شن أعضاء مجلس النواب عن المصريين فى الخارج هجومًا حادًا على وزيرة الهجرة بعد توقيعها لبروتوكول مثير للجدل تسبب لأزمة جديدة وتساؤل عن الدور الحقيقى للوزارة وعن المصارف الرسمية التى تنفق فيها ميزانية الوزارة البالغة 27 مليون جنيه.
ورفض أعضاء مجلس النواب عن المصريين فى الخارج وهم: شريف فخرى، ونانسى نصير، ومنى الشبراوى، وغادة عجمى، ومعتز السعيد، وحمدى عمر سليمان، ورشا رمضان، توقيع نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين فى الخارج، بروتوكول مع إحدى الجمعيات الأهلية، لنقل جثامين المتوفين فى الخارج على نفقة الجمعية، مؤكدين أنهم فوجئوا بهذا التحرك.
وأعلن النواب فى بيانٍ لهم أول أمس الثلاثاء، رفضهم للبروتوكول الذى وقعته وزيرة الهجرة للتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسة مصر الخير، بأن تتولى المؤسسة نفقات نقل جاثمين المصريين المتوفين بالخارج.
وأكد النواب رفضهم للتصدق على المغتربين، قائلين: "لا نقبل التصدق على المصريين فى الخارج، ولن نقبل أيضا هذا الشكل المهين لنقل جاثمين موتاهم بعد قضاء عمرهم فى خدمة وطنهم، ونعتبر أن هذا البرتوكول إهانة للمصريين ويسلب أبسط حقوقهم وهى الحفاظ على كرامتهم".
ووَجَّهَ النواب الشكر والتقدير لمؤسسة مصر الخير، على دورها المميز والمساعدات الخيرية التى تقدمها على نطاقٍ واسع، معربين عن تفهمهم، وتقديرهم لجهود الوزيرة، إلا أنها لم تسفر عن تحقيق طلبات وتطلعات المصريين بالخارج، وأنهم لن يسمحوا أن يتم نقل الجثامين بهذا الشكل المهين حفاظًا على كرامتهم.
جثامين المصريين بالخارج تشغل البرلمان.. وغادة عجمى تتساءل: هل المصرى رخيص؟!
ومن جانبها حملت غادة عجمى عضو مجلس النواب عن المصريين فى الخارج، نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، مسئولية تدنى حصول المغتربين والمهاجرين على حد سواء على حقوقهم، وأنها حصلت على ميزانية قدرها 27 مليون جنيه، ولم تقم باستثمارها بشكل جيد، واكتشفت بإجراء جولات خارجية بدون عائد ملموس يعود على المصريين فى الخارج بأى نتيجة، ومتسائلة: "هل المصرى رخيص لدرجة أن الوزارة تتفق مع مؤسسة خيرية لنقل جثامين المتوفين بالخارج، وهل هذا هو الحل المقترح من وزارة الهجرة لحل مشكلة بهذا القدر من الخطورة؟"
وتساءلت النائبة، عن الدور الحقيقى الذى تقدمه الوزارة والتى عولت عليها القيادة السياسية والبرلمان معًا، مطالبة بتفعيل دورها بصورة أكثر جدية والخروج من الدائرة المغلقة جدًا لشمول عموم المغتربين الذى يناهز عددهم 10 ملايين مصرى.
وتقدمت غادة عجمى، ببيان عاجل، إلى الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، موجه إلى المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ونبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، بشان توقيع الوزيرة لبروتوكول مع وزارة الهجرة مع مؤسسة مصر الخير الخيرية للتعاون فى نقل جثامين المصريين فى الخارج على نفقة المؤسسة الخيرية من أموال الصدقة وتبرعات المصريين.
وقالت فى البيان العاجل، إن وزارة الهجرة ضربت عرض الحائط بقرار رئيس الوزراء رقم 2615 لسنة 1996 بشأن تنظيم النواحى المالية والإجراءات التنفيذية لنثل جثمان من يتوفى من المصريين بالخارج، وتساءلت: "هل دستورى أو قانونى أن يلغى بروتوكول تعاون قرار وزارى؟!!".
ولفتت إلى وجود مخالفة قانونية بهذا الشأن، لاسيما وأن القرارات الوزارية لها سند قانونى، أما البروتوكولات فهى شكلية وليس لها سند وتزول بزوال الموقع عليها، كما أنه لا يوجد أى إلزام قانونى بتنفيذ البروتوكول محل البيان فى حين أن الواجب تنفيذه هو القرارات الوزارية واللائحية فقط، وأن معالجة القضية بهذا الشكل لا يجوز، ولا يعتبر ذلك حلًا وإنما مسكنًا فقط، حيث إن مؤسسة مصر الخير هى مؤسسة قائمة على التبرعات وربما يأتى اليوم لتنفذ هذه التبرعات أو توجه لموضوع أخر، وتبقى مشكلة الجثامين كما هى ونعود لمربع الصفر.
وأكدت أن القضية فى منتهى الخطورة، ولا تُحل بمجرد بروتوكول وإنما يجب أن تُحل من خلال دستور وقانون ولائحة وليست مؤتمرات وبروتوكولات تعاونية.
شريف فخرى: وزارة "الفنكوش" لم تنجز سوى الأزمات
وفى السياق ذاته انتقد شريف فخرى عضو مجلس النواب عن المصريين فى الخارج، تحركات وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج نبيلة مكرم، بعد توقيعها على برتوكول تعاون مع جمعية خيرية للتكفل بنقل جثامين المصريين المتوفين بالخارج على نفقة الجمعية بدلًا من تحمل الدولة لهذه التكلفة، مؤكدًا أن الوزارة فى مجملها لم تنجز سوى الأزمات ووصفها بأنها "وزارة الفنكوش".
وقال "فخرى"، إن التقييم العام لأداء نبيلة مكرم، لا يرقى لأن تتقلد منصبًا رفيع المستوى بهذا الحجم، إذ أن لها مسلسل متواصل من المشكلات مع المصريين فى الداخل والخارج إذ سبق افتعلت أزمة مع شيخ الأزهر بسبب تصريحاتها حول تعليمها الناس الإسلام الوسطى بالفنانين وليس الأئمة لأنها تريد عقول منفتحة.
وتابع: أيضًا مشكلة ثانية مع الجاليات وأندية المصريين بالخارج بسبب تصريحاتها عن إشراف الأمن الوطنى المصرى عليهم بالخارج، ومبادرات وهمية حول الاعفاء من جمارك السيارات للمصريين بالخارج والتى نفاها وزير المالية، ووثيقة التأمين الجماعى المستحيلة التنفيذ، وتكاليف جولات ترويج السندات حول العالم من أستراليا إلى كندا مع ضيوفها والتى جلبت ٤٥٠ الف دولار فقط حسب تصريحاتها.
وجدد عضو مجلس النواب عن المصريين فى الخارج، رفضه لميزانية وزارة الهجرة التى تم زيادتها من ٣ ملايين إلى ٢٧ مليون جنيه دون مبررات أو تفاصيل سوى عمل مبنى جديد للوزارة بنصف الميزانية والنصف الثانى لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتى لا أحد يعرف كيف ستصرف هذه الملايين، وتساءل عن آليات الوزارة لمكافحة الهجرة غير الشرعية بمبلغ الـ 27 مليون جنيه، التى لم نطلع على تفاصيلها خاصة مع عمل الوزارة مع 3 لجان على انفراد وهى العلاقات الخارجية والشئون العربية، والشئون الأفريقية، ولا أعتقد أن الحديث مع الوزيرة قد يضيف شيئا، والحوار معها غير مجد، خاصة أنها شخصية هجومية من الطراز الأول، وربما هذا الأسلوب هو ما أبقاها فى الوزارة، ولا حل لنا سوى الدعاء لها بالتوفيق والنجاح.