لأول مرة منذ ثورة 30 يونيو، أنتقد محمد حسان الداعية الإسلامى، منعه الخطابة هو وآخرين، معتبرًا ذلك أمرا لا يجوز شرعا ولا واقعيًا، مؤكدًا أن هذا الأمر تسبب فى انتشار الفكر التكفيرى.
وفتح "حسان" خلال حلقة تلفزيونيه أذيعت مساء أمس، على قناة "الرحمة" المملوكة له، النيران على منتقديه، فى أشارة منه إلى الإخوان وحلفائهم، مشيرًا وجود حرب على الإسلام ممن سماهم بالنخبة، معلنا أنه يحترم الأزهر الشريف ويجله، كما أعلن أنه مع تجديد الخطاب الدينى ولكن شريطة أن يكون من قبل الدعاة الربانيين.
ورد "حسان" على اتهامات التى يرددها دائما عناصر جماعة الإخوان وأنصارهم بأنه باع دينه، قائلا: "من هذا الشخص الذى نجامله على حساب دينينا وعقيدتنا ونحن نعلم أن الدنيا مهما طالت فهى قصيرة، والله يا أخى ما جاملنا مخلوقا على وجه الأرض بكلمة وأحده".
وأضاف الداعية السلفى: "بعض شبابنا يتصور أن العنترية، أن أظهر وأطعن هذا وأسب هذا، رغم أن هذا الأمر خطأ وليس من منهج النبى"، قائلا:"أقسم بالله لقد قلنا ما نرضى به ربنا ويشهد بذلك أهل العلم، بل ما لا يتوقعه أبنائنا، ومن يشوهون أهل العلم ينفذون مخططا خطيرا لإسقاط الدين".
وأوضح حسان: " أنكرنا على الملأ من القتل والدماء ونتبرأ منها ونحذر"، مشيرا إلى أن هناك بعض الشخصيات التى تنشر كلمة له مجتزئة يتحدث فيها عن عذاب القبر، ويزعمون أنه يتحدث عن الموت فقط، مضيفًا :"أنا أتحدى أن يذكر إنسان موضوعا واحدا من الموضوعات لم نتكلم فيه".
ووجه "حسان"، لهؤلاء الذين يتهمونه بأنه باع دينيه رسالة، قائلا: "تسئ الظن بى وتقول أن الشيخ يجامل، ما خُلق ما نجامله على حساب ديننا"، مضيفًا: "عندما تكلمت فى الاعتداء على سفارة، يقولون الشيخ طالع يطبل، لا يا أخى لا تسئ الظن بى وسوف تسأل بين يدى الله الحق وسأختصمك بين يدى الله الحق لأنك تعتدى على دينى، وتعتدى على دعوتى".
وتابع الداعية السلفى: "ما خرجت إلا لأبرى ساحة الإسلام وساحة دينى والله يعلم الصادق من الكاذب، وما خلق من نطبل له ونزمر، وعند الله ستجتمع الخصوم".
وأنتقد حسان، استمرار منعه وآخرين من صعود المنابر والخطابة، معتبرًا ذلك عاملا مساعدا لانتشار الفكر المتطرف وصعود نبرة التكفير داخل المجتمع المصرى، قائلا: "أنادى بالحجر الدعوى على من لا يتقى الله ولا يحسنون الدعوة عن الله ورسوله، سواء على الدعاة أو أى أحد لا يحسن البلاغ عن الله ولو كان يمتلك من الشهادات ما يمتلك، فى الوقت الذى لا يجوز لنا فيه نحرم ممن من الله عليه بالعلم وأدواته وضوابطه وشروطه حتى ولو لم يمكن أزهريا ففضل الله ليس حكرا على الأزهر.
وأشار الداعية السلفى، إلى أنه يحترم مؤسسة الأزهر الشريف، قائلا: "ذكرت قبل ذلك، بأننى ممن يجل الأزهر وأحترمه وأقدره وقلت هذا الكلام قبل ذلك، وأن ما يعترى الأزهر من ضعف، إنما هو ضعفا عام أصاب الأمة كلها، وأحذر وسأظل محذرا ممن ينتقصون من مكانة الأزهر ويقللون من شأنه، وأرى أن الهجوم على الأزهر يمثل خطرا على الدين والأمن القومى المصرى"، مضيفا "فى ذات الوقت أقولها لله، فضل الله ليس حكرا على الأزهر ولا على دعاته، بل من هم أئمة مشايخ الأزهر، أنهم أبو حنيفة مالك وأحمد وسفيان وغيرهم وهؤلاء ليسوا خريجى الأزهر"، قائلا: "لا يجوز شرعا ولا عقلا ولا فهما لواقع تحيياه الأمه أن يُمنع دعاة لله ظلوا يتحركون للدعوة 40 عامًا على مرائى ومسمعًا من الدنيا كلها عامة وعلى رجال الدولة خاصة، ما رأوا منهم إلا الأمر بالمعروف ونهى عن المنكر بغير منكر.
واستطرد حسان: "هناك من يقول أن من تحت أيدى هؤلاء العلماء خرج المتطرفون ومن يرفعون السلاح، أقول لهم لقد خرج رأس الخوارج فى عهد رسول الله، ذو الخويصرة التميمى الذى قال للرسول أعدل يا محمد"، متسائلا "لصالح من يمنع دعاة الجمعية الشرعية وأنصار السنة مما يتحركون إلى الله بالحكمة البلاغة الموعظة الحسنة؟.. لماذا تضم المساجد للأوقاف.. ولماذا ونحن بحاجة إلى هذه الجهود الجماعية متكاملة؟".
واقترح الداعية السلفى، أن يكون هناك لجنة متخصصة تفند من يصلح للدعوة وللصعود للمنبر أو لا، قائلا: " لا حرج على الإطلاق أن تقول لجنة علمية متجردة إن فلانا لا يصلح للدعوة، لكن ليس من حق أى أحد لا يحفظ قرآنا ولا يحفظ سنة أن يحكم على عالم تشهد له الأمة، وعلمه ملأ الأرض، فكيف يمنع هؤلاء"، قائلا: "والله إن إيقاف هؤلاء الدعاة عن الدعوة لخطر عظيم، ولا ينكر مسئولا فى مصر أن التكفير و التشيع والفكر المتطرف قد انتشروا، والدعوة ضربت فى مقتل، فلماذا أُمُنع أنا وغيرى من البلاغ على الله ورسوله بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الرقيقة"، مؤكدا أن مصر بحاجة إلى دعاة مع انتشار الغلو الذى ينتشر على المواقع التواصل".
واعتبر حسان، أن الدين الإسلامى يواجه حربا من قبل من سماهم بالنخبة، قائلا:"لصراع بين الحق والباطل والخير والشر قديما بقدم الحياة على ظهر الأرض، والإسلام منذ بزغ حتى يومنا هذا مستهدفنا من قبل أعداءه الذين لا يهدون، والذى أريد أن أصله لشبابنا اليوم فى أرجاء الأرض أن الحرب على الإسلام حربا ممنهجة تسير وفق مراحل.
وتابع: "وتبدأ هذه الحرب بالتشكيك فى الأدلة القطعية مع التفخيم للعقل ومكانته لإعلان شأنه على النقل، وأود أن أقول إننا لا نقلل من شأن العقل ولا ننكر قدره، فالعقل مناط التكليف فلو فقد العقل فلا تكليف، ولكن لا ينبغى أن نقدم العقل على صحيح النقل وعلى ثابت النقل، فالعقل أبدع فى أمور الدنيا وفجر الذرة وحول العالم كله إلى حجرة صغيرة، لا نقلل من العقل ولكن لا ينغبى أن نجعله طاغوتا يعبد أو حاكما على صحيح السنة"، مضيفا: "هناك حاولوا التفخيم المطلق للعقل لتقليل من شأن النص، فالحرب على الإسلام ممنهجة لينتقلوا إلى مرحلة التشكيك فى من نقلوا النص، لأنهم يريدون هدم الصحابة ليصلوا إلى هدم الدين"، مشيرا إلى أن هناك من النخبة من يشككون فى القرآن ثم يتهمون الدعاة بالتطرف.
وعن قضية تجديد الخطاب الدينى، أعلن "حسان"، أنه مع تجديد الخطاب الدينى، قائلا: "أرجوا من إخوانا من أهل العلم الذين طرحوا القضية الكبيرة أن يؤصلوا هذه المسائلة تأصيلا شرعيا، والتجديد فى اللغة معناه التعظيم والإجلال، ومن معانى التجديد أيضا الوسطية، التجديد سمة من سمات هذا الدين لا تتخلف ولا تتبدل ولا توقف، وأن الله أنزل هذا الدين ليصلح به كل زمان ومكان فنحن مع التجديد المرتبط بالأصل والمتصل بالعصر، مضيفا:"نحن مع التجديد الذى يقوم به العلماء الربانيين والفقهاء المجتهدين، ولسنا مع الجمود ابدا، مستشهدا بذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".
وتساءل "حسان" ما هى علاقة تجديد الخطاب الدينى بالطعن فى القرأن والرسول والأئمة والبخارى ومسلم؟، قائلا: "نحن مع التجديد الذى يعود بالأمة لتعمل بالكتاب والسنة".