"رقبة رمسيس" فى عصمة مين؟

خاض الملك رمسيس الثانى معارك عدة، بعضها استمرت 15 عاما بقيادة القوات المصرية، وأعاد السيطرة لمصر على كنعان وغيرها من المدن التى استهدفها، وكان من أكثر الفراعنة شهرة، ونصب نفسه وليا للعهد وهو فى سن الرابعة عشر من عمره، فيما لم يكن يدرى أنه سيهان بمثل هذه الطريقة بعد موته.

مهرجان المطرية فى زفة الملك رمسيس

تماشيا مع ما رأيناه، وفى مشهد يمكن أن نطلق عليه "مهرجان المطرية" - كما نرى فى الأفراح الشعبية -، تعاملت الدولة مع تمثال الملك رمسيس الثانى، بعد أيام من إعلان وزير الآثار اكتشاف أثر مهم بمنطقة المطرية، غير أن التعامل مع ما أعلن عنه الوزير لم يكن به أى شكل من أشكال الاهتمام.!

حفار ولودر وشاش أبيض ومتفرجين

حفار أو لودر، وشاش أبيض، ومريدين، ومتفرجين، ومصفقين، هكذا كان مشهد استخراج أثر هام أعنلت عنه جهة رسمية فى الدولة، ولا أدرى كيف لدولة تمتلك من الخبرات فى هذا الشأن ما يؤهلها للتعامل الأمثل مع الاكتشافات الأثرية، أن يكون هذا المشهد هو عصارة خبراتنا المزعومة؟!

أسئلة للوزارة.. هل هكذا تورد الأبل؟

الوزارة أصدرت بيانا، قالت فيه، إن ما تم رفعه باللودر كان جزء من الرأس، أما باقى الأجزاء فتجرى دراسة كيفية رفعها!، يا الله.. دم رمسيس فى رقبة مين؟ أو رقبة رمسيس فى عصمة مين؟... وهنا تقفز الأسئلة.


هل بدأت وزارة الآثار فى التعامل مع الاكتشاف الأثرى دون خطة، ومن ثم رفعت جزء من جسم الأثر باللودر ولا تعرف كيف سترفع الباقى؟!


هل اكتشفت الوزارة فجأة أن الرأس ثقيلة، وباقى الجسم أخف، وبالتالى رفعت الجزء الأثقل باللودر، بينما لا تعرف كيف تتعامل مع الجزء الأخف؟!


هل هذه الطريقة، وهذا المهرجان الشعبى الذى رأيناه، هو التعامل الأمثل مع الاكشتافات الأثرية؟، ومع تسليمنا بعظمة الاكتشاف، وأهمية الأثر، ودون القفز على نجاح من اكتشف، لا يمكن أن نغفل خطأ من أخرج المشهد الأخير بهذه الصورة، ليس هكذا تورد الأبل يا سادة.

الوزير يخرج فى مؤتمر صحفى عالمى بعد استدعاء البرلمان

البرلمان معنى بهذا الملف، ومطالب بوضع تصور للتعامل مع الآثار، ووقف جرائم العشوائية فى هذا الشأن، قبل أن نتحدث عن دوره فى التحقيق بخصوص ما حدث فى المطرية.


لجنة الإعلام والآثار بالبرلمان أعلنت نيتها استدعاء وزير الآثار لتوضيح ما حدث، ونحن نقول، إن المهم بعد ذلك، خروج الوزير ذاته فى مؤتمر صحفى عالمى لتوضيح حقيقة الأمور، وما هو أهم، تشكيل لجنة برلمانية، تخرج لنا بتصور واضح يقنن ويحدد التعامل مع الاكتشافات الأثرية، ويحدد الجهات التى تشرف وتؤمن وتتابع الاكتشافات، فلا يمكن أن يكون لدينا مثل هذا التصور أو القانون، ونخرج للعالم بمشهد أقرب للأفراح الشعبية، خلال استخراج أثر مهم بهذا الشكل.


تصدى البرلمان لما حدث هام، وضبطه لما سيحدث ضرورة، وخروج الوزير فى مؤتمر لتحسين الصورة لزاما، وبتر العشوائية فريضة وفرض.