كتب تامر إسماعيل
76.5 مليون جنيها حصل عليهم النائب محمد أنور السادات تمويلا أجنبيا لجمعية السادات للتنمية الزراعية والمجتمعية فى الفترة من 2007 وحتى 2016، أى على مدار 10 سنوات تقريبا -وفق الخطاب الرسمى الذى أرسلته وزارة التضامن لمجلس النواب- بمعدل 7.5 مليون جنيها فى العام الواحد، الحصول على تلك الأموال لم يكن بالنسبة لنا هو الأزمة، ورغم أن النائب وجمعيته أحد المتهمين فى القضية رقم 173 لسنة 2011 بتلقى تمويلات من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذا الشأن متروك للقضاء، لكن السؤال الذى حاولنا البحث عنها، هو أين أنفق السادات وجمعيته تلك الأموال الضخمة التى لو أنفقها على التنمية الزراعية والمجتمعية فى دائرته بالمنوفية، لكانت أصبحت أكثر بقاع مصر خصوبة وإنتاجية وكفاءة فى الزراعة، ولأصبحت بلا فقير أو مريض واحد، وبما أن الوضع ليس هكذا، فأين أنفق النائب تلك الأموال التى حصل عليها من خلال جمعيته؟.
جمعية تحصل على الملايين سنويا ليس لها موقع إلكترونى تكلفته 500 جنيه
رحلة البحث عن نشاط الجمعية بدأ بالبحث عنها على الإنترنت، الدافع الأول للسؤال كان عدم وجود موقع إلكترونيا خاص بالجمعية، إذ كيف لجمعية تتلقى هذا الحجم من التمويل وليس لها موقعا إلكترونيا لا يتكلف إنشائه سوى مئات الجنيهات، خاصة أن جمعية بهذا الحجم وبهذا التمويل لابد أن يكون لها نشاطات مكثفة وأعضاء ومنتفعين كثيرين، وموقع إلكترونى لسهولة التوصل والتعرف على إنجازاتها ونشاطاتها فى مجال التنمية الزراعية والمجتمعية.
صفحة الجمعية على فيس بوك تكشف مفاجآت
وقد يكون مجال عمل ومحيط الجمعية والمنتفعين بها من فقراء وفلاحين ليسوا من القادرين على التعامل مع مواقع الانترنت، إلا أن المفاجئة كانت فى وجود صفحة رسمية للجمعية على فيسبوك، وقد يكون النائب اختار هذه الوسيلة لأنها الأسهل والأكثر حداثة، وشعر أنها تكلفى لنشر نشاطات الجمعية والإعلان عن خدماتها والتواصل مع المواطنين، وكانت المفاجأة الثانية، إن الصفحة الرسمية لجمعية بهذا الحجم لم تضع منشورا واحدا منذ أغسطس الماضى، بل كان الأغرب أن الجمعية التى تحصل على تمويلا بمتوسط 7.5 مليون جنيها فى العام الواحد لم تجرى نشاطا واحدا –وفق الصفحة الرسمية- منذ عام 2014، وكان عبارة عن مسابقة خاصة بتوزيع دعما ماليا على جمعيات أهلية مختلفة.
الجمعية تعقد اجتماعات أعضائها بفنادق فاخرة ومدن سياحية
الدافع الثالث للتساؤل عن أوجه إنفاق أموال التمويل الأجنبى للجميعة، هو أن الاجتماعات الخاصة بالنشاط الوحيد الذى قامت به الجمعية فى آخر 3 سنوات، تمت فى أحد الفنادق الفاخرة وفى مدنية سياحية، ونشرت الصفحة صور الاجتماع الذى حضره أعضاء الجمعية وأخرين فى فندق سويس أن بمدينة العين السخنة، كما عقدت الجمعية مؤتمرها الختامى للنشاط بفندق ماريوت بالقاهرة، وتابعت المواقع الإخبارية هذا المؤتمر.
السؤال عن فيما أنفق النائب تلك الأموال، كانت دوافعه عدم وجود أرشيف لنشاطات الجمعية على مواقع الأخبار –كغيرها من الجمعيات الأقل حصولا على تمويل، وعدم وجود موقعا إلكترونيا لها، وخلو صفحتها على فيس بوك من أى نشاط خدمى ومجتمعى يعبر عن اسمها الذى حمل رسالة التنمية الزراعية والمجتمعية.