تعتزم وزارة التموين ابتداءا من أول شهر أبريل المقبل، طرح السلع المدعمة فى شنطة جديدة، وسط تكهنات عديدة بطرح أرز هندى محل الأرز المصرى، وذلك يطرح تسائلا ما هى سياسات الدولة فى ملف الدعم النقدى والدعم العينى خاصة بعد تصريحات المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، أمس الأحد، بعدم الموافقة على تحويل الوجبات المدرسية لدعم عينى التى تتكلف 1.2 مليار جنيه سنويًا إلى دعم نقدى للطلاب، وفى المقابل رئيس البرلمان أعلن أن الدعم المادى باب للفساد!.
أبريل شهر "الشنطة السودا" لكل مواطن
فى البداية قال ماجد نادى، المتحدث باسم نقابة بدالين التموين، إن وزارة التموين تستعد لتطبيق النظام الجديد لتوزيع السلع الموينية على بطاقات التموين للسلع المدعمة، مؤكدًا أن بقالى التموين أبلغوا بعدد من التغييرات فى طريقة استلام وتوزيع السلع هى الأولى من نوعها.
وأوضح نادى، أن وزارة التموين استبدلت بشكل نهائى الأرز المصرى الذى يستخدم فى الأكلات الشعبية، بالأرز الهندى ذو الحجم الطويل الشبيه بالأرز البسمتى، ورغم أن الأرز الهندى من نوعية بجودة عالية وفقًا لما نسمعه عن محصول الأرز فى الهند، إلا أن هذه النوعية من الأرز تناسب أكثر الثقافة الغذائية لسكان دول الخليج العربى، لأنهم يستخدمون أرز طويل الحجم ليناسب طبيعة أكلاتهم مثل الكبسة باللحمة، وهو ما لا يناسب الذوق المصرى خاصة القطاع العريض من الشعب الذين يصرفون السلع المدعمة لأن الطبخ المصرى لا يتناسب مع هذا الصنف.
وأكد المتحدث باسم نقابة بدالين التموين، أن الشنطة التى تعتزم الوزارة توزيعها على بقالين التموين خلال اليومين القادمين عبر مخازن الشركة المصرية للجملة التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية إحدى شركات وزارة التموين، تمهيدًا لتوزيعها على المواطنين فى أول يوم من شهر أبريل المقبل، سوف تحتوى على زجاجة زيت كهرمانة 800 مليجرام، وكيس يحتوى على كيلو جرام من السكر، وسوف تكون هذه الشنطة البلاستيكية السوداء اللون بسعر 2 جنيه، وإذا كان المواطن يريد إضافة الأرز الهندى أصبح اختياريًا فى النظام الجديد، سيدعم مبلغ إجمالى قيمته 5.5 جنيه.
وحول تغير التعليمات الشفاهية الجديدة عن منشور الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، التى أقر فيها بتحديد 3 سلع كحصة تموينية شهرية، قال ماجد نادى، إن وجود قرار بتحديد 3 سلع ليس واقعيًا حتى الآن وأن الحديث عن سلعتين إجباريتين والثالثة اختيارية.
نائب يسأل وزارة التموين: هل تقليل حجم زجاجة الزيت من لتر إلى 800 مللى توجه لتخفيض الدعم؟
طالب على عبد الونيس عضو مجلس النواب، بتوضيح لحقيقة إنقاص حجم السلع وعددها التى تصرف على بطاقات التموين المدعمة، مؤكدًا أن الوزارة أجرت عددا من التعديلات الأخيرة، سواء التى أعلنت عنها بقرارات ومنشورات مكتوبة أو بقرارات شفاهية، وهو ما ينتقص مع حق الفقراء فى ظل التقصير الحكومى فى توفير برنامج للرعاية الاجتماعية لحماية المواطنين من التداعيات السلبية لتعويم الجنيه، ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء والمياه.
وقال عبد الونيس، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن وزارة التموين قامت بتقليل حجم زجاجة الزيت من لتر أى 1000 مللى إلى 800 مللى فقط، وهو ما يدفع للتساؤل حول الفارق فى حجم العبوة وأين سيذهب؟ وهل التوجه لاستخدام عبوات بهذا الحجم يعنى أن الحكومة تتوجه لتخفيض الدعم أم أن فى الأمر شئ سر؟.
وأكد النائب، أن عدم الشفافية فى اتخاذ القرارات الحكومية هو ما يتسبب فى أزمات بالشارع، ويسبب الحيرة للنواب والشعب على حد سواء، وهو ما لا نريده، لذلك أدعوا المسئولين الحكوميين جميعًا بالتحلى بالعمل الجماعى وعدم تقديم المزيد من المفاجآت غير السارة للشعب لأنه "تعب من كتر التجارب".
قذيفة برلمانية.. نائب الغربية: "توفير من فلوس الشقيانين لسد ديون فشل الحكومة"
قال النائب محمد خليفة، عضو مجلس النواب عن محافظة الغربية، إنه لا يرى سياسات واضحة لوزارة التموين فى توصيل الدعم لمستحقيه وأن ما يحدث هو "توفير من فلوس الشقيانين لسد ديون فشل الحكومة".
وأضاف خليفة، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن ما يتعرض له المواطن فى صرف السلع المدعمة على بطاقات التموين ما هو إلا المزيد من الإذلال وإنكار حق الفقير فى ثروة مصر، مؤكدًا أن مسئولين الحكومة يتحدثون عن فقراء غير الذين نعيش وسطهم.
واستنكر النائب، توزيع السلع التموينية على المواطنين فى بداية شهر أبريل فى أكياس، قائلا: "ده حتى مش فال حلو ياللى فكرت فى الفكرة العبقرية دى"، متعجبًا من تعبئة زجاجة الزيت التموينى التى عادة ما تكون غير جيدة التعبئة وتسكب فى الكراتين، فكيف لنا أن نضعها فى نفس الشنطة أو الكيس الذى يوجد به سكر، ولماذا أصبح الأرز التموينى اختيارى رغم أن وزير التموين الدكتور على المصيلحى، أصدر منشورًا تم توزيعه على بقالين التموين بأن الأرز سلعة أساسية، متسائلا هل هناك توجه جديد لم يتم الإعلان عنه؟، مشيرا إلى أن كل ما يحدث ما هو إلا تمهيد لفرض سياسة الأمر الواقع.