كتب محمد إسماعيل – كامل كامل
وضع الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، مجموعة من الشروط لدمج أفراد الإخوان والجماعة فى المجتمع، من بينها التخلى عن أفكارهم بداية من حسن البنا مؤسس الإخوان، والتحول إلى جماعة دينية فقط، لكنه رَجَّحَ أن الجماعة لن تقبل بهذا الشرط، وأنه لا يبدو أن هناك أمل قريب لحل هذه الأزمة.
وقال "مكرم"، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، إن حديثه حول أن باب التوبة مفتوح أمام أفراد الإخوان ليس بجديد، معقبًا: "باب التوبة مفتوح منذ فترة طويلة، وأى فرد إخوانى يريد أن يتخلى عن أفكار الإخوان ويطلق علاقته بالجماعة، فإن الباب مفتوحًا أمامه".
وتابع نقيب الصحفيين الأسبق: "أما الجماعة كتنظيم؛ فإنها لا تميل إلى المصالحة، لأن قياداتها هم أساسًا من التنظيم السرى، وستدينهم، ولأن الجماعة ممتلئة بالشروخ التى سوف تؤدى إلى انهيارها، لكنهم للأسف جروا الشباب إلى التشدد".
وأضاف: "أما الإخوان كجماعة فإنها تحتاج أن تبرئ نفسها من هذا الفكر، بداية من حسن البنا، وألا يكون لديها تنظيم ووجهين أحدهما للعمل السرى والآخر للعمل العلنى، وألا تنشغل بالسياسة، وتتوقف عن تنظيم الشباب، ومن الممكن أن تتحول وقتها إلى جماعة دينية فقط، لكنى أعلم أن الإخوان لن تقبل بهذا لأن لديها مصادر تمويل ضخمة، ومن يتحكمون فى الإخوان الآن ويقودون الجماعة هم غلاة المتطرفين ونشأوا فى التنظيم السرى، وبالتالى يبدو لى أنه لا يوجد أمل قريب".
من ناحيته قال سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسى، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أنه يؤيد أى دعوة لتهدئة الأمور والمصالحة مع أعضاء الجماعة كأفراد، مشيرًا إلى أنه يطالب بهذا الأمر منذ نحو 3 سنوات.
وقال لـ"برلمانى": "أشكر الأستاذ مكرم بقامته وتاريخه لتناوله هذا الأمر، والمطلوب هو تغيير الأساليب لأن الأفكار والنوايا صعب جدًا رصدها، أما ما يهم الدولة فهو السلوك، والالتزام بالقانون، والتخلى عن العنف، والتوقف عن خطاب الكراهية والتحريض".
فى المقابل أبدى الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، معارضته لأى حديث حول دمج الإخوان فى المجتمع وقال: "يبدو أن الأستاذ مكرم لم يتعلم من تجربته مع مراجعات الجماعة الإسلامية، حيث أن البعض راجع ثم تراجع عن المراجعة، وبعضهم ذهب إلى سوريا، وبعضهم الآن فى سيناء، وبعضهم تراجع فعلاً والتزم بالمراجعة".
وتساءل "السعيد": "باب التوبة مفتوح لكن لمن؟.. هل لمن قتل واستخدم العنف وأسال الدماء؟ أم لمن يجلس فى منزله ويقول لا دخل لى بأى شئ؟.. باب التوبة مغلق فى وجه كل من رفع السلاح ضد المواطنين، والدولة، والجيش، والشرطة، وكل من أسال نقطة دم واحدة من أى مواطن مصرى، فلا توبة له، ولابد أن يتحاكم وفق أحكام القانون ويعاقب وفق أحكام القانون".
وأضاف: "يوميًا نفاجئ بمحاولات لا يمكن ابتلاعها، أحيانا يصبح الحديث حول الإفراج عن الشباب، وأحيانا حول الإفراج عن كبار السن، إذن من سيبقى داخل السجون؟".