حاولت جماعة الإخوان المسلمين، تجميل صورتها أمام أنصارها عبر الرسالة التى وجهتها إلى القمة العربية، واعترفت فيها بدولة إسرائيل، حيث أصدرت بيانا آخر خلال الساعات الماضية هاجمت فيه القمة، وبررت اعترافها بإسرائيل خلال الرسالة التى وجهتها للقمة العربية، فيما فتح قياداتها وحلفاؤها هجوما عنيفا على التنظيم وقياداته التاريخية، متهمين إياهم بالارتباك والغموض.
وبعد الرسالة التى وجهتها الجماعة للقمة العربية، دعت فيها لهم بالتوفيق، أصدرت الجماعة بيانا جديدا، شنت فيه هجوما على القمة، بعد أن تضمنت توصيات القمة هجوما ضد الإرهاب.
وكان بيان الإخوان الأول الصادر عن جبهة محمود عزت قال: "إلى أصحاب الفخامة والسمو ورؤساء وملوك القمة العربية، إن هذه الدورة هى دورة النهوض الداخلى، مشدّدة على ضرورة تجنب النزاعات أو الخلافات، وتابع البيان: "السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية: أعانكم الله على تأدية أماناتكم، ووفقكم سبحانه وتعالى لما فيه الخير لأنفسكم ولشعوبكم، ودعاؤنا لله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمال هذه الدورة إيذانا بإعادة الحق لقضايا الأمة، والعودة بمؤسسة الجامعة العربية إلى ما كانت ترجوه منها شعوبها".
من جانبه برر إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، والأمين العام للتنظيم الدولى للجماعة، استخدام مصطلح "دولة إسرائيل" فى الرسالة التى وجهتها جماعة الإخوان، جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للقمة العربية بأن "الهدف منه هو التقريب بين الشعوب العربية وحكامهم" - بحسب تعبيره.
ورد منير فى تصريحات إعلامية على سؤال حول أسباب استخدام تعبير "دولة إسرائيل" فى البيان قائلًا: "حاولنا فى هذه الفقرة أن نقرب الشعوب إلى القادة، وأن نقرب القادة إلى الشعوب"، مشيرًا إلى أن معظم الدول العربية الآن فى حوارات معلنة أو سرية مع إسرائيل.
فى المقابل فتح القيادى الإخوانى بالخارج، محمود السداوى النار على قيادات الإخوان قائلا: "بعد انتقادات بيان إخوان لندن المتضمن (أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ولفظ إسرائيل) فى رسالته الموجهة للقمة، وأصدروا بيانا ثانيا بعد انتهاء القمة وخلوا فى محتواه الاحتلال الصهيونى، ولا اعتذار ولا حذف البيان الساقط ولا توضيح للصف هو أيه اللى اتغير بين يوم وليلة ولا الهوا".
من جانبه هاجم أسامة جاويش، القيادى الإخوانى، ومقدم أحد البرامج بقنوات الجماعة، التنظيم قائلا: "الإخوان المسلمين أصدرت بيانا جديدا للقمة العربية، حاولت فيه تلافى سقطات بيانها الأول ومن بعده تصريحات نائب المرشد إبراهيم منير بالأمس، ولكن مفهوم المراجعة هو الاعتراف بالخطأ رسميا والاعتذار عنه وعدم تصدير أشخاص أو بيانات متخبطة ومرتبكة للرأى العام، أما إصدار بيان جديد لتمحو القديم معتمدا على ذاكرة الأسماك ودفاع قواعدك المستمر عنك فهذه سياسة ضعيفة لم تعد تجدى مع أحد".
بدوره قال عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية مهاجما إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان: "هو ليه سيدنا القيادى الحكيم اللى يعتبر قيادة تاريخية فى أوروبا والملهَم الجهبذ الفذ إبراهيم منير بيض الله وجهه كل ما يصدر بيان عنه لازم يطلع بعدها فى مداخلتين على الأقل علشان يوضح ويبرر ويفسر بيانه الواضح الذكى؟ أيه الحكمة أنك تطلع بيان بيكون محتاج شرح بعدها؟".
وفى السياق ذاته، وجه هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الجماعة، ومقدم أحد البرامج بقنوات التنظيم رسالة لقيادات الإخوان قائلا: "لم يكن أبدا الذى ينتقد الخطأ الذى تقعون فيه متصيد أخطاء بل شخص إيجابى يريد الإصلاح، لم تكن أبدا النصيحة على الملأ فضيحة بل الصمت على الخطيئة والجريمة هو الفضيحة".
وأضاف أبو خليل فى تصريح له: لا تنشغل بفزاعات رخيصة مثل مش وقته ومش مكانه وبلاش تشهير وبلاش تشويه، هذه الفزاعات أولى بها وأحق بها من أرتكب الجرم والخطأ ليس أنت".
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن البيان الأول الذى أصدرته الجماعة تضمن تنازلات عديدة أثار زلزال داخل الإخوان, دفع قياداتهم للهجوم على مكتب إخوان لندن واتهامه بالتطبيع مع إسرائيل بعد أن ذكر صراحة دولة إسرائيل، وهو ما دفع الجماعة لإصدار بيان آخر لمحاولة تهدئة الصف، إلا أن البيان الثانى فضح الجماعة أكثر وكشف انتهازيتها.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"برلمانى" أن البيان الثانى سيزيد الأزمة اشتعالا، خاصة أن التنظيم لم يعتذر لقواعده، ولكن كشف أن هناك جهات أجنبية هى من تحركه، وهو ما سيدفع القواعد للإطاحة بتلك القيادات.