الإخوان "الجماعة المعزولة"

الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإدراج الإخوان كجماعة إرهابية، وحماس تعلن الانفصال عنها بعد 30 عامًا، وانشقاقات قوية داخل صفوفها، ضربات مختلفة تتلقاها جماعة الأاخوان، وتفرض عليها مزيدا من العزلة الدولية.

حماس تتنصل

منذ أيام أعلنت حركة حماس عن إعداد وثيقة سياسية جديدة للحركة، قد يعلنها رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل قبل تسليم منصبه رسميا لخلفه يحيى السنوار.

ولم تشر هذه الوثيقة المنتظر إعلانها إلى وجود أى رابط تنظيمى بين حماس، وحركة الإخوان المسلمين والتى تعد الجماعة الأم، وهو ما يعد تطورا قويًا على المستوى السياسى والفكرى بالنسبة لحركة حماس، كما يعد ضربة لجماعة الإخوان المسلمين، لتفضيل حماس اختيار الطريق السياسى عن ارتباطها بتنظيم الإخوان، فضلا عن سعيها لتحسين العلاقة مع مصر.
انفصال حماس عن الإخوان يأتى فى الوقت الذى تشهد فيه الجماعة فعليا انشقاقات بين قادة الإخوان، ممن يسعون إلى المصالحة مع الدولة، ومع الجناح الرافض لهذا التوجه، وبالأخص شباب الإخوان .

الخطوة الأهم التى تتخوف جماعة الإخوان منها هو ما يدور حاليا عن توجه الولايات المتحدة الأمريكية لإعلان الإخوان كجماعة إرهابي ، وهو ما سيضيق الخناق على الجماعة بشكل قوى، كما أنه من الممكن أن يكون بداية لاتخاذ دول أخرى نفس التوجه.

حقوق الإنسان تطالب المجتمع الدولى بإعلانها جماعة إرهابية

فى السياق نفسه تضغط لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان بقوة لمطالبة المجتمع الدولى، بإعلان جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وهو ما طالب به علاء عابد رئيس اللجنة فى مجلس الشيوخ الإيطالى، خلال مشاركة اللجنة فى مؤتمر الأمم المتحدة، فضلا عن أن عابد أصر على طرح هذا الطلب فى مختلف لقائاته مع السفراء الأجانب والوفود الأجنبية التى تزور البرلمان.

العرابى: موقفهم أكثر ضعفًا

السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية ، قال إن مؤقف الإخوان من المؤكد أنه أصبح أكثر ضعفا، ولكن لازالت قدراتهم التكتيكية والتنظيمية قائمة.

وأضاف العرابى أن الإخوان يفكرون منذ فترة فى الانسحاب لاستجماع قواهم والبحث عن ملاذ آمن قد يكون كندا.
وتابع العرابى "لذا يجب ألا نركن إلى حالة الوهن الحالية ويجب ااستمرار في الضغط عليهم بقوة وملاحقة وتجفيف مصادرهم المالية".

وأكد العرابى أن تطور العلاقة المصرية الأمريكية، لطمة قوية للإخوان، ولكن فى الوقت نفسه أشار إلى أن توجه أمريكا بخصوص الإخوان لن يؤثر على موقف بريطانيا وكندا.

مزيد من الانشقاقات داخل الجماعة

الدكتورة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية، توقعت أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من الانشقاقات داخل الجماعة.
وأضافت داليا يوسف أن أهمية إعلان جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، هو توجه هذه الدول لتجفيف منابع تمويل الجماعة، لافتة إلى أن المهم هو تجفيف التمويل لمحاربة الفكر الإرهابى.

وأشارت إلى أن الإخوان كجماعة لم يعد لها وجود قوى، ولكن ما تسعى له القيادة السياسية فى مصر، هو مواجهة ومحاربة الفكر الإرهابى الذى يهدد العالم كله.

وأوضحت أن القيادة السياسية فى مصر عازمة على محاربة الإرهاب والتطرف، ليس فقط عسكريًا، وإنما فكريًا أيضا، ولذلك هناك تركيز على إعلان جماعة الإخوان كجماعة إرهابية.

مزيد من تضييق الخناق

وقال طارق الخولى أمين سر العلاقات الخارجية، إن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من تضييق الخناق على جماعة الإخوان من كل الاتجاهات .

وأضاف الخولى: ما نشهده اليوم من توجه الولايات المتحدة الأمريكية لإعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، هو نتاج فهم العالم لطبيعة جماعة الإخوان، وأغرضها الحقيقية .

وأشار إلى أن الإخوان تشهد عزلة دولية من مختلف الاتجاهات، لافتا إلى أن الغرب لم يدرك موقفنا من الإخوان فى 30 يونية، ولذلك كان لديهم موقف سلبى تجاه الثورة، وإنما الوضع حاليا يشهد تغيرًا .

وأوضح الخولى أن بعض الدول كانت تعول على هذه الجماعات لإحداث تغيرات سياسية على الأرض فى بعض الدول، ولكنهم بدأوا يدركون أن استخدام الجماعات المتطرفة فى السياسة فكرة قد تؤدى لإحراق العالم ، وأن استخدام الجماعات المتطرفة سيساعد فى وصول الإرهاب إلى كل الدول .