مفارقة غريبة تشهدها الدول الأوروبية فى موقفها تجاه مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر والواتس اب" بعد انتشار الإرهاب بعدد من العواصم الأوروبية ففى الوقت الذى نادت به دول المنطقة بضرورة مراقبة تلك المواقع وفرض مزيد من الرقابة عليها، أعلنت تلك الدولة رفضها لتلك الاجراءات بحجة تعارضها مع الديمقراطية والأن نجد اتهام من تلك الدول لمسئولى مواقع التواصل الاجتماعى بالتقاعس فى ضبط العناصر المسلحة وأنها سبب انتشار الإرهاب.
وفى هذا الإطار أكد عدد من أعضاء مجلس النواب المصرى أن تلك الدول تكيل بعدة معايير وتفسر الاحداث وفقا لظروفها وان الاجراءات التى أعلنت عنها الدول الأوروبية تأكيد لرؤية الدولة المصرية .
"فيس بوك" يدخل حظيرة أوروبا.. الخولى: حملة الغرب الآن دليل عدم تفهم موقف مصر فى حينه
فى البداية، قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الفترة الماضية بعد ثورة 30 يونيو كانت توجه انتقادات للدولة المصرية فى كثير من الأمور، ومنها مواقع التواصل الاجتماعى والتعامل معها، حيث يجب أن يتم التعامل معها وكأنها الواقع، وبالتالى كانت بعض الدول الأوروبية توجه انتقادات فيما يجرى بالشأن الداخلى .
وأضاف الخولى، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الموقف بدأ يشهد تغيرا جذريا وصل لحد أن أوباما أعلن بعد فوز ترامب فى انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، أن "فيس بوك" يمثل خطرا على الديمقراطية، وذلك لما قام به من دور كبير لفوز ترامب .
واستطرد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن مطالب الدول الأوروبية حاليا بفك تشفير الرسائل بمواقع التواصل الاجتماعى، يأتى بعد أن تعرض الغرب لعمليات إرهابية بالفترة الماضية، سواء بالعواصم الأوروبية، حيث تقوم بدورا هاما فى تجنيد أعضاء الجماعات المتطرفة والتواصل بينهم، وبالتالى المطالبة بضرورة رصد تلك المواقع حاليا، يشير إلى فكرة عدم تفهم الموقف المصرى فى حينه، والآن بدأت تلك الدول تفهم أبعاد ما كانت تنادى به مصر فى أوقات سابقة.
"السوشيال ميديا" فى قبضة أوروبا.. أمين "الاتصالات": إجراءات لمواجهة الإرهاب
من جانبه، قال أحمد زيدان، أمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن سعى الدول الأوروبية لاتخاذ إجراءات لمواجهة مواقع التواصل الاجتماعى، واتهاد إدارة تلك المواقع بالتقاعس فى مواجهة التنظيمات المسلحة، تأكيد على أن وجهة نظر الدولة المصرية فى هذا الشأن كانت سليمة، باعتبار أن هذه الإجراءات إحدى السبل لتقليل خطر الإرهاب، ويأتى فى إطار توجيه ضربات استباقية للعناصر المسلحة ودحر الإرهاب من خلال متابعة الصفحات التى تحرض ضد الدولة.
وأضاف زيدان، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن مواجهة الإرهاب الذى انتشر بأنحاء دول العالم فى الفترة الأخيرة بعد تحذيرات الدولة المصرية من خطره، يحتاج إلى تضامن دولى وخطة استراتيجية للقضاء عليه فى جميع دول العالم.
شربوا من نفس الكاس.. جون طلعت: سعى أوروبا لوقف تشفير الرسائل بمواقع التواصل الاجتماعى تأكيد لرؤية مصر
وفى سياق متصل،قال النائب جون طلعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، تعليقا على اتهام بعض الدول الأوروبية مسئولى مواقع التواصل الاجتماعى بالتقاعس فى مواجهة الإرهاب، إن السوشيال ميديا تحمل الايجابيات والسلبيات، حيث من ضمن ايجابيتها سهلت التواصل الاجتماعى بين المواطنين ولكنها أثرت على العلاقات الحميمية بين الأسر، بالإضافة إلى تأثيرها على الاقتصاد بشركات الاتصالات التى كانت تعتمد على المكالمات الدولية والرسائل النصية وأصبح يحل محلها برامج التواصل.
وأضاف طلعت، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن من أبرز سلبيات مواقع السوشيال ميديا انتشار الشائعات والتنكيل بالمسئولين، فضلا عن انتشار الإرهاب والأفكار المتطرفة، موضحا أن سعى أوروبا والمطالبة بوقف تشفير الرسائل جاء بعد أن ذاقت نفس الكأس ووصول الإرهاب لهم الذى تواجد لديهم عن طريق السوشيال ميديا.
واستطرد عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان إن لجنة الاتصالات تعكف على وضع قوانين واضحة لتنظيم تلك المسألة من خلال قانون حرية الرأى وتداول المعلومات.
حمدى بخيت: الدول الأوروبية تكيل بمكيلين
بدوره قال اللواء حمدى بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، إن تلك الدول تكيل بأكثر من معيار طبقا لظروهم وكانوا يعتقدوا أنهم مؤمنين ضد الإرهاب وانتقدوا المطالبات التى تنادى بوقف تشفير الرسائل بمواقع التواصل الاجتماعى فى حين الأن ينادوا بها بعد أن اكتووا بنار الإرهاب وبدأ يدخل الإرهاب أرضهم.
وأضاف بخيت، أن تلك الدول فى الماضى كانت تلوم الدولة المصرية على فرض الطوارئ وتفتيش المشتبه فيهم والأن يمددوا الطوارئ اوتوماتيك مثل فرنسا فضلا عن استيقاف المواطنين المشتبهين وفحصهم.
كانت صحيفة نيويورك تايمز، ذكرت أن مسئولين من الحكومة البريطانية، سوف يلتقون ممثلين من شركات التكنولوجيا الأمريكية، هذا الأسبوع للمطالبة بدعمهم فى مكافحة الإرهاب وخطابات الكراهية على الإنترنت. فى أحدث خطوة فى الضغط الدولى ضد تكنولوجيا التشفير التى تعيق الوصول إلى الرسائل الخاصة للمستخدمين من الجناة أو الأبرياء على حد سواء.
يشار إلى أن لجنة من أعضاء لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان البريطانى قد أصدرت تقريرا فى أغسطس الماضى اتهمت فيه فيس بوك وتويتر وجوجل بعدم القيام بواجبها بما يكفى فى مكافحة الإرهاب.