجع قدرات الدولة وخدماتها المقدمة للمواطنين، هو أن الدولة لم تكن تستطيع أن تحصل على المقابل لهذه الخدمة وبالتالى تراجعت.
فى سياق متصل، أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن الصعيد عليه أن يتجه إلى التصنيع حتى لا يتأثر بالمتغيرات التى تحدث فى قطاعي الزراعة والسياحة.
وأوضح طارق قابيل، أن مركز التدريب الصناعى درب أكثر من 7 آلاف شاب فى الصعيد فقط، بالإضافة إلى 1.3 مليار جنيه قروض للشباب.
وأضاف وزير الصناعة، أن الوزارة أجرت دراسات على 180 مدرسة صناعية، وتم تأهيل أكثر من 140 مدرسا، بالإضافة لخدمة المتدربين وعرض منتجاتهم فى المعارض الدولية.
وشدد وزير الصناعة على أن المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، مهمة ولكن الصناعات الكبيرة مهمة أيضا.
وأضاف قابيل، خلال فعاليات اليوم الثانى للمؤتمر الوطنى الثالث للشباب بحضور الرئيس السيسى بأسوان، أن هناك ثلاث تحديات تعمل الدولة عليهم فى الصعيد، هى تهيئة مناخ الأعمال، والبنية التحتية، والتدريب وتهيئة النشء والشباب، وتبذل الدولة جهودا كبيرة فى هذا الصدد.
وتابع وزير الصناعة، أنه من خلال قرض صندوق النقد الدولى سيتم عمل تطوير شامل لـ6 مناطق فى قنا بـ"قفط والهِو" ومناطق "غرب جرجا وغرب طهطا والأحايوة" بمحافظة سوهاج، لجذب الصناعات بتلك المناطق.
وأوضح وزير التجارة والصناعة، أن منطقة المثلث الذهبى بالصعيد، لم يتم تنميته بالشكل الكافى، مؤكدا أن الدراسة عليه استمرت 15 شهرا من قبل مكتب إيطالى، وهناك ثلاثة مستويات فى العمل، وفيها صناعات مناجم ذهب وفوسفات وزنك ومعادن ثقيلة، بالإضافة إلى زراعة عدد من الأفدنة، وشق سياحى.
وكشف وزير الصناعة أن المشروع سيستوعب 500 ألف فرصة عمل، مشيرا إلى أنه سيتم تقديمه خلال أسبوعين تقريبا لمجلس الوزراء.
كشفت داليا خورشيد وزيرة الاستثمار، عن وضع خطة استثمارية ومنهجية لجذب الاستثمار فى جميع المحافظات ومن ضمنها المحافظات الأكثر احتياجا، مؤكدة أن الوزارة تعمل على خلق فرص استثمارية أكثر فى محافظات الصعيد.
وأضافت خلال مداخلتها بالمؤتمر الوطنى للشباب المقام بمحافظة أسوان، بحضور الرئيس السيسى، أن الوزارة قررت فتح فروع للهيئة العامة للاستثمار بمحافظات الصعيد، لخدمة المناطق الأكثر احتياجا، مضيفة: لدنيا فرع بأسيوط وسنفتتح الفرع الجديد فى سوهاج قريبا.
وأوضحت أن هناك خطة لجذب الاستثمار فى القطاعات الاستراتيجية، مثل الزراعة والصناعة وقطاعات التكنولوجية.
وأشارت إلى أن هناك تسهيلا لفرص الاستثمار، وتم وضع برنامج شامل لخدمة الاستثمار فى المحافظات الأكثر احتياجا، وتم عمل لجنة فُض المنازعات، وهناك 167 منازعة فى محافظات الصعيد تم إبداء الرأى فى 60 منازعة منهم.
وأشارت الوزيرة إلى أن قانون الاستثمار ينص على تشريعات محفزة بالمحافظات الأكثر احتياجا، مؤكدة استرداد 40% للقيمة الاستثمارية للمشروع خلال 7 سنوات من التشغيل بهذه المناطق.
من جهتها، أكدت وردة محمد ، أحد الشباب المشاركين بالمؤتمر الوطنى، أن حضورها اليوم بدون واسطة ومحسوبية ودون تلقين، وأن حضورها اليوم فخرا لكل الصعايدة.
وأضافت أن المشروعات كلها على أرض الواقع، وأنها اليوم شعرت بمدى الفارق.