السبت، 23 نوفمبر 2024 03:40 ص

"أمين دار الإفتاء" يوقف جواز شراء الأصوات على نية الراشى.. آمنة نصير: تبرير غير قويم.. فاطمة ناعوت: يُلبس الباطل ثوب الحق وبيع الصوت "خيانة".. وهيثم الحريرى: "باطل يؤدى لباطل"

غضب من الرشاوى الانتخابية "الحلال"

غضب من الرشاوى الانتخابية "الحلال" غضب من الرشاوى الانتخابية "الحلال"
الجمعة، 27 نوفمبر 2015 09:00 م
كتب محمد رضا
أثارت تصريحات الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حول ظاهرة المال السياسى واعتماد كثير من المرشحين على الرشاوى الانتخابية للفوز بمقعد البرلمان، حتى أصبحت من أبرز مظاهر انتخاب مجلس النواب 2015، حفظية عدد من نواب مجلس النواب، والمرشحين بالمرحلة الثانية للانتخابات، بعدما أوقف صحة نيابة النائب الذى يشترى مقعده بمجلس النواب بالمال على نيته.

الشيخ عويضة عثمان copy

ورغم تأكيد جميع علماء الدين أن من يفعل ويقوم برشوة الناخبين يعتبر "آثم شرعا"، إلا أن "أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية"، قال فى تصريح سابق لـ"برلمانى": "إن كانت نية المرشح الذى يشترى الأصوات، الإصلاح وبناء الوطن ودعم مستقبل البلاد ولم يجد غير شراء الأصوات فنيابته جائزة لصلاح النية، وإن كانت نيته تلبية مصالحه الشخصية وتحقيق منافع تخصه ولم يشتر الأصوات فنيابته باطلة".

آمنة نصير: تبرير "الرشاوى الانتخابية" غير قويم ويعطى انطباعا سلبيا تجاه شيوخ الأزهر


وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر"، إننى لا أميل للتبرير فى القضايا مثل الرشاوى الانتخابية، مؤكدة أن خروج أحد شيوخ دار الإفتاء، ووقفه للأمر على نية النائب، تفسير غير قويم ويبتعد عن توجه الدولة للقانون.

امنه نصير مؤتمر للقوة الوطنية

وأضاف أستاذ العقيدة والفلسلفة بجامعة الأزهر، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هذا التفسير سيترك انعكاسا سلبيا وسيئا لدى المجتمع تجاه شيوخ مؤسسة الأزهر، لأن هذا التفسير لا يوصلنا للقانون العادل ويبعدنا عن استقامة الطريق، مشددة على ضرورة عدم البحث عن مبرر أو أى بعد فى هذه القضايا، فى ظل وجود قانون يجرم التدليس والغش والخداع.

وأوضحت عضو مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر"، أنها تتمنى "انقراض" الرشاوى من حياتنا بشكل نهائى، وأن نمارس العمل السياسى ممارسة نظيفة دون مماحكة لمبررات لمثل هذه التصرفات، مؤكدة على ضرورة الابتعاد عن البعد الفكرى الذى لا يصلح قوام الدولة.

فاطمة ناعوت: بائع الصوت خائن للوطن والفتوى بمثابة "شرعنة" للخطأ


ومن جانبها، قالت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، المرشحة المستقلة بدائرة النزهة ومصر الجديدة، إننى اختلف معه اختلاف جذرى وأخلاقى، لأن الغاية النبيلة لا تتم إلا بالطريق النبيل، وإننى أربأ بدار الإفتاء من إصدار فتاوى تدعو المرشحين لشراء الأصوات، مضيفة أن مثل هذه الفتاوى تجيز للناخب بيع صوته، وبيع الصوت لا يقل مهانة عن بيع الجسد، لأن بائع الصوت يأذى نفسه، أما بائع الصوت يبيع ويخون وطن بالكامل –حسب تعبيرها.

فاطمة ناعوت copy

وأضافت المرشحة المستقلة بدائرة النزهة ومصر الجديدة، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هذه الفتاوى "شرعنة" للرشاوى الانتخابية، وتُلبس الباطل ثوب الحق، كما تجعل المرشحين يفعلون الخطأ وهم مرفوعى الرأس، مشددة على ضرورة الكف عن الزج بالدين فى السياسة، واكتفاء رجال الدين بالعمل الدعوى وافتاء الناس فيما يخص الصلاة وغيرها من الأمور الدينية والفقهية.

وأشارت الكاتبة الصحفية، إلى أن مثل هذه الفتاوى، تبلبل الوطن بالكامل، وتعتبر لعبة غير نبيلة، لأنها تخلط بين الدين وهو "ثابت"، وبين السياسة وهى "متحولة"، مشيرة إلى أن هذا الخلط لا يدفع ثمنه إلا الوطن وتتراجع الأوطان بسببه.

هيثم الحريرى: أى قول فى الشأن القانونى لـ"الرشاوى الانتخابية" "باطل يؤدى إلى باطل"


بدوره، قال النائب هيثم أبو العز الحريرى، عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك بمحافظة الإسكندرية، إن الرشوى الانتخابية جريمة يعاقب عليها القانون، وعلى الأجهزة التنفيذية مواجهتها بالعقوبات التى نص عليها قانون الانتخابات، مؤكدا أن أى قول فيما يخص الشأن القانونى فى هذا الأمر "باطل يؤدى إلى باطل".

هيثم ابو العز copy

وأضاف عضو مجلس النواب عن دائرة محرم بك، لـ"برلمانى"، أن النوايا لا يعلمها إلا الله، ولا يمكن أن نحكم على شخص بناء على نواياه، وكل محاولات المتاجرة بالدين واستخدام فتاوى صحيحة أو غير صحيحة فى ذلك مخالفة للقانون، متابعا: "وفى النهاية المواطنين يقيموا الأمور، والمهم هنا وجود المصداقية والشفافية بين المواطن ومؤسسات الدولة".

وتابع: "أنا لست فقيها ولا أتحدث عن الشق الدينى، ولكنى أتحدث عن الجزء القانونى الذى يفرض عقوبات على مستخدمى الرشاوى الانتخابية، كما أنها أمر مرفوض من المواطن".

رافت ابو الخير


print