لماذا تجاهل التعديل الوزارى أحلام المغتربين؟

جدل واسع حول نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، وبقدر الجدل كانت المسئوليات والآمال والطموحات من المصريين فى الخارج والسياسيين فى الداخل، ومع كل تحرك كانت الوزيرة تقابل باعتراضات وموجات من الانتقادات، مرة بسبب تأخرها فى معالجة بعض القضايا، وهو ما كانت جاهزة للإجابة عنه بسبب قلة الصلاحيات المخولة لها، أو انعدام موارد الدولة بخلاف موازنة معتمدة من قبل مجلس النواب، وتارة أخرى تهاجم بسبب تعاطفها أو التواصل مع اتحاد أو رابطة أو تجمع للمغتربين والمهاجرين دون البقية، وأدى كل ذلك لإنشاء تجمع موازٍ للاتحاد العام للمصريين فى الخارج المسمى بالاتحاد الحكومى.


ودخل عمرو الجارحى وزير المالية، على خط المواجهة مع المصريين فى الخارج خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بالتزامن مع تساؤل من بعض النواب عن أسباب الإبقاء على الوزيرة، وعدم رحيلها فى التعديل الوزارى الذى أعلن أمس الثلاثاء.

النائب شريف فخرى ينتقد ضعف أداء وزيرة الهجرة وعدم تحقيق نتائج واقعية

انتقد شريف فخرى عضو مجلس النواب عن المصريين فى الخارج، أداء وزيرة الهجرة، قائلًا، إنه كان يتمنى أن يشمل التغيير وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج نبيلة مكرم، التى عمدت إلى تجاهل نواب المصريين بالخارج فى كل تحركاتها، حتى داخل المجلس، فضلًا عن هجومها على الأزهر ومشكلة العودة من شرم الشيخ مع أبناء الجيل الثانى والثالث ومشاكلها مع نوادى الجاليات وتصريحاتها التى نفتها بعد ذلك.


وما أثار دهشة النائب البرلمانى شريف فخرى، هو الدعم القوى لوزيرة الهجرة كأشيك وزيرة تارة، وتارة أخرى كأطول وزيرة، وأخيرا جاء مؤتمر المصريين بالخارج والذى لم تطلعنا -كممثلين عن المصريين فى الخارج فى البرلمان- الوزارة على توصياته ومدى وجُود خطط للاستفادة فعلًا من علماء المصريين الخارج وليس مجرد الاستعراض بهم، بدلًا مما ورد من عناوين عامة عن أهمية دعم محور قناة السويس وخلافه من أمور عامة.

وللوقوف على الأداء السياسى لوزيرة الهجرة، سأل شريف فخرى، عن مبررات زيادة ميزانية الوزارة من 3 ملايين إلى 27 مليون جنيه لمكافحة الهجرة غير الشرعية، التى لم نطلع على تفاصيلها خاصة مع عمل الوزارة مع 3 لجان على انفراد الشئون الخارجية قبل تولى الدكتور أحمد سعيد رئاسة اللجنة والشئون العربية العربية والشئون الأفريقية، ولا أعتقد أن الحديث مع الوزيرة قد يضيف شيئا والحوار معها غير مجدٍ، خاصة أنها شخصية هجومية من الطراز الأول وربما هذا الأسلوب هو ما أبقاها فى الوزارة ولا حل لنا سوى الدعاء لها بالتوفيق والنجاح.

غادة عجمى تقدم كشف حساب لوزيرة الهجرة بعد عامين من جلوسها على الكرسى

واستمرارًا لردود الفعل البرلمانية عقب إعلان التعديل الوزارى وقبل أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ أكدت النائبة غادة عجمى عن المصريين فى الخارج، أنها كانت تأمل فى ضم وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج إلى وزارة الخارجية، أو وزارة القوى العاملة.


وأعربت غادة عجمى خلال تصريحاتها لـ"برلمانى"، عن أمنيتها بأن يكون للوزارة بعد عامين من اختيار الوزيرة نبيلة مكرم، دور على أرض الواقع من خلال برنامج حكومى مُعْلَن، معقبة: "حتى لا نفاجئ بما يحدث الآن من عدم وجود خطة أو أسس تتحرك عليها الوزيرة، فالقضايا العالقة الخاصة بالمصريين فى الخارج كثيرة، ونحن كنواب سعينا فيها مثل مسألة الترمين وتنسيق الجامعات ومسألة الأزهر، ولم نرَ موقفًا إيجابيًا من جانب الوزيرة، فكررنا مرارًا هل تحتاج الوزيرة أكثر من عامين لمعرفة عدد المصريين فى الخارج؟ فاستمعنا أكثر من مرة لها أنها تجرى مقابلات وتعقد مؤتمرات وتعرض استراتيجيات، ولم نجد نتيجة ترضى أى مصريين فى الخارج".


وأضافت النائبة: "يوجد المئات من الموظفين فى وزارة الخارجية يهتمون بالمصريين فى الخارج برواتب تكلف الدولة ميزانية كبيرة، فما الذى أضافته الوزارة ونبيلة مكرم من جديد بعد عامين بميزانية 27 مليون جنيه، ومقر تكلف الملايين".

وأشارت غادة عجمى، إلى أن النائب طارق الخولى تقدم بسؤال حول الـ10 ملايين جنيه المخصصة للوزارة للمساعدة فى القضاء على الهجرة غير الشرعية على أرض الواقع، متابعة: "لم نشهد سوى بعض المؤتمرات التى لا يمكن أن تتكلف هذا المبلغ".

وقالت غادة عجمى: "الوزيرة وعدت جميع المصريين.. عشمتهم ومانفذتش كلامها، فأتمنى أن تضم وزارة الهجرة لتوفير الميزانية وتكليف الخارجية أو القوى العاملة بمهام هذه الوزارة".

أسباب غضب المصريون فى الخارج من الحكومة بعد تدخل وزير المالية

أكد محمود شكل مؤسس حملة إعفاء جمركى لكل مصرى مغترب، أن تصريحات الدكتور عمرو الجارحى وزير المالية، أمس، حول أن سعر الدولار الجمركى سيصل إلى 16 جنيهًا مما يؤدى لخفض عملية استيراد السلع، إنما دليل قوى على إهمال أصوات المغتربين المتمثلة فى حملة انطلقت منذ عامين تتضمن بعض الأهداف، أولها دعم الاقتصاد الوطنى ورفع الاحتياطى النقدى وتوقف التوحش الدولارى.


وكان "الجارحى"، قد أكد ذلك خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "على مسئوليتى"، مشيرا إلى أن وصول سعر الدولار إلى 19 جنيهاً كان مبالغاً فيه، مشيراً إلى أن انخفاض سعره اليوم يعكس الثقة فى الإجراءات الاقتصادية.

وأكد "شكل"، أن تصريح وزير المالية لا يليق أن يكون رد على 10 ملايين مغترب بالخارج، ورده أن الدولار الآن متوافر ما هو إلا "وهم"، وليس بحاجة إلى توافر العملة الصعبة، وتعجب "شكل" مؤسس حملة "إعفاء جمركى" متسائلا: كيف يكون هناك تضخم وسعر الدولار الواحد يتجاوز الـ16 جنيها وفى نظر وزير المالية الدولار متوافر وليس بحاجة إليه؟

واعتبر حديث مسئول حكومى كبير عن وضع الاقتصاد المرتبط بالدولار، بأنه غياب عن الواقع المرير الذى تأثر به المواطن العادى البسيط، وداخل مصر وغلو المعيشة وارتفاع الأسعار بسبب أزمة الدولار، مؤكدًا أن الحملة لن تحمل الدولة جنيهًا واحدًا وأن سيارات المصريين فى الخارج يتم الاستغناء عنها بالبيع أو تركها أو إرجاعها لشركات التقسيط مرة أخرى، وذلك لارتفاع القيمة الجمركية التى وصفها "شكل" بنار جهنم، مؤكدًا أن المستفاد فى المقام الأول من القرار المزمع تنفيذه هو وزير المالية والاقتصاد والمرور والعاملين داخل مصر وشركات التأمين على السيارات.

وأوضح محمود شكل مؤسس حملة إعفاء، أن انطلاق الحملة من البداية عندما سلم نسخة من مشروع الحملة يدًا بيد لنبيلة مكرم وزيرة الهجرة، كان مقسما إلى شقين: الشق الأول عبارة عن وديعة بقيمة ٢٥٠٠ دولار ترد بعد سنتين ونصف بدون فائدة، والشق الثانى ٥٠٠ دولار منحة لا ترد لصندوق تحيا مصر، وهذا يعتبر أفضل بكثير من قرض صندوق النقد الدولى، الذى يسعى فيه وزير المالية بكل قوة للحصول عليه.

وقال مؤسس إعفاء، إن المشروع تغير بعد أن أصرت الوزيرة نبيلة مكرم على أن الإعفاء يكون مقابل تحويل دولارى مقسم أيضا إلى 4 شرائح، ووافق الجميع على هذا المقترح الذى يهدف إلى الاستبدال من البنوك الوطنية المصريه بالجنيه المصرى، وهذا يعتبر حالا ميسرا لأنه بذلك يوفر الدولار بالبنوك المصرية.

وكان وزير المالية عمرو الجارحى، قد أكد فى مداخلة هاتفية أمس مع عمرو أديب، أن مشروع الإعفاء الجمركى، ممكن دراسته، الأمر الذى أشعل مواقع التواصل بغضب كبير بين المغتربين بعد عامين من المجهود يرد بتجاهل المشروع، وهو ما دفع محمود شكل للتعجب قائلًا: وزير المالية يسعى ليحصل على قرض من صندوق النقد ويفضله عن مشروع أبناء الوطن بالخارج، مضيفًا أن الجمارك مستفيدة وبقوة من تطبيق الإعفاء للمغترب إذا تم هذا المشروع المقترح، وأنهى حديثه بأن المشروع لن يتوقف بمداخلة تليفونية والحملة مستمرة لن تتوقف إلا بالمحطة الأخيرة لتطبيق المشروع لتحقيق الفائدة والتواصل للجميع.