أبدا كلامى برسالة لدعاة الحرية، وأحيطهم علما بأن كاتب هذه السطور لا ينتمى لفصيلة "أحرار هنكمل المشوار" بالكيفية التى تقبل "كل نقيض"، وتستوعب "كل معكوس"، وتغمض عينها عن "كل مقلوب".
من هنا أقدمها لكم أولا، وأدعوكم لاتهامى بمعاداة الحرية كيفما تشاءون، إن أنتم رأيتم أن الحرية تجعلنا قبول "سما المصرى" كداعية، نأخذ عنها الدين، ومنها الموعظة الحسنة.
أقدم لكم واحدة أخرى، وأقول إنى لست ممن يبدون استياءهم من تصرفات سما المصرى لكونها ترقص أو تغنى أو تقدم أعمالا فنية، بل أكره رقصها لأنها لا تعرف، ولا أسمعها لأنها لا تعرف أيضا، وفنها لأنها لا تعرف، انتقد إبتذال الرقص وليس الرقص ذاته، ونشاذ الأغنية وليس الأغاني، وركاكة العمل الفنى، وليس التمثيل، ونفس الشخص كاتب السطور يقبل ويحب ذات الأفعال من آخرين، ومع كل الاعترافات السابقة لم أكتب يوما لأمنعها من فعل لا أحبه، ولكنى اليوم سأكتب محاولا منعها من عمل شئ ترفضه كل الجوارح، وليس العقل والقلب فقط.
إذا كان ما تقدم من تشريح لأعمال سما المصرى الفنية يحمل رسالة، فإن مفادها أن المسألة متعلقة بقدرتها على إقناعى بما تعمل، وعلى مستوى أكبر " قيمة وأهمية وخطورة" يكون القياس عندما يتعلق الأمر بالفتاوى والدين والأخلاق، فلا يمكن لمن خلعت عن الرقص قيمته الفنية، أن تلبس الفتوى قيمتها الدينية.
الراقصة أعلنت عن تقديمها برنامجا دينيا خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يكاد يذهب بالعقل، وهنا نستدعى حيثيات حكم المحكمة الإدارية العليا فى حق المذكورة نفسها عندما تقدمت للترشح فى انتخابات البرلمان، حيث قالت فى منطوقها إن،طيب الخصال لا يحتاج فى التدليل على نقصه صدور أحكام قضائية خاصة بها، إنما يكفى فى هذا المقام وجود دلائل أو شبهات قوية فى هذا الشأن، وتلقى ظلالاً من الشك على شخص المترشح حتى يتسم بسوء الخصال، أخذًاً فى الاعتبار بيئة المجتمع التى يعيش فيها وطبيعة المهام التى من المفترض أن يضطلع بها.
وأكدت المحكمة فى حيثياتها، أنها أطلعت على المقاطع التى أرفقت بالأسطوانات المدمجة وتضمنتها بعض البرامج والحوارات التلفزيونية التى أجريت مع "المصري"، وتناولتها الكثير من وسائل الإعلام المختلفة والمتاح مشاهدتها للكافة.
وأوضحت المحكمة، أنه تبين إقدام سما على مجموعة من التصرفات بما يخرجها عن المسلك القويم والتمسك بحسن الخلق وتوشحها بالحياء اللازم للمرأة.
كان ما تقدم بعض من حيثيات استبعاد سما المصرى من الانتخابات، فهل لا يكفى ذلك لمنعها من تقديم الدين وصحيحه؟، وهل الدين أقل قدسية من البرلمان حتى تتحدث به سما المصرى، ونأخذه منها وعنها؟ .
نختم ونقول، إن المسألة متعلقة بالأساس بعدم قبولنا لـ"الأضداد"، عندما تكون بمثل هذا الإنحراف والصورة المقلوبة بكل هذه الدرجة، لـ"سما المصرى" حرية تقديم رقص مبتذل، وفن خليع، وأغان نشاذ، وربما حتى ألفاظ وإيحاءات جنسية، ولكن ليس لـ"سما المصرى" حرية تقديم كل ما سبق نهارا، ثم تختم بنا الليل بالحديث فى الدين والفتاوى، نعم العبث طال كل شئ، ولكن هنا نقول "كفى".