كشفت استمارات التعداد السكانى، الذى يجريه الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء خلال العام الحالى، عن تضمن بند "خانة الديانة"، اختيار المواطن واحدا من 5 خيارات، وذلك لأول مرة فى التعدادات الرسمية منذ 30 سنة، فيما يخص سؤال الديانة، ولأول مرة على صعيد توفير هذا الكم من الخيارات.
وأظهرت الاستمارات، التى حصل "برلمانى" على نسخة منها، أن خانة الديانة تتضمن الخيارات: "مسلم أو مسيحى أو يهودى أو ديانات أخرى أو غير مبين".
أبوبكر الجندى: الإجابة على سؤال الديانة اختيارية
فى هذا الإطار، كشف اللواء أبو بكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن أن الإجابة على "خانة الديانة" فى استمارات التعداد السكانى، التى يستوفيها المواطنون خلال مرحلة "حصر وعد السكان"، اختيارية، وذلك اتباعًا للمفاهيم والأعراف الدولية فى عمليات التعداد.
ويأتى هذا التصريح بالرغم من أن "الجندى"، كان قد أكد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فى أول فبراير الجارى، أن المواطن ليس لديه خيار فى الإدلاء ببياناته فى التعداد السكانى أو لا، مؤكدا أن كل التشريعات وقوانين الإحصاء فى العالم تُجرّم امتناع المواطن عن الإدلاء ببياناته فى التعداد السكانى، وهناك عقوبات يحددها القانون فى هذا الأمر، تبدأ من الغرامة حتى الحبس.
وقال "الجندى" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن اللجنة الإحصائية بالأمم المتحدة، أقرت فى تسعينيات القرن الماضى أن تكون خانة الديانة فى التعدادات السكانية اختيارية، لافتًا إلى أن آخر تعداد شهد رصد خصائص السكان طبقا للديانة، كان فى العام 1986، وبعدها أقرت الأمم المتحدة أن تكون الإجابة على سؤال الديانة "اختيارية".
رئيس جهاز الإحصاء: قيمة البشر لا تحددها الديانة
وعلى صعيد مسار المعلومات الواردة فى الاستمارات، أكد رئيس جهاز التعبئة والإحصاء، أن النتائج الواردة ضمن إجابات المواطنين على هذا التساؤل لا يتم رصدها بشكل منفصل، أو إعلانها، وذلك إعلاء لقيمة البشر التى لا تحددها الديانة، لافتًا إلى أن عدم الإجابة على سؤال "الديانة" فى استمارتى "المبانى والسكان" فى التعداد، يتم من خلال اختيار كلمة "غير مبين"، الموجودة ضمن اختيارات الإجابة.
مصدر بـ"الإحصاء": التعداد الإلكترونى يفرض وضع مزيد من الخيارات
فى سياق متصل، قال مصدر مسؤول بجهاز الإحصاء، إن وضع خانة "الديانة" فى التعداد السكانى الحالى، ليس أول مرة، إذ كانت موجودة فى التعدادات السابقة، ولكن ما تم وضعه لأول مرة فى التعداد الحالى، هو اختيارات الإجابة على هذا التساؤل، وذلك نظرًا لأن التعدادات السابقة كانت ورقية، ويمكن ترك التساؤل بدون إجابة، إذ من كان يرغب فى الإجابة كان يكتب نوع ديانته، أما من يرفض فكان يترك الخانة فارغة دون إجابة.
وأضاف المصدر، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن فى التعداد الحالى الإلكترونى، يصعب ترك أى تساؤل بدون إجابة، نظرًا لطبيعة جهاز التابلت المستخدم فى التعداد الجارى، الذى يرفض قبول الاستمارات ذات الإجابات الناقصة أو المتناقضة، لذا كان علينا وضع عدة اختيارات، تشمل اختيارا لرافضى الإجابة على التساؤل والإفصاح عن دياناتهم.
وأوضح المصدر، أن الاختيارات المتاحة كإجابة على تساؤل "الديانة" ضمن استمارة "السكان"، تتضمن 5 إجابات، هى: "مسلم، مسيحى، يهودى، أخرى، غير مبين"، لافتًا إلى أنه تم وضع هذه الاختيارات بناء على الديانات السماوية الثلاثة، واختيار "أخرى" لمن يعتنق ديانة غير الديانات السماوية، أما اختيار "غير مبين" فهو لرافضى الإجابة على السؤال.
وأشار المصدر، الذى رفض الكشف عن هويته، إلى أن اختيار "أخرى" فى الإجابات، غالبًا سيكون خاصًا بالأجانب المقيمين فى مصر، من غير المسلمين والمسيحيين، أما اختيار "غير مبين" فهو خاص بالممتنعين عن الإجابة، مشدّدًا على أن نتائج هذه "الخانة" لن تكون معلنة، خاصة أنها لا تتخذ صفة الشمول، من حيث أن الإجابة غير إجبارية، وبالطبع سيوجد ممتنعون عن الإجابة، ومن ثمّ لن يكن هناك حصر دقيق، كما أنه يمكن فهم وترجمة هذه النتائج بشكل خاطئ فى حال إعلانها.