رغم مرور ما يقرب من عامين على دعوة مليونية "خلع الحجاب" والتى كان لها تأثير داخل وخارج مصر، وقوبلت بالرفض الشديد من رجال الدين فى الأزهر ودار الإفتاء، وقد أطلقها الكاتب شريف الشوباشى، فى شهر إبريل عام 2015، تجدد الحديث عنها اليوم، بعدما أصدر ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فتوى بشأنها، حيث اعتبر صاحبها "كافر" حال إصراره على موقفه، فيما إنتقد شريف الشوباشى صاحب الدعوة هذه الفتوى، موجها رسالة لـ"برهامى" قائلا: "الله يسامحك"، مؤكدا أنه لازال متمسك بدعوته لخلع الحجاب.
بداية الأمر، عندما أصدر الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى جديدة حول الدعوة لمليونية خلع الحجاب فى ميدان التحرير، والتى أطلقها الكاتب شريف الشوباشى شهر إبريل عام 2015، معتبرا أن صاحبها كافرا إذا كان مصرا على موقفه.
فتوى "برهامى" المنشورة حديثًا على الموقع الرسمى لـ"الدعوة السلفية" جاءت ردًا على سؤال :" نريد أن نعرف مِن أهل العلم والفضل كأمثال الدكتور "ياسر برهامي" حكم الشرع فيمن دعا إلى خلع الحجاب، وإلى النزول في مليونية -فاشلة!- مِن أجل هذا الغرض الخبيث، وهل هذا يمكن أن يكون مسلمًا؟!
وأجاب "برهامى" على هذا السؤال بفتوى نصها :"الحجاب منصوص عليه في "القرآن العظيم"، قال الله -تعالى-: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور:31). (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ): أي ولتضرب المرأة المسلمة الحرة بخمارها -وهو ما يُخـَمَّر ويغطي به الرأس- على "جيوب" أي: فتحات الثياب في الصدر وغيره؛ فتستر الرأس والعنق والصدر؛ حتى لا يبدو شيء مِن ذلك، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ".
وأضاف "برهامى" فى فتواه :"فمن أنكر الحجاب بالكلية؛ فقد كذَّب "القرآن الكريم" وخالف السُّنة والإجماع، مضيفًا وإن:" كان جاهلاً تُليت عليه الآيات وبُيِّن له معناها؛ فإن أصر فهو كافر، ولكن إنما يَحكم بكفره أهل العلم وأهل القضاء الشرعى؛ لأنهم الذين يتثبتون مِن أمر إقامة الحجة الرسالية، واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع.
شريف الشوباشى: لازلت متمسكا بدعوتى لخلع الحجاب
الكاتب فريد الشوباشى رد على فتوى "برهامى"، قائلا: "لازالت متمسك بدعوة خلع الحجاب لمن ترتدية اضطرارا، أو خوفًا، أو قهرًا، أو من أجل الزواج".. ولا أنكرها بل أن متمسك بها".
وأضاف "الشوباشىى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" هناك بعض الفتيات اللاتى يرتدين الحجاب عندما بهن أسألهن عنه، وتكون اجابتهن بأنهن يردن الزواج، والرجال لا تتزوج إلا محجبات، فالحجاب مرتبط عند البعض بالفضيلة وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق".
وقال "الشوباشى" :" أما فكرة التكفير، فهى فكرة فى منتهى الخطورة، ولم تكن عند السلفية القديمة، التى كانت محترمة أمثال رشيد رضا على سبيل المثال، فالشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله الذى كان من أعمدة السلفية فى ثلاثينيات القرن الماضى وكان عدوا لدودا لأفكار طه حسين وكان يشن عليه هجومًا عنيفًا، ولكنه لم يفكر يومًا فى تكفيره ولا التشكيك فى إيمانه".
وتابع :" أتباع السلفية الحديثة التى لا علاقة بها بالسلفية الأصلية تكفر الجميع ، فيكفرون الشيعة والصوفية، والمسيحيين واليهود، ويكفرون الليبرالية والعلمانية، ويكفرون كل الناس، ولا يعترفون إلا بإسلامهم المتطرف والمتشنج ويخلقون فتنة داخل المجتمع المصرى".
وقال :"رغم إدعاء السلفية بأنهم قوم مسالمون، ومختلفون عن الإخوان، ويتهمون الإخوان بارتكاب العنف، فإنهم لا يقلون خطورة عن عنف الإخوان، وكلاهما واحد فى هذا الأمر ".
وعن إصدار "برهامى" فتوى فى الوقت الحالى، لدعوة خلع الحجاب التى مر عليها سنتين، قال "الشوباشى" :" هذا دليل على الإفلاس، لأن هذه الفتوى قتلت بحثًا، واعترض عليها من وقف ضد دعوتى" مضيفًا :" بغض النظر عن الفتوى، فهى فرصة لأجدد دعوتى لملايين الفتيات والسيدات اللاتى يلبسن الحجاب قهرا وخوفا لخلعه، مضيفًا:" لو تركت حرية الإختيار للفتيات والسيدات لخلعن الحجاب، وأغلب فتيات مصر والسيدان يردن خلعه".
وعن الآيات القرآنية التى تؤكد فريضة الحجاب التى استشهد بها "برهامى" فى فتواه، قال "الشوباشى" هذه آيات متشابهات أى لها تأويلات وتفسيرات مختلفة، بالإضافة لذلك فإن الدكتور سعد الدين الهلالى الاستاذ بجامعة الأزهر قال فى حوار له إن الحجاب ليس فرض".
وبالنسبة لاتهام دعوة خلع الحجاب بأنها دعوة للرذيلة، تساءل "الشوباشى" متى رأينا التحرش فى الشوارع المصرية، ومتى رأينا زنا المحارم، وانهيار الأخلاقيات وصار الكذب والنفاق هما القاعدة .
وأضاف :"الإنسان الذى يقول إن دعوة خلع الحجاب دعوة للرذيلة فهو منافق، فدعوتى من أجل عودة الأخلاق الحسنة وحرية المرأة، وإعادة للزمن الجميل والفضيلة التى لا تقول على الشكل وإنما تقوم على المضمون ، واختتم "الشوباشى" حديثه بتوجيه رسالة للشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، قائلا :" سامحك الله".