زيارة ميدانية مهمة نظمتها لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، لمستشفيات الأقصر، إذ توجه الخميس وفد يترأسه الدكتور محمد خليل العمارى، رئيس اللجنة، ويضم عددا من أعضاء لجنة الصحة، أبرزهم الدكتور مجدى مرشد والدكتور مكرم رضوان، والدكتور خالد هلالى، والدكتور إيناس عبد الحليم والدكتور أحمد العرجاوى، لتفقد الخدمة الطبية المقدمة فى المستشفيات.
نقص شديد فى عدد الأطباء والممرضين
وأكد نواب لجنة الصحة أن مستشفيات الأقصر تعانى نقصا كبيرا فى العنصر البشرى، من أطباء وممرضين، مطالبين بإعادة اعتبارها منطقة نائية، وزيادة الحوافز لمقدمى الخدمة الطبية، لضمان تواجدهم فى المستشفيات وللحد من العجز وهروبهم.
قضية كبرى لإهدار المال العام
أما القضية التى اعتبرها النواب الأهم فى الزيارة هى قضية "مركز الشيخ موسى الطبى" الذى تم إنشاؤه أوائل تسعينيات القرن الماضى وتحديداً عام 1992 وتم ترميمه مرة أخرى عام 2011 ليصدر له قرار إزالة عام 2014 بحسب ما أكده الدكتور خالد هلالى، معتبرينها قضية كبرى لإهدار المال العام والفساد.
والتقى الوفد البرلمانى، محافظ الأقصر، لمحادثته بشأن ملاحظاتهم على الخدمة الطبية المقدمة فى الأقصر، وتقديم حلولهم ومقترحاتهم، ووضع خطط للتطوير، بعد إجماعهم على أن الخدمة الطبية المقدمة فى الأقصر لا تليق بكونها أحد أهم المدن العالمية وأحد أكبر المقاصد السياحية فى العالم.
مكرم رضوان: الخدمة الطبية المقدمة بالأقصر لا تليق بكونها مقصدا سياحيا عالميا
فى البداية أكد الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، أن وفد لجنة الشؤون الصحية فى البرلمان زار مستشفيات الأقصر العام والأقصر الدولى، للوقوف على الأوضاع بالمستشفيات فى إطار الزيارة الميدانية التى تنظمها اللجنة لمستشفيات الأقصر وأسوان.
وأوضح "رضوان"، فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن أبرز ما لمسه خلال الزيارة للمستشفيات هو العجز والنقص الكبير فى العنصر البشرى بكل المستشفيات، مشيراً إلى أن مستشفيات الأقصر تعانى جميعها من نقص فى عدد الأسرّة لاستقبال المرضى.
وأشار عضو لجنة الصحة إلى أن العاملين فى مستشفى الأقصر العام طالبوا بسرعة الانتهاء من بناء مبنى ملحق لزيادة عدد الأسرة الجاهزة لاستقبال المرضى، وهو نفس الوضع فى المستشفى الدولى، إذ أن الشركة المتعهدة بتطوير المستشفى متأخرة ما يقرب من 6 شهور عن التسليم.
وشدد رضوان، على أن مستشفيات الأقصر كباقى محافظات الصعيد تعانى من نقص العنصر البشرى، خاصة بعد أن تم مساواة كل الأطباء والتمريض مادياً وفقاً لقانون 14 لسنة 2014 لتنظيم شؤون العاملين بالمهن الطبية تعانى من هروب الأطباء والتمريض من المستشفيات الكبرى.
وأكد عضو لجنة الشؤون الصحية، ضرورة الرجوع لاعتبار الأقصر منطقة نائية لتشجيع العنصر البشرى للتواجد وتقديم الخدمة الطبية التى تليق باعتبار الأقصر مقصدا عالميا للسياحة، مشيراً إلى أن الحل يتمثل فى إنشاء الهيئة العليا للمستشفيات وإعادة توزيع طاقم التمريض، وتطوير الزمالة المصرية وإنشاء كلية للطب فى الأقصر، معتبراً الخدمة الطبية لا تليق بكون الأقصر مدينة سياحية عالمية.
أحمد العرجاوى: سنحقق فى إهدار المال العام فى مركز الشيخ موسى الطبى بالأقصر
ومن جانبه أكد النائب أحمد العرجاوى، وكيل لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، أن أعضاء اللجنة فى زيارتهم الميدانية لمستشفيات الأقصر زاروا مستشفى الأقصر العام والمستشفى الدولى، ومستشفى القرنة المركزى بالبر الغربى، ومركز الشيخ موسى الطبى.
وأوضح العرجاوى فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن أعضاء اللجنة التقوا محافظ الأقصر أمس، لمناقشة نتائج زيارة النواب للمستشفيات، ووضع حلول لأزمات ومشاكل المستشفيات وكيفية التخلص منها ومعالجة أوجه القصور.
وأشار العرجاوى إلى أن مركز الشيخ موسى الطبى تم ترميمه من فترة قريبة ومن ثم صدر له قرار بالإزالة بعد ترميمه بفترة قليلة وهو ما يعد إهدارا للمال العام كما يحرم الآلاف من الخدمة الطبية المقدمة من خلاله، قائلا: "دا إهدار مال عام ودا ملف هام ومش هنسيبه".
وتابع: "يوجد نقص فى الفنيين فى المستشفى، واقترحت عليه برنامج التدريب التحويلى، وتدريب العنصر البشرى على الفنيات كيفية تأهيل مساعد التمريض فى العمل كفنى معمل، وإعادة للاستفادة القصوى من الطاقة البشرية لعلاج النقص".
واستطرد: "التقينا المحافظ لعرض المشكلات التى رصدناها فى المستشفى ومناقشة الحلول والمقترحات من اللجنة، وسنتوجه اليوم السبت لأسوان لزيارة المستشفيات وستنتهى الزيارة مساء يوم الاثنين المقبل".
خالد هلالى يطالب بعودة الأقصر لتوزيع "المناطق النائية" لسد عجز العنصر البشرى
وبدوره قال الدكتور خالد هلالى، عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، إن أهم توصية خرجت بها لجنة الصحة من زيارة مستشفيات الأقصر هو ضرورة إعادة ضم الأقصر لمحافظات المناطق النائية، لضمان تشجيع توافد العنصر البشرى على المستشفيات التى تعانى من نقص واضح فى العنصر البشرى.
واستنكر هلالى فى تصريح خاص لـ"برلمانى" إزالة الأقصر من قائمة المحافظات النائية، وهو ما أدى لوجود عجز كبير فى العنصر البشرى فى المستشفيات الكبرى للمدينة، وهو ما لا يليق بمدينة سياحية بقامة الأقصر.
واستنكر هلالى ما رصدوه فى مركز الشيخ موسى بالأقصر، مشيرًا إلى أن المركز تم إنشاؤه عام 1992، وتم ترميمه فى عام 2011 وبعدها صدر له قرار إزالة عام 2014، معتبراً أن القضية تتمثل فى فساد شديد وإهدار للمال العام، مطالباً بفتح القضية ومحاسبة المقصرين بها.
ومن جهة أخرى أبدى هلالى حزنه الشديد على الأوضاع السيئة التى آلت إليها الأقصر، مؤكداً أن المدينة فقدت رونقها، مشدداً على أن هناك حالة من الإهمال الشديد فى صيانة والاهتمام بالآثار المصرية.
